الاقتصاد الامريكي الاكبر عالميا واجه عاما مليئا بالتغيرات والتحولات مع استمرار الازمة المالية في التأثير سلبا علي الانشطة الاقتصادية ليدفع الاقتصاد الامريكي إلي هوة الركود خلال معظم فترات عام 2009 ولكن لا يمكن ان ننكر تدخل كل من الحكومة الامريكية والبنك الفدرالي الامريكي في الاقتصاد الامريكي علي بداية الطريق نحو الانتعاش الاقتصادي مجددا. جاءت بدايات أمريكا عام 2009 لتواكب بداية ادارة جديدة في الولاياتالمتحدةالامريكية بقيادة أول رئيس امريكي من اصل افريقي باراك أوباما، ليبدأ فترة ولايته بتحديات عسيرة متعلقة بمستقبل الاقتصاد الامريكي وارتفاع في معدلات البطالة وعجز كبير في الميزانية الحكومية لتكون بهذا أسوأ بداية يمكن ان يواجهها رئيس دولة ولكن إدارة أوباما لم تضيع المزيد من الوقت حيث بدأت خطواتها باطلاق الجزء الثاني من الخطة التحفيزية المسماة ببرنامج مساعدات القروض المتعثرة التي تعد اكبر خطة تحفيزية في تاريخ الولاياتالمتحدةالامريكية التي وافق عليها مجلس النواب الامريكي بعد طول عناء وسط اشارة كل من وزارة الخزينة الامريكية والبنك الفدرالي الامريكي بأن التأخر في التعامل مع الازمة المالية سيلقي باقتصاد الولاياتالمتحدةالامريكية في كساد آخر مماثل للكساد العظيم كانت هذه الخطة بقيمة 789 مليار دولار وهدفت بشكل اساسي إلي تعزيز الانفاق علي البنية التحتية بالاضافة إلي الاعفاءات الضريبية تضمن هذا برنامج اعفاء الراغبين في شراء المنازل للمرة الاولي من الضرائب البالغ قيمتها 000.8 دولار أمريكي وقد قام البنك الفدرالي الامريكي في المقابل بتطبيق سياسة التخفيف الكمي وذلك للمرة الاولي في تاريخ الولاياتالمتحدةالامريكية وذلك تمثل في قيام البنك الفدرالي بشراء ما يقارب 300 مليار دولار من سندات الخزينة الامريكية وذلك لتوسيع نطاق السيولة وتسهيل الاقراض من خلال المحافظة علي أسعار الفائدة ضمن المستويات المتدنية ولفترة ممتدة من الزمن. تولي السيد تيموثي جيثنر رئاسة وزارة الخزانة خلفا للسيد هنري بولسون، وقد قام بتطبيق خطة الملاءة المالية للبنوك الذي هدف إلي تقييم احتياجات البنوك والمؤسسات المالية من السيولة اللازمة لتخطي الازمة المالية العالمية وجاءت النتائج لتفيد بأن 10 من اصل 19 بنكا في الولاياتالمتحدةالامريكية تحتاج لرفع رأسمالها بما مجموعة 74.6 مليا دولار امريكي لتخطي الازمة المالية العالمية التي كان من ضمنها بنك اوف امريكا، ويلز فارجو، ج ماك سيتي جروب، مورجان ستانلي وغيرها من اكبر البنوك الامريكية التي تم الحكم عليها بحاجتها لرفع رأسمالها أما بنوك نيويورك ميلون، جولدمان ساكس، جي بي مورجان تشيس، ادرجوا ضمن البنوك التي تحتوي رأسمال كاف لتخطي الازمات المالية. وصممت الخزينة الامريكية خطة تحفيزية مخصصة للاسواق المالية والتي بموجبها تنوي الخزينة الامريكية شراء ما يقارب يريليون دولار امريكي من الاصول من خلال برنامج الاستثمار الشخصي العمومي والذي يهدف الي تصحيح الميزانية العمومية في الاسواق المالية لضمان توفر السيولة لقطاع المنازل والاعمال هذا وقد استلمت شركة سيتي جروب حوالي 45 مليار دولار نقدا الي جانب ما يقارب 306 مليارات دولار كمنح حكومية، بينما استلم بنك اوف امريكيا والذي يعد اكبر بنك امريكي اعتمادا علي اصوله حوالي 138 مليار دولار كمنح حكومية وسط الموافقة علي استحواذه علي كل من شركة ميريل لينش وكانتري وايد المالية. والجدير بالذكر ان البنك الفدرالي ترك اسعار الفائدة دون تغيير هذا العام ليبقها ضمن المستويات التاريخية المتدنية بين 0.0 0.25% وذلك وسط محالاوت البنك الفدرالي في مواصلة الدعم من خلال السياسة النقدية وقرر البنك الفدرالي خلال العام دعم الميزانية العمومية لديه بأكثر من تريليون دولار امريكي، بينما بدأ البنك الفدرالي ببرنامج السندات المدعومة بالرهونات العقارية MBS وحوالي 200 مليار دولار بالنسبة لديون الوكالات. هذا وقد انكمش الاقتصاد الامريكي بنسبة 6.4% خلال الربع الاول من العام مع انخفاض كل من مستويات الانفاق والاستثمارات والمخزونات الي جانب قطاع المنازل، بينما انكمش الاقتصاد بنسبة 0.7% خلال الربع الثاني من العام قبل ان يتمكن الاقتصاد الامريكي من النمو خلال الربع الثالث من العام الماضي، حيث سجل الاقتصاد توسعا بنسبة 2.8% كما ارتفعت معدلات البطالة إلي أعلي مستوياتها منذ 26 عاما عند 10.2% خلال شهر نوفمبر الماضي. عملية تبادل الادوار التي تحكم تركيبة الموجة الثانية والموجة الرابعة -قاعدة عامة- ظهرت بشكل مثالي علي الرسم البياني حيث إننا نري أن الموجة الثانية كانت قصيرة وحادة في حين اخذت الموجة الرابعة وقتا طويلا ومسافة أبعد وبناء علي ذلك تظهر الحاجة الي الموجة الخامسة بهدف مواصلة الموجة الدافعة ككل. بينما يواجه المؤشر مستوي تصحيح فيبوناتشي 50% عند 10355.00 الذي يعتبر مستوي ضعيف إلا أنه إذا ما ظهرت اشارات انعطاف قوية بجانب هذا المستوي فإنه سيتحول ليصبح مستوي دعم قوي. التحليل الفني لكل الأسواق إعداد: أمير العربي