يقاس تقدم الأمم بمعدل استهلاك الإنسان للكهرباء والطاقة، ويبلغ إنتاج مصر في طاقة الكهرباء حوالي عشرين ألف ميجاوات، لا تغطي كهرباء السد العالي وخزان أسوان منها الآن سوي نسبة صغيرة، أما الباقي فتغطية المحطات الحرارية لتوليد الكهرباء التي تعمل بالغاز الطبيعي أو المازوت أو بالاثنين معا والثابت أن حاجة مصر من الطاقة الكهربائية باتت تنمو في حدود 8% سنويا نتيجة اتساع رقعة التصنيع وزيادة معدلات التطور الحضري. وقد أعلن الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة مؤخرا أن قطاع الكهرباء سيطبق الزيادة الخامسة علي أسعار شرائح الكهرباء بنسبة 5% بسبب ارتفاع حجم الاعباء وزيادة الاستثمارات عن العام الماضي بنحو 2 مليار جنيه، مشيرا إلي أن هذه الزيادة لن تشمل محدودي الدخل الذين يستهلكون 50 كيلو وات، حتي الشريحة اللاحقة التي يصل استهلاكها إلي حدود 200 كيلو وات وهو معدل استهلاك ضعيف جدا لا يعبر عن واقع الاستهلاك الحقيقي لأي أسرة متوسطة الدخل تمتلك أجهزة منزلية بسيطة. ومن المثير للدهشة أن أسعار شرائح الكهرباء الجديدة حصلت عليها "العالم اليوم" بصعوبة ولايتم كتابتها علي ظهر فاتورة الكهرباء كما كان في الماضي، فهي علي حد قول المسئولين في الكهرباء سرية فالمشترك مضطر لدفع مبالغ كبيرة تزيد قيمتها بصورة مستمرة "بحسب شكوي الكثيرين من المشتركين" وكأن امتلاك الأجهزة الكهربائية جريمة يتم معاقبتهم عليها. فهل حتي الآن لم تغط تلك الزيادات المتكررة في أسعار الكهرباء علي مدار السنوات الأربع الماضية التكلفة الحقيقية لإنتاج الكهرباء بالرغم من الانخفاض العالمي في أسعار البترول الذي ننتجه محليا ولا نستورده؟ وهل التوقيت الحالي وحالة الركود التي تمر بها الأسواق مناسب لرفع أسعار الكهرباء؟ مراوح ومصاعد ومواتير الدكتور عبدالسلام البسمي عبدالكريم أستاذ قسم الهندسة الكهربية بكلية الهندسة شبين الكوم يؤكد أن الغالبية العظمي من البيوت المصرية يتخطي استهلاكها 50 و200 كيلو وات في الشهر، وهي الشريحة المقصودة بالدعم، فاستهلاك لمبة الفلوريسنت الكبيرة بقدرة 40 وات "120سم" عند اضاءتها لمدة 10 ساعات يصل إلي نصف كيلو وات في اليوم، أي تستهلك 12 كيلو وات في الشهر، وبالطبع يحتوي منزل العائلة علي أكثر من لمبة، وتستهلك المروحة بقدرة 80 وات "1 كيلو وات" إذا تم تشغيلها لمدة 12 ساعة أي 30 كيلو وات في الشهر، ويتم تشغيل 2 أو 3 مراوح بحسب عدد الغرف وأفراد الأسرة وخاصة مع شدة حرارة الجو في فصل الصيف، بالاضافة إلي جهاز التليفزيون 20 بوصة، وثلاجة 8 أقدام وبفرض أسرة من فئة محدودي الدخل لا تتصف بالثراء تستخدم الغسالة اليدوية وهي لا تستهلك كهرباء كثيرة بالمقارنة بالغسالات الاتوماتيكية الحديثة أما إذا استخدم المشترك سخانا كهربائيا، لأن الغاز لم يصل إلي جميع المناطق بعد وغالبيتها تعاني صعوبة يالحصول علي أنابيب البوتاجاز بسعر مناسب، فسوف يرتفع معدل استهلاك الأسرة بشكل كبير جدا فهو أكثر الأجهزة استهلاكا للكهرباء بعد أجهزة التكييف، بالاضافة إلي جهاز كمبيوتر يستخدمه أبناء العائلة حتي يتمكنوا من ايجاد موضع قدم في سوق العمل بعد التخرج بحسب متطلبات العصر، وبالطبع لن يقل معدل الاستهلاك عن 400 500 كيلو وات في الشهر علي أقل تقدير. ويضيف الدكتور البسمي: أما المصاعد الكهربائية في المباني السكنية الضخمة ومواتير رفع المياه فيرتفع معدل استهلاكها بزيادة عدد السكان، وكذلك اللمبات المضاءة طوال 24 ساعة في سلالم العمارات، وبالأسعار الجديدة يضطر السكان لدفع مبالغ كبيرة شهريا بالرغم من أنها لا تستخدم لأغراض ترفيهية ولكنها ضرورة من ضروريات الحياة.