هناك مؤشرات كثيرة علي الساحة الفلسطينية تؤكد أن المنطقة أمام انتفاضة ثالثة وأن الشعب الفلسطيني يشعر الآن بيأس شديد من قياداته في فتح وحماس ومع هذا اليأس احساس شديد بالهوان أمام سياسة البطش التي تتبعها عصابة تل أبيب.. الشعب الفلسطيني يشعر الآن بندم شديد يوم أن أغلق ملفات الانتفاضة الأولي ثم الانتفاضة الثانية وها هو يلتقي كل يوم ضربات جديدة من إسرائيل.. ان الصورة التي تبدو عليها حالة الفلسطينيين الآن تدعو للحزن الشديد.. لقد تقطعت كل الخيوط بين السلطة في رام الله والسلطة في غزة.. وراء السلطة في رام الله فريق الاعتدال العربي وهو لم يحقق شيئا في قضية السلام والمفاوضات منذ اختفي ياسر عرفات أما فريق المقاومة الذي تقف خلفه إيران فهو يدفع فاتورة ضخمة أمام تمسكه بالتحالف مع إيران.. وبين السلام والمقاومة تمارس إسرائيل كل يوم أعمال القتل والعنف والإرهاب ابتداء بالعدوان علي غزة وانتهاء بالتصفيات الجسدية لرموز حماس حتي في دولة الإمارات العربية. إن فشل المفاوضات.. وتوقف أعمال المقاومة.. والخلافات بين حماس وفتح واستمرار إسرائيل في تهويد القدس وبناء المستوطنات.. وانشغال المجتمع الدولي عن القضية الفلسطينية أمام قضايا أخري في العراق وأفغانستان وإيران وتركيا.. كل هذه الأسباب تدفع بالشعب الفلسطيني إلي البحث عن طريق آخر ولا يوجد أمام الشارع الفلسطيني من وسيلة متاحة غير انتفاضة ثالثة.. إن هذه الانتفاضة سوف تعيد الحياة للشارع الفلسطيني وسوف تفرز قيادات جديدة بدلا من تلك القيادات التي أضاعت القضية في صراعاتها.. وقبل هذا كله فإن إسرائيل في حاجة إلي شيء خطير يعيدها مرة أخري إلي ساحة المواجهة مع الشعب الفلسطيني بعيدا عن حماس وفتح وبعيدا عن مفاوضات السلام الذي لا يجيء والمقاومة التي تراجعت والقضية التي تتبخر كل يوم أمام مشروعات إسرائيل التوسعية وعجز الحكومات العربية.. لم يعد أمام الشعب الفلسطيني غير أن يخرج من بين أنقاض الواقع العربي القبيح والبطش الصهيوني ليعيد للقضية وجودها أمام عالم لم يعد يؤمن بشيء إلا القوة والإرهاب والاغتيالات كما تفعل إسرائيل الآن في كل العالم العربي. لم يعد أمام الشعب الفلسطيني غير أن يستعيد مقاومته في صورة انتفاضة ثالثة.