تراجعت أسعار معظم السلع عالميا.. ورغم عدم حدوث تراجع مماثل لأسعارها محليا الا ان التوقعات تشير الي ضرورة تأثر الاسعار المحلية الفترة القادمة . واختلف المحللون حول تقييم اثر تراجع اسعار السلع علي ارباح الشركات المصرية ففي حين يستبعد البعض أن يكون لهذا الانخفاض اي تأثير علي الشركات المدرجة مؤكدين ان هذا الانخفاض سوف يزيد من مبيعات الشركات ويظهر اثره واضحا في نتائج الاعمال.. اكد آخرون انه سيكون هناك تأثير سلبي لانخفاض اسعار السلع عالميا علي أرباح الشركات مشيرين الي أن موجة الكساد الأقتصادي ستؤثر علي أنشطة الشركات بالسلب مما يخفض من أرباحها المستقبلية . هامش الربحية اكد ايهاب فتحي محلل مالي أن انخفاض اسعار الخامات العالمية له تأثير ايجابي علي نتائج اعمال الشركات مشيرا الي ان الشركات العاملة في مجال الحديد والصلب مثلا تعمل بطاقات عالية وتحقق هامش ربحية مرتفعا في ظل ارتفاع الاسعار . واكد ان هذا الانخفاض سوف يزيد من مبيعات الشركات ويظهر أثره واضحا في نتائج الاعمال وحركة التداول للاسهم. ونوه فتحي الي ان الشركات المصرية تعمل وفق معادله تعتمد علي التكلفة وهامش الربح وغالبا فهي تحافظ علي هامش ربح أعلي دائما من التكلفة مشيرا الي ان المادة الخام المستخدمة في صناعه الحديد وهي "البيليت" انخفضت اسعارها في مصر بمقدار 820 جنيها للطن بينما انخفضت في دول اخري لاكثر من 2000 جنيه للطن اي ان نتائج اعمال تلك الشركات لن تتأثر كثيرا بهذا الانخفاض وذلك لحفاظها علي هامش ربحية ثابت . وأكد أن أكثر المستفيدين من انخفاض اسعار خامات السلع القطاع العقاري وخاصة من انخفاض اسعار البيلت حيث سيمنح ذلك فرصة لقطاع العقارات ليسترد عافيته ويتم استكمال العديد من المشروعات وبالتالي ارتفاع ايرادات هذا القطاع الحيوي. أضاف ان المنتج يتحكم اكثر في هامش الربحية اذا كان الطلب علي السلعة غير مرن كمواد البناء مشيرا الي ان هذا الانخفاض له تأثير بعيد المدي علي معدل التضخم الكلي وتحريك السوق مما يخدم سوق الاوراق المالية حيث ان التضخم هو العدو الاول لحركة تداول الاسهم. وطالب فتحي صناديق الاستثمار والمحافظ والمؤسسات المالية بالتدخل لدعم السوق في هذه المرحلة خاصة أن غالبية الاسهم في كل القطاعات سواء الكبري او النشطة او حتي الأسهم الصغيرة وأسهم المضاربات فقدت ما يقرب من 50% من قيمها بما يجعلها مغرية وجاذبة للشراء. خسائر مضاعفة واكدت رانيا الكردي منفذ عمليات بشركة الشروق لتداول الاوراق المالية ان تأثير انخفاض اسعار السلع علي ارباح الشركات يتوقف علي وضع كل شركه والمخزون الموجود لديها فاذا كانت الشركه تمتلك كمية كبيرة سوف تمني بخسائر مضاعفة والعكس لو انها تقوم بالتشغيل للغير نجدها تستفيد بشكل ملحوظ.. مشيرا الي انه في الحالتين التأثير في نتائج الاعمال ضعيف نسبيا ولفتت الي أن الاسعار زادت خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ و تأثرت اغلب القطاعات بهذا الارتفاع تأثرا سلبيا لذلك فإن انخفاض اسعار المواد الخام سوف يؤدي الي زيادة الطلب ويوجد نوعا من المرونة بالسوق واستكمال العديد من المشروعات كانت قد توقفت نتيجة لارتفاع الاسعار مما سيؤدي في النهاية الي ارتفاع ارباح الشركات . اوضحت الكردي أنه لابد وان يكون هناك توازن بين الاسعار العالمية والأسعار المحلية. أسعار المعادن وتوقع مينا مجدي محلل مالي بشركة مترو لتداول الأوراق المالية أن تشهد الفترة الحالية أنخفاض أسعار العديد من السلع عالميا حيث تراجعت أسعار الأسمنت والبليت والأسمدة والعقارات ومعظم أسعار المعادن والسلع الاستراتيجية. وبالنسبة لتأثير ذلك الأنخفاض علي أرباح الشركات أكد مجدي انه بالتاكيد سيكون له تأثير علي أرباح الشركات فمن المؤكد أن موجة الكساد الاقتصادي ستؤثر علي أنشطة الشركات بالسلب مما يخفض من أرباحها المستقبلية . وبالنسبة لأرتفاع أسعار بعض السلع والخدمات في السوق المحلي أكد مجدي انه يعود في المقدمة الي جشع التجار حيث إن أسعار تسليم المصانع لم تزد ولكن ما حدث بالفعل هو قيام التجار في السوق المحلي برفع الأسعار بدون مبرر.