أعلنت الولاياتالمتحدة أمس -الثلاثاء- عن خطط لضخ 250 مليار دولار في بنوكها في أعقاب إجراء مماثل منسق في أوروبا لانعاش أسواق النقد وإبعاد شبح الكساد العالمي. وقالت مصادر علي علم بالخطة إنه من المقرر أن تكشف وزارة الخزانة الأمريكية خطتها ومن المتوقع أن يتم توجيه نحو نصف المبلغ إلي أكبر تسعة بنوك أمريكية لحملها علي إقراض بعضها البعض. وقال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إن الإجراءات التي لم يذكرها بالتفصيل تمثل محاولة شاملة لإنهاء الأزمة التي بدأت بانهيار سوق الإسكان الأمريكي وتهدد الآن الصناعة والوظائف علي مستوي العالم. وأضاف أن هذه الخطوات ستمكننا من استعادة المزيد من الأعمال الطبيعية للسوق وتشجع رأس المال الخاص علي دعم أسواق المال بدرجة أكبر". وقال مصدران طلبا عدم الكشف عن هويتيهما إن وزارة الخزانة ستشتري حصصا في بنك أوف أمريكا وويلز فارجو وسيتي جروب وجيه بي مورجان وجولدمان ساكس ومورجان ستانلي وبنك أوف نيويورك ميلون كورب. وقالت تقارير صحفية إن أموالاً ستضخ كذلك لتعزيز رأسمال كل من ستيت ستريت كورب وميريل لينش. وانضمت اليابان للتحرك الدولي قائلة إنها يمكنها ضخ أموال عامة في بنوك المنطقة لتمكين المؤسسات الصغيرة من الحصول علي السيولة. وساعدت خطط مماثلة في أوروبا علي استعادة ثقة المستثمرين فقد عرضت لندن وبرلين وباريس ضخاً مباشراً لرؤوس أموال البنوك وضمان القروض فيما بين البنوك لانعاش أسواق النقد المجمدة التي تهدد الشركات التي تعاني من نقص السيولة والقطاع المصرفي ذاته. ووافقت المانيا علي خطة انقاذ تبلغ قيمتها نحو 500 مليار يورو (679 مليار دولار) للبنوك وخصصت فرنسا 360 مليار يورو لذلك. وبريطانيا التي قادت الطريق بخطتين لشراء حصص في البنوك ودعم سوق النقد تعهدت بمبلغ 250 مليار جنيه استرليني لضمان الإقراض فيما بين البنوك وخصصت 37 مليار جنيه استرليني لشراء حصص في المؤسسات المالية الكبري. وحتي الخليج المفعم بإيرادات النفط اتخذ إجراءات، فأعلنت الإمارات العربية المتحدة أنها ستضخ 70 مليار درهم (19 مليار دولار) من التمويل الطارئ في قطاعها المصرفي. ويزور مسئولون من ايسلندا -التي اقتربت من الانهيار إذ تسبب تجمد أسواق الائتمان في انهيار البنوك- موسكو لإجراء محادثات بشأن قرض طارئ بمليارات الدولارات. وقال كبير المسئولين الاقتصاديين في باكستان إن وضع الاحتياطيات بالعملة الأجنبية سيئ لكن مازال بامكان البلاد الوفاء بالتزامات مديونياتها البالغة ثلاثة مليارات دولار. وقال مسئول بارز من صندوق النقد الدولي إن أوكرانيا ستطلب برنامجا للتمويل من الصندوق. وشهدت أسواق النقد بعض الارتياح غير أنها مازالت بعيدة عن التعامل بشكل طبيعي.