منذ عدة سنوات أعلنت الحكومة عزمها الاتجاه إلي الصعيد والعمل علي تنميته حيث تم الاعلان عن دراسة مجموعة من المشروعات الحيوية التي يمكنها عمل تنمية مستدامة في هذه المنطقة خاصة بعد الاهمال المتراكم للصعيد منذ عقود وما نتج عنه من سلبيات عديدة وفي مقدمتها تزايد أعداد البطالة وارتفاع مستوي الفقر وما تبعه من سوء في الأحوال المعيشية ونزوح أهل الصعيد إلي الوجه البحري والقاهرة والطامة الكبري تمثلت في موجات الارهاب المتتالية خاصة خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي والتي كانت الصعيد محور تلك الأعمال وقام بها بعض شباب الصعيد المتطرفين ومن هذا المنطلق لم يلبث أي مسئول ان يفوت أي مناسبة دون الاعلان عن اقامة استثمارات جديدة في الصعيد من خلال مناطق صناعية مع الوعد بتقديم الكثير من التسهيلات للمستثمرين في تلك المناطق لتشجيعهم علي الاستثمار في هذه المناطق.. وأخيراً ليس آخراً تم الاعلان عن اقامة منطقة استثمارية لصناعات النسيج بمحافظة سوهاج علي مساحة 3 ملايين متر مربع تشارك فيها المؤسسات والشركات الصينية الكبري المتخصصة في صناعة النسيج حيث تضم المدينة جميع الصناعات النسيجية والصناعات المغذية والمكملة لها. الاتجاه حميد وهنا فئات عديدة تدعمه خاصة وإن قطاع النسيج من القطاعات كثيفة العمالة يمكنها استيعاب اعداد كبيرة من أبناء الصعيد، وعلي الجانب الآخر يعتبر دخول الجانب الصيني كشريك في المشروع عاملا ايجابيا لكونهم يمتلكون التكنولوجيا والجدية في العمل، ولكن الخوف من ان يكون هذا الكلام مجرد "فض مجالس" وأن يلقي هذا المشروع مصير المشروعات السابقة التي تم الإعلان عنها ولم تر النور حتي الآن. "الأسبوعي" اهتم بهذه المنطقة علي أمل أن تكون هذه المدينة بداية الطريقة لتحقيق الأمل المنشود وهو دعم أهل الصعيد من خلال تقديم مشروعات جديدة تساعدهم علي الخروج من هذه الحياة المتدنية إلي مستوي معيشي أفضل. وتوفير فرص عمل لأهل الصعيد خاصة أبناء سوهاج ومحاولة إلقاء الضوء علي ذلك المشروع من أجل سرعة تنفيذه بدلاً من أن تصل إليه يد الإهمال ويلقي مصير مشروعات الصعيد التي تواجه صعوبات. وهناك بعض "صناع" النسيج شككوا في إقامة هذه المنطقة واعتبروها مجرد أوهام مؤكدين أن الصين تسعي إلي مصر من أجل عمل مشروعات غزل ونسيج تخدم مصالحها وأن ستسحب العمالة المدربة من المصانع وتهدد المصانع المحلية. ولكن هناك من أكد أيضا أن تلك المنطقة ستكون إضافة لمصر والتي تحتاج إلي 20 منطقة مماثلة. بداية يوضح محمود الشندويلي -رئيس جمعية مستثمري سوهاج- أن الأيام القادمة سوف تشهد البدء في تنفيذ مشروع المدينة الصناعية للنسيج بالمحافظة، حيث تم تخصيص الأرض اللازمة لإقامته والتي تبلغ مساحتها 3 ملايين متر مربع وسيتم العمل فيها بنظام الشراكة بين كبري الشركات الصينية المتخصصة في مجال المنسوجات وبين البنك الأهلي بتكلفة تقديرية تصل إلي مليار دولار وذلك في إطار استهداف إنشاء مجمع اقتصادي وسكني ضخم بالمنطقة لأكثر من 90 ألف سنة، مضيفا أن المدينة سوف تضم ما يزيد علي 100 مشروع بحجم عمالة متوقعة في المرحلة الأولي من المشروع تصل إلي 20 ألف عامل ونأمل أن تصل إلي 60 ألف عامل في المراحل التالية. نقلة صناعية ويشير الشندويلي إلي أن المدينةالجديدة من شأنها إحداث نقلة صناعية في محافظة سوهاج لكونها مدينة متكاملة للصناعات النسيجية والصناعات المغذية لها والمشروع من الألف للياء سيتم تنفيذه في سوهاج مما يعني نسبة عمالة أكبر لأبناء المحافظة كما أن التعاقدات سوف تتم من سوهاج وليس الصين، مضيفا أن التطوير الأخير في البنية الاساسية الذي شهدته المحافظة سوف يسهم في نجاح المشروع خاصة مع قرب افتتاح مطار سوهاج وطريق البحر الأحمر في شهر سبتمبر القادم وهو الأمرالذي سيساعد علي ايجاد منفذ بحري للمحافظة وهو الحلم الذي قارب علي التحقيق مما سيساعد علي سهولة عملية التصدير وبدلا من الاعتماد علي موانيء السويس وبورسعيد سيتم مباشرةالتصدير من خلال ميناء سفاجا والذي تم تطويره مؤخرا. وأشار الشندويلي إلي أن الاتجاه للصعيد بات أمرا ضروريا في المرحلة المقبلة خاصة وإن جميع سبل النجاح متوافرة من عمالة وطاقة والأيام القادمة سوف تشهد المزيد من المدن الصناعية المتخصصة في قطاعات.