كان تأخر صدور اللائحة التنفيذية لقانون شركات السياحة الجديد السبب في حالة من اللغط داخل قطاع السياحة وغيرها من القضايا والظواهر التي تهم القطاع. "الأسبوعي" التقت أسامة العشري رئيس قطاع الرقابة علي شركات السياحة في حوار طرحنا فيه كل ما يشغل العاملين في السياحة وهذه التفاصيل... * سألته: ما السبب في تأخر صدور اللائحة التنفيذية لقانون شركات السياحة الجديد الذي أقره مجلس الشعب مؤخرا في نهاية الدورة البرلمانية الماضية؟ ** السبب يرجع إلي أن هناك بعض النقاط مازالت تحتاج إلي تدخل ودراسة متأنية من المستشار القانوني لوزير السياحة.. إلا أنه أوشك علي صياغتها بشكل نهائي ونأمل أن تعرض علي وزير السياحة خلال الأيام القليلة المقبلة لاقرارها واعتمادها ثم إعلانها للشركات. * وما نقاط الخلاف التي تحتاج لتدخل المستشار القانوني لوزارة السياحة؟ ** أهم هذه النقاط: أنواع الشركات السياحية المتخصصة الجديدة التي نص عليها القانون وكذلك رأس المال المقترح لها وهل سيكون هو نفس رأس المال الذي نص عليه القانون وهو ألا يقل عن 2 مليون جنيه ولذلك تمت مراعاة وضع رؤوس الأموال للشركات المتخصصة بقيم متفاوتة تبدأ من 2 مليون ويمكن أن تصل إلي 4 ملايين جنيه في حالة انشاء شركات سياحية دينية خصوصا ان الفترة الماضية شهدت إقبالا غير عادي علي إنشاء مثل هذا النوع من الشركات. الضوابط والمستثمرون * في ظل الضوابط والقواعد الجديدة التي حددها قانون الشركات الجديد هل هناك اقبال من المستثمرين علي انشاء شركات جديدة في مجالات أخري مثل النقل السياحي والسفاري؟ ** بالفعل هناك العديد من الطلبات التي تقدم بها المستثمرون للوزارة تمهيدا للانتهاء من اللائحة الجديدة وإعلانها للجميع في مجالات السياحة العامة وسياحة السفاري والنقل السياحي وقد بلغ عدد الطلبات التي قدمت للوزارة حتي الآن 30 طلبا معظمها سياحة عامة. * السياحة العامة في القانون الجديد هي السياحة المستجلبة فقط أما في القديم فتشمل المستجلبة والدينية أيضا فهل نبهتم المستثمرين لهذا الوضع الجديد تجنبا لأي خلط قد يحدث مستقبلا؟ ** بالفعل قامت الوزارة بالتنبيه علي المستثمرين بأن السياحة العامة لا توجد بها سياحة دينية ويحظر علي أي شركة للسياحة العامة ان تمارس نشاط السياحة الدينية. الوضع الجديد * وهل تقبل المستثمرون الوضع الجديد أم أن هناك اعتراضات من البعض؟ ** لا أعلم إذا كانوا تقبلوا هذا الوضع أم لا أو أنهم غير مصدقين أن هذا سيحدث في يوم من الأيام ولذلك نحن نتأني في إصدار اللائحة التنفيذية للقانون لإغلاق الباب نهائيا أمام أصحاب الدعاوي القضائية الذين سيقومون برفع دعاوي قضائية بعد الحصول علي ترخيص سياحة عامة للحصول بجانبه علي ترخيص سياحة دينية أو ممارسة نشاط السياحة الدينية لانه بنص القانون واللائحة التنفيذية الجديدة لن يلقي صاحب هذا الطلب أي قبول تماما وهذا هو السبب الرئيسي في تأخر صدور اللائحة حتي الآن. جلسات استماع * ما رأيك في الهوجة أو النغمة التي ترددت مؤخرا من جانب أصحاب شركات السياحة أن القانون الجديد لم يعرض علي أصحاب المهنة قبل مناقشته وإقراره من مجلس الشعب؟ ** هذه النغمة انتهت تماما خاصة بعد حضور أعضاء الغرفة وبعض أعضاء مجلس الشعب من أصحاب الشركات لجلسات استماع بحضور وزير السياحة واقتنعوا تماما أن القانون لم يصغ لمحاربة أو الاضرار بالكيانات القائمة من الشركات الحالية وانما للحفاظ عليها باعتبارها كيانات اقتصادية مهمة لمصر ودفعهم إلي العمل الصائب الذي يحقق الفائدة المرجوة لهم وللدخل الاقتصادي. العدد كاف * عدد الشركات السياحية الحالية تجاوز ال1500 شركة.. هل ترون أن هذا العدد كافٍ أم أن السوق في احتياج لشركات جديدة؟ ** 1500 شركة عدد كافٍ جدا بل يزيد تماما عن احتياجات السوق اي أن السوق متشبع تماما ويكفي هذا العدد تماما ولذلك سيتم الاهتمام في التراخيص الجديدة بالتنوع في إصدار تراخيص لشركات السفاري والنقل السياحي وغيرها خاصة ان الهدف الأساسي لوزارة السياحة هو تشجيع السياحة المستجلبة بشكل أساسي والاتجاه الي انشطة سياحية جديدة متخصصة لخدمة السياحة المصرية وتقنينها تحت مظلة شرعية مثل مراكز الغوص وسيارات السفاري والصحاري التي تحتاج الي نوع من التقنين السليم وإعداد برامج سياحية شرعية لحمايتهم وحماية السائح في المقام الأول. ظاهرة الخرتية * هل تقصد بالمظلة الشرعية القضاء علي ما يسمي بظاهرة "الخرتية" وهل سيكون القانون الجديد سببا في ذلك؟ ** لا ينكر أحد أن ظاهرة "الخرتية" موجودة في كل المناطق السياحية ولكن في حالة تقنين الأوضاع العامة وفرض القانون الجديد وتطبيقه تطبيقا سليما فمن المؤكد ان هذه الظاهرة ستندثر تدريجيا ولكنها تحتاج لوقت حتي يتم تفعيل التشريع تفعيلا حقيقيا خاصة أن هذا النشاط هو مصدر رزق أساسي لكثير من المواطنين. * القضاء علي هذه الظاهرة يحتاج إلي تشريع حاسم وحملة توعية مكثفة.. فما رأيك؟ ** خطوات القضاء علي هذه الظاهرة تتواكب مع حملة التوعية الداخلية العامة التي ستقوم بها وزارة السياحة والموجهة للمواطن العادي والعاملين في قطاع السياحة عقب نهاية شهر رمضان لتوضيح العواقب والسلبيات الناتجة عن مثل هذه التصرفات التي تسيئ لسمعة مصر السياحية كما ستكون هذه الحملة موجهة أيضا للصناعات التي تتعامل معها السياحة خاصة أنها تتعامل مع أكثر من 72 صناعة مختلفة. حملات التوعية * وهل تري أن حملات التوعية الداخلية تؤتي بالثمار المرجوة أم انها مجرد تضييع للوقت؟ ** بالتأكيد بدأت تؤتي ثمارها المرجوة منها خاصة أن أجهزة الإعلام التي تقوم بهذه الحملة هي أجهزة متخصصة تعلم تماما سلبيات وإيجابيات هذا القطاع وما يؤكد هذا الكلام هو نجاح حملة "السياحة خير لينا كلنا" حيث بدأ المواطن العادي يدرك أن السياحة هي أهم عناصر الدخل القومي وتوفير فرص العمل بالاضافة إلي نجاح حملة التوعية في موسم العمرة الماضي والتي ساهمت في نجاح موسم العمرة وتخفيض اعداد المتخلفين بالمملكة العربية السعودية علاوة علي الضوابط الصارمة التي تم تطبيقها العام الماضي. الذوق والتقاليد * القرار الذي صدر مؤخرا بناء علي توجيهات قطاع الشركات والمحال السياحية بإغلاق الملاهي والمسارح والمحال الترفيهية قبل السادسة صباحا اثار زوبعة بين أصحاب هذه المحال خصوصا ان معظم أعمالهم تبدأ في الخامسة صباحا.. ما تعليقكم؟ ** الحفاظ علي الذوق العام والتقاليد العامة هو أهم أسباب صدور هذا القرار خاصة بعد الشكاوي العديدة التي تلقيناها من ممارسات هذه المحال خلال الفترة الأخيرة والقرار تم اتخاذه بعد دراسة متأنية ولا صحة لما تردد عن انخفاض السياحة العربية بسبب هذا القرار.