تطاير شرر الازمة المالية العالمية وزادت معها تحديات مصر الاقتصادية وفي المنطقة العربية وخاصة في مجال جذب الاستثمارات من جميع ارجاء الارض والحاذق الماهر هو الاسرع في مباغتة غريمه بخطوات ادارية تنافسية في هياكل الحكومة واجراءاتها تبعد عن اعراض البيروقراطية السقيمة وتحقق نظم الحوكمة الرشيدة وتتبع الشفافية وتبعد عن الفساد وتتحرك بصدق نحو الادارة بالنتائج وتضرب الرشاوي والمحسوبيات في مقتل وتنتقل من حيز الاقوال الي عالم الافعال دون الكثير من الطنطنة والفرقعات الاعلامية التي تخدم شخوصا بعينها دون تغيير واقع او اصلاح رصين. وبالرغم من قيظ الازمة فإننا نطالع الصحف يوما بعد يوم ونفغر افواهنا دهشة مما يحدث ويدور فالبرغم من الحاجة الملحة للاسراع في خطي الاصلاح الاداري وفي تحسين اداء وحال موظفي العموم والاستثمار في بناء قدراتهم لكي تتواكب مع احتياجات المواطنين من تحسين لتوعية الخدمات العامة المقدمة لمجتمع المستثمرين المحليين والاجانب والذين يمثلون بالنسبة للحكومة فرس الرهان لسياسات الحكومة المتبعة سعيا لاحداث طفرة في النمو والتنمية وللخروج من كبوة تداعيات الازمة المالية العالمية علي اسواقنا المالية وعلي اقتصادنا الحقيقي، فنجد ان هناك تصريحات رسمية تذكر اننا بصدد انشاء جهاز قومي للتوظيف! كيف ذلك وهناك العديد من التصريحات علي جانب رسمي اخر تجزم حتي القسم باغلظ الايمان ان الجهاز الاداري للدولة المصرية مترهل إلي حد البدانة من حيث انه اضخم جهاز اداري حكومي بمشتملاته علي مستوي العالم وان فاعلية النفقة والانتاجية لهذا القطاع تحتاج الي استراتيجيات جادة واستثمارات فاعلة. كيف لنا اذن ان نضيف جهازا حكوميا جديدا ونفتح معه وظائف خاصة به تحمل موازنة الدولة الخاوية بالمزيد من الاعباء والالتزامات؟ كيف نقوم بتعيين موظفين جدد لا تعطيهم الدولة مرتبا مناسبا يكفيهم هم ومن يعولوهم ليتمكنوا من الحياة الكريمة التي يستحقونها او حتي لا يتجهوا للعمل في جهات اخري للتحصل علي دخل اضافي يكفي اساسيات حياتهم؟ ان ذلك الجهاز الجديد في نظري ليس الا جراجا جديدا من جراجات الحكومة تمكن اصحاب الحظ من الحصول علي وظائف ثابتة دون الاستثمار في تنمية قدراتهم ومهاراتهم لاحقا. الم يخطر للمسئولين عن تلك المسألة ان يطلعوا علي تجارب دول اخري من ذات الشأن؟ دعوني احكي لكم اقصوصة رأيتها رأي العيان في انجلترا بلد الضباب والتحفظ وشلالات الأمطار المنهمرة علي الدوام.. فقد رأيت فيما رأيت موقعا علي شبكة المعلومات الدولية يقوم بدور الخاطبة MATCH MAKER. JOB CENTER وهي عبارة عن حوانيت تسر العين وتبهج القلب تتبوأ مواقع متميزة في اغلي الشوارع التجارية في المدينة يستقبلك فيها موظفون بشوشون يخاطبونك بحميمية ثم تخطو خطوتين اخريين لتأخذ رقمك من الآلة للحفاظ علي الدور والذي هو حق لك كما هو للاخرين ولن يخطر لك ببال ان تتخطه وتظهر الارقام علي الشاشة للكل وتتلاحق الارقام تلو الاخري مشيرة الي الاتجاه الذي يتوجب عليك اتباعه لتجد الشخص الذي يقوم بمساعدتك ويوفر لك السرية التي تنشدها ويجلسك امامه علي كرسي محترم لن تسقط من فوقه او تستعيره من زميل اخر لبرهة ثم تعيده مع مزيد من الاعتذار المصاحب لكوب من الشاي او سيجارة تخنق بها من حولك دون استئذان وتجد امام الموظف حاسبا اليا خاصا به وحده لخدمتك ويقوم بتحيتك ويسألك كما هو معتاد عن الاحوال الجوية وعن كيفية مساعدتك فما عليك سوي ان تذكر له الوظيفة التي تريدها والمكان المفضل لها من وجهة نظرك، فاذا به في ثوان يقوم بالتباحث معك في الوظائف المتوافرة ويقوم بطباعتها لك اذا ما اردت ويقوم بمساعدتك لتحديد موعد المقابلة ولا تستغرق تلك الخدمة سوي دقائق معدودات لا يقوم فيها الموظف باستعجالك لترك المكان كما انه لن يطلب الرقم التالي الا اذا ما غادرت انت مكتبه طواعية بعد اخذ كامل اوراقك والقيام مبتعدا وشاكرا، وتعتبر تلك المكاتب وسيلة علمية لمن لا يملك حاسبا شخصيا او للمسنين الذي يجدون صعوبة في التعامل مع اجهزة الحاسب الالي او من لديهم مرض لا يسمح لهم باستخدام ازرار الحاسب بكفاءة. فكل فرص التوظيف متاحة للجميع من خلال خدمة متميزة دون تكلفة اضافية حيث انها في واقع الامر خدمة مكفولة للجميع.. حدث ذلك في انجلترا والعقبي لمصر واهلها.