يستعد القطاع المصرفي لإغلاق ملف التعثر المزمن وهو الملف الذي أرق القطاع والعاملين به علي مدي السنوات العشر الأخيرة وطبقا للمؤشرات التي تلقاها البنك المركزي قبل أيام فإن البنوك نجحت في تسوية نحو 89% من المديونيات المتعثرة لديها بما يعادل 89 مليار جنيه في حين اتخذت اجراءات لمعالجة النسبة الباقية قبل نهاية الشهر الجاري. كانت البنوك قد تلقت مؤخرا تعليمات مشددة من البنك المركزي بتكوين مخصصات من أرباحها لتغطية العجز في المديونيات المتعثرة والمشكوك في تحصيلها لديها وتبلغ قيمة هذا العجز نحو 11 مليار جنيه وقد قامت البنوك الكبري بالفعل بتغطية هذا العجز في المخصصات ويأتي البنكان الأهلي المصري ومصر في مقدمة هذه البنوك أما بالنسبة لمديونيات بنك القاهرة المتعثرة التي آلت لبنك مصر من البنك فقد تم تغطيتها عن طريق قرض مساند حصل عليه بنك مصر من البنك المركزي بقيمة 5.7 مليار جنيه. وفيما يتعلق بالمديونيات التي لم يتم تسويتها بعد والبالغة 11 مليار جنيه فقد علمت "العالم اليوم" انها تخص نوعين من العملاء الأول هم الهاربون للخارج وفي مقدمتهم رامي لكح وحاتم الهواري وعمرو النشرتي وغيرهم وتتجاوز المديونيات المستحقة علي هؤلاء أكثر من 4 مليارات جنيه والثاني هم عملاء السجون أو المفرج عنهم حديثا وفي مقدمتهم مجدي يعقوب وحسام أبوالفتوح وتتجاوز مديونيات الأول نحو مليار جنيه والثاني 400 مليون جنيه. وكانت البنوك قد دخلت في مفاوضات مكثفة مع هؤلاء المتعثرين وباءت معظمها بالفشل بسبب مراوغة هؤلاء في السداد ومطالبتهم البنوك الدائنة باسقاط اسعار الفائدة والعمولات المستحقة علي الدين الي جانب اسقاط جزء من الدين الأصلي وكان الاستثناء في هذه المفاوضات هو حالة حسام أبوالفتوح الذي قام بالفعل بسداد مليار جنيه من المديونيات المستحقة عليه وباق 400 مليون جنيه جار تسويتها. يذكر ان د.فاروق العقدة محافظ البنك المركزي قد أعلن في وقت سابق انه سيتم اغلاق ملف التعثر بنهاية العام الحالي وان محافظ البنوك ستكون نظيفة وخالية من أي عجز في المخصصات عقب اغلاق هذا الملف.