اختلف الخبراء بسوق الاوراق المالية بشأن قرار الهيئة العامة لسوق المال ايقاف التداول علي أسهم "الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول موبينيل" وسهم "أوراسكوم تليكوم القابضة" لمدة زادت علي ست جلسات متتالية لاسيما في ظل حالة الغموض الكبيرة التي تكتنف صفقة الشركة الفرنسية بشأن الاستحواذ علي كامل اسهم موبينيل المملوكة لاوراسكوم تليكوم.. انقسم الخبراء الي قسمين احدهما معارض والآخر مؤيد لقرار الإيقاف، وكل له وجهة نظره وحججه، وكانت إحدي الصحف قد نشرت علي لسان مصدر بالهيئة العامة لسوق المال المصري اعادة التداول عل السهمين الاحد الماضي، الا انه لم يحدث ولم تقم الهيئة بتوضيح ذلك علي موقعها الرسمي او حتي تأييد او نفي الخبر وهو ما اشاع جوا من القلق والتوتر بالسوق لدي المتعاملين ولم يتم التداول علي السهمين، ولم تبلغ الهيئة البورصة بقرار اعادة التداول علي السهمين من عدمه، واشار الفريق المؤيد الي ان الاجراء الذي اتخذته الهيئة انما هو في صالح السوق والمتعاملين به خاصة ان الغموض حول الصفقة مازال سيد الموقف، ومن ثم رأت الهيئة ضرورة ملحة لحماية الاسهم والسوق ومصالح المتعاملين علي اعتبار ان الهيئة العامة لسوق المال هي الجهة الرقابية الاولي بسوق الاوراق المالية مؤكدين في الوقت نفسه ان الهيئة اذا ما سمحت بالتداول علي سهمي موبينيل واوراسكوم تليكوم ستجعل السوق عرضة للشائعات والمضاربات علي الاسهم وهو ما سيؤدي الي كوارث ومشاكل خطيرة للغاية خاصة ان السهمين من الاسهم القيادية ذات الاوزان النسبية الثقيلة في المؤشر، ومن ثم فإن نسب التعرض لمشاكل واخطار سلبية تكاد تكون خطيرة للغاية. فيما رأي الفريق المعارض لايقاف التداول علي السهمين ان ذلك فيه ضرر كبير علي المتعاملين بالسوق مؤكدين أنه قد يؤدي ايضا الي انخفاض قيم وأحجام التداول علي نحو كبير للغاية، منوهين الي ان ذلك ما حدث بالفعل خلال الايام الستة من ايقاف التداول علي السهمين. من جانبه، أكد محمود شعبان رئيس شركة الجذور لتداول الأوراق المالية أن قرار هيئة سوق المال إيقاف التداول علي سهمي موبينيل واوراسكوم تليكوم إنما هو قرار صائب، واضاف ان الهيئة رأت انه من الضروري الحفاظ علي حقوق المستثمرين لانها الجهة المنوطة بحفظ الحقوق واشار الي ان العرض المقدم من شركة اورانج الفرنسية بشأن الاستحواذ علي اسهم موبينيل محفوف بالغموض الشديد، ومن ثم رأت الهيئة انه من الضروري دراسة الموقف بجدية بعيدا عن تداول السهمين بالبورصة حماية للسوق والمتعاملين به بما لا يعطي مجالا للشائعات والقيل والقال والوقوع في براثن المضاربين وبالتالي فإن القرار سليم مائة في المائة. واضاف ان هناك امورا تتطلب التروي والدراسة الجيدة خاصة ان الصفقة بمليارات الجنيهات، فضلا عن ان هناك ارتباطا قويا ووثيقا بالصفقة وبحقوق الاقلية.. واعتبر ان تداول اسهم اوراسكوم تليكوم في لندن انما هو امر متروك لها أي لبورصة لندن ولا شأن لدينا بذلك واعتبر ان التسرع قد يؤدي الي كوارث. ويقول حازم عبدالحميد المحلل الفني بشركة المجموعة الاستراتيجية لتداول الاوراق المالية ان الهيئة العامة لسوق المال رأت انه من الضروري دراسة الامر برمته بشيء من التفصيل والتدقيق ومن ثم كان قرار الايقاف، واشار الي ان الاستمرار في التداول علي سهمي موبينيل واوراسكوم تليكوم في ظل الدراسة والتقدم بالعرض سيكون له عواقب سلبية خطيرة مشيرا في الوقت نفسه الي ان الايقاف افضل حالا لانه في صالح السوق والمتعاملين به.. واكد ان السماح بالتداول علي السهمين في ظل هذه الظروف سيفتح الباب علي مصراعيه للشائعات والمضاربات وهو ما كان سيؤدي الي مشاكل كبيرة، السوق في غني عنها حاليا. أكد الدكتور محمد الصهرجتي العضو المنتدب بشركة سوليدير لتداول الاوراق المالية ان ايقاف التداول علي الاسهم القيادية ذات الوزن النسبي الثقيل في المؤشر له اضراره خاصة في قطاع قوي مثل قطاع الاتصالات، واشار الي ان هناك عددا من المتعاملين بالبورصة تضرروا كثيرا من جراء ايقاف التداول علي السهمين ومن ثم يقلل من حجم التداول اليومي وهو ما كان ظاهرا خلال الفترة الماضية، ولفت الي انه علي الرغم من ايقاف التداول علي السهمين فإن ذلك ينطوي علي امور مهمة مشيرا الي انه قد يكون الامر في غاية الاهمية ويتطلب مزيدا من الدراسة واعتبر ان الهيئة العامة لسوق المال الرقيب علي السوق والمتعاملين به حيث إنها رأت الاولوية للمتعاملين ومن ثم حماية حقوق الاقلية. يقول شريف عبدالعزيز نائب رئيس مجلس ادارة شركة ميراكل لتداول الاوراق المالية إن ايقاف التداول علي سهمي موبينيل واوراسكوم تليكوم اضر كثيرا بالتعاملات خلال الايام الماضية وهو ما بدا واضحا في التراجع الكبير في قيم واحجام التداول اليومي علاوة علي تراجع النشاط علي نحو ملموس.. واشار الي ان قطاع الاتصالات من القطاعات المهمة في البورصة وهو قطاع حيوي للغاية ومن الطبيعي ان يؤثر في البورصة بشكل كبير، واضاف انه رغم الغموض الذي يكتنف الصفقة الخاصة بالشركة الفرنسية اورانج، وتفاصيل استحواذها علي اسهم موبينيل فإن الامر لم يكن يحتاج كل هذا الاجراء، واكد ان سهمي موبينيل واوراسكوم تليكوم من الاسهم القيادية ومن ثم فإن ايقاف التداول عليهما أسهم في تقليل حجم النشاط، فضلا عن انه قد يتسبب في ضعف الثقة لدي المتعاملين حاملي السهمين وهو ما اوقعهم تحت ضرر كبير وخسائر ملحوظة.