شهدت الأيام القليلة الماضية موجة صعود جديدة في أسعار الذهب أعادت الذكريات لما حدث في بداية العام الماضي ،2008 وأدت هذه الموجة إلي تحول بعض مستثمري سوق المال للاستثمار في الذهب. الخبراء قالوا إن الذهب من السلع غالية الثمن التي لا تفقد أسعارها بسهولة فضلا عن كونه سلعة يحب الكثيرون اقتناءها ومن ثم يأتي الاقبال علي شرائها. أوضح خبراء سوق المال أن تغير استراتيجيات المستثمر بين الوقت والآخر من سلعة لأخري يعتبر أمرا جيدا لكنهم استبعدوا تحول كل مستثمري الأسهم للاستثمار في الذهب خاصة الأفراد. وبين تحول البعض لشراء الذهب وإبقاء الآخرين علي الاستثمار في الأسهم يأتي التساؤل.. هل يخطف ذو البريق الأصفر الأضواء من الأسهم؟ في البداية أوضح مصطفي الأشقر "محلل مالي" أنه خلال الحضارات المختلفة في العالم خاصة تلك القائمة علي التجارة والاقتصاد منذ الفراعنة والنقود ليست لها قيمة حيث يتم الاعتماد علي تبديل المراكز بين السلع والعناصر، مشيرا إلي انه قديما كانت زهرة اللوتس والبردي من السلع التي يحرص علي امتلاكها الأغنياء مما دفع العديد من الفقراء للسعي بشتي الطرق، وصلت لبيع منازلهم، لامتلاك تلك الزهرة وبعد فترة تركها الأغنياء في مرحلة تبديل لمراكز السلع المهمة أو الباهظة. أشار لوجود سلعة دائما تعد ملاذاً آمناً للاستثمار كالذهب أو أوراق مالية أو قيم تاريخية، لافتا إلي أنه مع طغيان المادية في العصر الحالي أصبح الملاذ الآمن للمستثمرين هو ذو البريق الأصفر "الذهب". ذكر انه خلال الفترة الأخيرة شهد قطاع العقارات العديد من الانخفاضات زاد من حدتها عدم الوعي الحقيقي من قبل المستثمرين لمدي آثار الأزمة وانعكاساتها علي قطاع العقارات بصورة جعلت معها السيولة هي الملك الرئيسي، مؤكدا أن اسهل ما يكون في الاستثمار هو الذهب مما أوجد معه اتجاها عاما في مختلف انحاء العالم لشراء الذهب وأوجد طلباً علي الذهب دفع اسعار الذهب لدخول رحلة ارتفاعات جديدة ، متوقعا تحول وتبدل المراكز لعنصر آخر بعد تشبع القوي الشرائية الخاصة بالذهب، متوقعا أن تتحول الأنظار لسوق الأوراق المالية خاصة بعد انتهاء التأثيرات السلبية العامة علي الاقتصاد خلال ستة أشهر. أوضح الأشقر أن الاستثمار بسوق الأوراق المالية أشبه بالإدمان من الصعب تركه، مشيرا إلي اختلاف طبيعة مستثمري البورصة عن مستثمري الذهب الذي يتطلب لنوعاً معيناً من الوعي والثقافة التي قد تكون قاصرة علي المؤسسات المالية الكبري وتجار الذهب وبعض المستثمرين الأفراد من ذوي الملاءة المالية العالية، مشيرا إلي أنه في ظل تراجع أسواق المال سادت حالة من الملل لدي مستثمري البورصة دفعت بعضهم للفرار بحثا عن فرص استثمارية أخري تحقق عائدآ وارباحآ أعلي. أضاف الأشقر أنه مع تحول أو ترك هؤلاء المستثمرين الأفراد للذهب ستبدأ سيكولوجية سوق المال في التحرك لأعلي لانتهاء قوي البائع في السوق مستبعدا خروج المستثمرين الأفراد من الاستثمار بسوق الأوراق المالية في الوقت الحالي والتحول للذهب علي الرغم من بدء تلك الظاهرة في الأسواق الأمريكية والأوروبية.