شهدت البورصة المصرية في الأسابيع الأخيرة حالة من التقلبات والتذبذبات في أداء مؤشراتها وأسهمها وهو ما أرجعه الخبراء إلي أسباب داخلية وأخري خارجية، انعكست علي الاداء العام للسوق، وسط توقعات باستمرار حالة التقلبات علي مدار الاسبوعين المقبلين، فيما رأي الخبراء ان معامل الارتباط بين البورصة المصرية ونظيراتها في العالم الكبري خاصة سوق الاسهم الامريكية ربما تشهد تزايدا واضحا في الايام المتبقية من هذا العام. الخبراء أكدوا ان البورصة المصرية اتخذت منذ مطلع هذا العام 2009 اتجاها مشابها لاداء أسواق الاسهم الامريكية وذلك امتدادا للارتباط الذي بدأت تشهده السوق منذ منتصف سبتمبر الماضي وبالتحديد مع بداية الازمة المالية العالمية. وأشاروا إلي أن هناك ارتباطا ملحوظا في الاتجاه لكن يختلف في نسبته حيث تزداد أحيانا نسب الهبوط في السوق المصرية علي خلفية هبوط وتراجعات لأسواق الاسهم العالمية والعكس صحيح، وتوقع الخبراء أن تستمر هذه الحالة حتي نهاية العام. يقول محمود البنا محلل أسواق المال إن الاسواق الأمريكية تشهد تقلبات حادة في الفترة الاخيرة تنعكس علي اداء بقية أسواق المال في العالم ومنها سوق الاسهم المصرية، خاصة أن أداء البورصة الأمريكية يؤثر في اتجاهات المستثمرين الاجانب في الاسواق الناشئة. وأضاف أن نسب تعاملات الاجانب بالبورصة المصرية بدأت تتزايد ومع التقلبات التي سجلتها الاسواق العالمية في الفترة الاخيرة فتنعكس علي أدائهم في سوق الاسهم المصرية، مشيرا إلي أن ذلك يعد ضمن العوامل الخارجية التي تؤثر علي البورصة. حالة ارتباك وأوضح أن هناك حالة ارتباك وقلق تنتاب صغار المستثمرين والمستثمرين الافراد بعد قرار وقف التعاملات علي عدد كبير من الاسهم الصغيرة مما أوجد حالة تخوف لدي المستثمرين من الاقبال علي شراء أسهم المضاربات أو الاسهم الصغيرة والمتوسطة التي يشوبها شبهات تلاعب. وأكد أن ترديد أنباء وشائعات عن تحويل مسئولين وموظفين بالبورصة ومستثمرين للتحقيقات ونيابات الاموال العامة من حين لآخر يؤثر سلبا علي أداء السوق، خاصة في ظل عدم تحديد مفاهيم التلاعب بالسوق. ويري أحمد عبد الحميد المدير التنفيذي بشركة وثيقة لتداول الاوراق المالية أن الاقتصاد العالمي لم يعط إشارات نهائية للتعافي من الازمة العالمية، وهو ما يفسر حالة التقلبات والتذبذبات التي تشهدها الاسواق في الفترة الاخيرة. اداء الشركات وقال إن الفترة المقبلة قد تشهد تباينا واضحا في نتائج أعمال الشركات علي خلفية تأثر كل قطاع بالازمة العالمية ومدي قدرة الشركات علي اتخاذ اجراءات وقائية جنبتها تأثير الازمة، لافتا إلي أن الشهرين المقبلين وربما أوائل العام المقبل ستشهد تعاملات أسواق المال بشكل عام ترقبا حذرا لحين إعلان النتائج السنوية للشركات عن عام 2009. وأضاف أن الايام المتبقية من العام قد تشهد تحول بعض الصناديق والمؤسسات المالية للبيع وان كانت بنسب محدودة مع تراجع عمليات الشراء لديهم وذلك لمواجهة عمليات الاستردادات السنوية والتوزيعات النقدية بالاضافة إلي محاولة الحفاظ علي المكاسب الجيدة التي حققتها منذ مطلع العام.