أكد الدكتور إبراهيم عوض المدير العام لقطاع الهجرة بمنظمة العمل الدولية أن حجم الهجرة علي مستوي العالم يمثل نحو 3% من عدد السكان ويقدر بنحو 200 مليون مهاجر وأن إجمالي ايرادات هذا العدد يمثل نحو 0.5% من الناتج الإجمالي للدول ويقدر بنحو 315 مليار دولار. أشار في حواره الخاص ل"الاسبوعي" إلي أن ايرادات العمالة المصرية بالخارج بلغت نحو 8.5 مليار دولار من حجم الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.5%. أوضح أن الدول الأوروبية والمستقبلة للمهاجرين ستقوم بتغيير سياستها تجاه المهاجرين بوضع شروط اضافية بعد الأزمة العالمية وسيزداد البعد الأمني لها والعملية الانتقائية إلي جانب تفضيل البحث عن المهاجر الذي يحمل رؤوس أموال، وصاحب الخبرة، والحرف التي يرفض المواطن العمل فيها، مضيفا أن هناك 3 نظريات للهجرة، و4 اتفاقيات دولية لحماية حقوق المهاجرين، مؤكدا علي أن المهاجر مازال حتي الآن يعاني من الشروط والمعاملة بدول الاستقبال ومنها الحصول علي الضمان الاجتماعي والاعتراف بالشهادات والخبرات ونظام عمل الكفيل وجميع هذه القضايا والمشكلات نعرضها في الحوار التالي. * بداية ما تأثير الأزمة العالمية علي اقتصاد الدول والمهاجرين بصفة خاصة؟ ** مما لا شك فيه أن الأزمة المالية العالمية أثرت بالسلب علي اقتصادات الدول العالمية وبصفة خاصة الدول العربية ومنها مصر وهذا الأثر السلبي انعكس علي تسريح المهاجرين العرب بين الدول الأوروبية والعربية وبصفة خاصة دول الخليج وبالتالي أثر ذلك علي عوائد وتحويلات العاملين بالخارج وسنجد أن انخفاض تحويلات العاملين المصريين بالخارج سيؤثر في الاقتصاد المصري. كما أن الأزمة أثرت بشكل مباشر في قطاعات مهمة مثل عمليات البناء والتشييد وقطاع السياحة والفنادق والمطاعم لدي دول الاستقبال ودول المرسلة للعمالة وهذا هو الخطر بعينه حيث سيزداد عدد البطالة لدي الدول المرسلة للعمالة بشكل ملحوظ. حجم الهجرة * وفقا للبيانات الصادرة من الأممالمتحدة ما حجم المهاجرين وما تصنيفهم؟ * أحدث البيانات التي صدرت عن منظمة الأممالمتحدة تشير إلي أن عدد المهاجرين في العالم وصل إلي نحو 200 مليون مهاجر 50% منهم مهاجرون للعمل، ونحو7 إلي 8% للجوء السياسي، 2% مهاجرين للدراسة في الجامعات الأجنبية، و40% يمثلون عائلات العمال المهاجرين للخارج وبالنسبة لتصنيف المهاجرين كما ورد في المؤشرات فإن 33% من المهاجرين ينتقلون من بلدان الجنوب إلي الشمال و32% ينتقلون بين بلدان الجنوب والجنوب، 7% ينتقلون من بلدان الشمال إلي الجنوب. النظرية الاقتصادية * ما الدافع الاساسي للهجرة بين الدول؟ ** الدافع الاساسي للهجرة ينقسم إلي 3 نظريات الأولي عامل الطرد والجذب وهي تتم بين الدول المرسلة والتي لديها اعداد كبيرة من البطالة والتشغيل المنقوص ويزداد فيها الفقر إلي جانب هجرة العمالة ذات المهارة المرتفعة والتي تبحث عن دول تساعد علي تحسين مستوي معيشتهم. أما عوامل الجذب وهي تختص بدول الاستقبال والتي تبحث عن الخبرات في بعض المهن وبعض المهن التي يرفضها العامل الوطني ومنها المهن الرديئة والقذرة إلي جانب عوامل أخري مثل زيادة اعداد الشيخوخة وارتفاع متوسط العمر ووجود موارد ضخمة في مقابلها نقص العمالة. أما النظرية الثانية للهجرة فهي نظرية الجماعات والشبكات الاجتماعية وهي أن تقوم الدولة المرسلة بايجاد تيارات من الهجرة لدولة من دول الشمال وتكون شبكات وجماعات لا تحتاجها هذه الدولة وتلحق بها الضرر وهو ماحدث بالنسبة لهجرة جماعات من السنغال لمنطقة معينة في ايطاليا علي سبيل المثال. أما النظرية الثالثة للهجرة وهي النظرية الاقتصادية الجديدة وتهدف هذه الهجرة إلي توفير دخل لأحد أفراد الاسرة في الدولة المرسلة بعد تمويله للحصول علي هذا الدخل من أجل الانفاق علي احتياجات الاسرة وتعتبر هذه الهجرة جزءاً من ترتيب واستراتيجية لمواجهة احتياجات الحياة في المجتمع والدول الفقيرة.