حرب شرسة تدور رحاها منذ فترة طويلة بين أهالي نزلة السمان ورئيس المجلس الاعلي للآثار د. زاهي حواس حيث يعتبر د. زاهي أن ازالة هذه المنطقة ضرورة ملحة حتي يستعيد ابو الهول شعاع الشمس إلي وجهه وكذلك للتخلص من التصرفات غير المسئولة من بعض سكان المنطقة الذين ينقبون سرا عن الآثار في هذه المنطقة التاريخية المتخمة بالثروات والآثار التي لا تقدر بثمن. وقد زاد من اشتغال هذه الحرب وفاة 6 أشخاص بعد سقوط السقف فوق رؤوسهم اثناء تنقيبهم عن الآثار تحت ارض أحد منازل المنطقة وتسبب هذا الحادث في انهيار بعض المنازل. الجديد بالذكر أن مساحة نزلة السمان تبلغ 5 كيلو مترات ويقطنها ما لايقل عن 300 ألف شخص يعملون في التجارة والسياحة ويمتلك معظمهم بازارات ومحال سياحية، ويمتلك أخرون اصطبلات للجمال والخيول لخدمة السياح داخل منطقة الاهرامات ويصل عمر المنطقة مايقرب من 200 سنة وقد بدأت بمساحة صغيرة وسرعان ما توسعت بقدوم مواطنين من المحافظات المجاورة خاصة الفيوم. وصارت نزلة السمان صداعاً دائماً يؤرق د. زاهي حواس فأصدر اوامرة بمنع الدواب والابل من المنطقة الاثرية واستبدالها بالطفطف في اطار خطتة لتطوير المنطقة الآثرية، بالاضافة إلي تسوير الاهرامات لمنع الاقتراب منها وعلي الجانب الاخر يرفض أهالي السمان التنازل عن اراضيهم ومهنتهم التي توارثوها من الاجداد والاباء، لاسيما أن المنطقة تشبة قري الصعيد من حيث العصبية والقبلية. كما يقطنها عاملات عريقة وبالغة الثراء والشهر مثل عائلات الجابري وفايز وخطاب الشاعر، كما تشتهر بالبيوت الكبيرة والفيلات والقصور. ومن ناحية ثانية يصر د.حواس علي تنفيذ قراره مهما اصطدم بأي عوائق او صعوبات. وسنوضح الايام لمن تكون الغلبة. التقت الاسبوعي بجميع الاطراف لتوضيح وجهات نظرهم المختلفة: وقد كان من الأهمية في البداية القاء الضوء علي تاريخ المنطقة في العهد الفرعوني حيث أوضح دكتور أحمد فؤاد خبير الآثار الفرعونية وعضو هيئة التدريس بجامعة الاسكندرية، أن أرض نزلة السمان كانت أحد فروع النيل السبعة وقد استغلها الفراعنة لنقل الاحجار اللازمة لبناء الاهرامات من أسوان حتي منطقة بناء الهرم، ويذكر فؤاد أن نزلة السمان ارتبطت منذ قرون بمحاولة أحد سكانها حشد الاهالي لهدم تمثال ابو الهول بدعوي انه من الاوثان ووجوب تحطيمة عندما شرع الرجل ومن معه في هدمة هبت رياح عاصفة أطاحت بهم وبمساكنهم فتراجعوا علي الفور عن تنفيذ محاولاتهم ومنذ ذلك الوقت اطلق علي التمثال ابو الهول رغم أنه يعرف في انحاء العالم بسفنكس. استخراج الآثار ويري د. فؤاد أن استمرار وجود هذه المنطقة يعوق عمليات التنقيب واستخراج الآثار التي ثبت انتماؤها العصر بناة الاهرام خاصة الاسرتين الرابعة والخامسة، ومن ناحية أخري يشير د. أحمد فؤاد إلي أن المنطقة قابعة فوق بحيرة من الصرف الصحي المختلط بالمياه الجوفية مما يهدد الآثار المنطقة خاصة ابو الهول الذي يعاني حاليا من مشكلات في منطقة الرقبة استدعت الترميم عدة مرات. كما ذكر اللواء محمد صالح مكرم الخبير سياحي أن المنطقة كانت شاهدة علي حادث هو الاشهر في مطلع الخمسينيات حينما سقطت طائرة ركاب تحمل علي متنها 48 راكب من بينهم الممثلة الشهيرة كاميليا وذلك بعد إقلاعها من مطار القاهرة بنصف ساعة. وطالب أيضا بإزالة السكان من نزلة السمان والمادة تخطيط المنقطة. علي جانب اخر أكد الدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الاعلي للآثار للأسبوعي أن مجلس الوزراء قد أصدر قراراً بازالة منطقة نزلة السمان بناء علي توصية من المجلس وقد تم تحويل القرار إلي محافظة الجيزة لبحث سبل التنفيذ واجراء حصر للمباني والانشاءات التي سيتم ازالتها، وبسؤاله حول ما اذا كانت التعويضات ستكون مادية ام سيتم نقلهم إلي منطقة بديلة اشار إلي أن التعويضات مادية ليتمكن أهالي المنطقة من اختيار المكان المناسب، مشيرا إلي حتمية انتقالهم لعدم تكرار عمليات سرقة الآثار. وحول المشروعات المزمع اقامتها بعد الازالة أكد حواس أن المنطقة ستظل خالية تماما وستجري عمليات التنقيب "الشرعي" خطوة خطوة، مؤكدا انه قد تم اكتشاف آثار علي الطريق الصاعد للهرم. مصادمات مع الأهالي ويتوقع د. حواس حدوث مصادمات مع الأّهالي الا انه لايعبأ بأي مصادمات وأن كل اهتمامة ينصب علي حماية الآثار مهما حدث. أما محمد شيحة كبير مفتشي الآثار في منطقة الهرم، فقد أكد علي ضرورة إزالة المباني حيث إن معظمها آيلة للسقوط، مشيرا إلي أن 96% من محاولات الآثار جاهزة لتمويل التعويضات اللازمة رغم عدم تحديد قيمتها حتي الأن، مشيرا أن خطة الإزالة ستتم علي مراحل علي أن تكون البداية بالمنطقة المتاخمة للمنطقة الآثرية "سن العجوز"