لم يحصل الفلسطينيون علي شيء من مفاوضات أوسلو التي رسمها وخطط لها الرئيس أبومازن وعدد من رفاقه في فتح.. لم تصل أوسلو إلي شيء علي الاطلاق، كان الثمن الذي دفعته المقاومة الفلسطينية هو الانتفاضة الأولي التي أوقفها رابين قبل اغتياله.. ثم كانت الانتفاضة الثانية التي انتهت برحيل عدد من رموز حماس كان علي رأسهم الشيخ أحمد ياسين وانتهت ايضا بسجن مروان البرغوِثي.. هناك من يري ان خسائر الفلسطينين كانت أكبر بكثير من مكاسبهم في أوسلو، وإن الخسارة الأكبر كانت وقف الانتفاضة تلك التي ارهقت الاقتصاد الإسرائيلي إلي أبعد الحدود.. ولو ان الانتفاضة بقيت حتي الآن ما حدثت اعتداءات غزة وما اجتاحت القوات الإسرائيلية المدن الفلسطينية بهذه الوحشية، ورغم امكاناتها المحدودة بشريا وعسكريا فإن الانتفاضة هزت الكيان الصهيوني بقوة وكانت هي السبب الرئيسي في فتح باب المفاوضات بين رابين وعرفات، ثم توالت الأحداث بعد ذلك وبقيت الانتفاضة نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.. كان البعض يري أنها غير مجدية علي الاطلاق، بينما رأي البعض الآخر أنها بداية حرب للتحرير، وان حركات المقاومة في كل دول العالم بدأت صغيرة وكبرت، وقد عاد الشارع العربي يتذكر في الأيام الماضية صورة الانتفاضة من خلال ما حدث في المسجد الأقصي.. لقد انطلقت شراراة الانتفاضة الثانية عندا اقتحم ايربيل شارون بقواته المسجد الاقصي والتاريخ يعيد نفسه الآن فقد اندفع الشارع الفلسطيني يدافع عن مسجده الاقصي في مواجهة مع القوات الإسرائيلية.. ويبدو أن مواكب السلام تشعر الآن بخوف شديد أن يعيد الشارع الفلسطيني توحده مرة أخري وتنطلق الانتفاضة الثالثة.. إن كل شيء يمهد الطريق الآن لهذه الانتفاضة.. الخلافات بين حماس وفتح.. فشل المفاوضات بين السلطة والدولة العبرية.. تراجع الدور الأمريكي.. سوء الأحوال في غزة وانسحاب العرب من دعمهم للشعب الفلسطيني، وقبل هذا كله فإن روح المقاومة لم تمت بعد لدي أبناء الشعب الفلسطيني، ولهذا علينا الآن أن نستعد للانتفاضة الثالثة في المسجد الأقصي.