تواجه كليات الزراعة مأزقاً شديداً نتيجة عدم اقبال الطلاب عليها، ويواجه خريجوها مأزق انسداد سوق العمل امامهم كما ان دراستهم والمناهج التي تلقوها متخلفة عن العصر الذي نعيشه.. بعض الخبراء اقترحوا منع خريجي هذه الكليات اراضي مستصلحة لزراعتها وذلك حتي يقبل الطلاب علي الالتحاق بها ولكن هناك من يعترض علي ذلك باعتباره تمييزا لهؤلاء الطلاب عن غيرهم، والبعض الآخر قال بضرورة قيام رجال الأعمال بدور مهم في تدريب هؤلاء الطلاب في مزارعهم والحاق المتميزين منهم بالعمل لديهم كل هذا يطرح السؤال كيف ننقذ كليات الزراعة من المصير المجهول؟ وكيف نستفيد من خريجيها؟ يؤكد أمين اباظة وزير الزراعة واستصلاح الاراضي علي ضرورة تطوير المناهج الموجودة بكليات الزراعة وادخال اقسام جديدة تتناسب مع طبيعة المرحلة القادمة التي يعاني فيها العالم من ازمة غذاء وارتفاع في أسعار المحاصيل بجانب ظهور توجهات نحو التوسع في استخدام أساليب الهندسة الوراثية والمكافحة الحيوية وعن الاقتراح بتخصيص أراض مستصلحة ولخريجي كليات الزراعة لجذب الطلاب للالتحاق بها يقول وزير الزراعة ان هذا الاقتراح ليس منطقيا وغير مقبول نقدم حوافز علي شكل تخصيص مساحات من الاراضي لخريجي كليات الزراعة لأنه يتضمن نوعاً من التميز مشيرا إلي أن شباب الخريجين من كليات الزراعة او الدبلومات الزراعية الذين تم تخصيص اراض لهم خلال الفترة الماضية قام معظمهم بتسقيع هذه الاراضي ثم بيعها بأسعار مرتفعة ويري وزير الزراعة أن الحل في اعادة النظر في التعليم الزراعي مع الوضع في الاعتبار المتغيرات المحلية والاقليمية وعمليات التحديث والتطوير التي شهدها هذا القطاع الحيوي. ويلفت وزير الزراعة إلي ان مصر من الاساس بلد زراعي وتملك امكانات وموارد متنوعة تؤهلها لتحقيقا طفرة حقيقية في الانشطة الزراعية المختلفة وتحقيق ذلك يقع جزء اساسي منه علي العمالة الفنية المدربة وعلي التعليم الزراعي. ويري الدكتور سعد نصار رئيس لجنة قطاع الدراسات الزراعية بالمجلس الأعلي للجامعات ان هناك اهتماما كبيرا من قبل الدولة في الفترة الحالية بكليات الزراعة وخريجي هذه الكليات واهتمام الرئيس مبارك شخصيا بمستقبل التعليم الزراعي اكبر دليل علي هذا الاهتمام. ويوضح د.نصار ان هناك ضرورة لدراسة وتحديد احتياجات سوق العمل من خريجي كليات الزراعة وتم ذلك من خلال عدد من المحاور حيث تم تصميم استمارات استبيان لسوق العمل تغطي جميع القطاعات الخاصة والحكومية وقطاع الاعمال العام والهيئات البحثية كما تم عقد ندوات مع رجال الاعمال وصغار المزارعين لاستطلاع آرائهم في التخصصات المطلوبة ومواصفات الخريج بالاضافة إلي عمل استطلاع آراء أعضاء اللجان الاستشارية الخارجية بالكليات وايضا تم استطلاع آراء ممثلي القطاع الخاص اعضاء لجنة قطاع الدراسات الزراعية وبمجالس الكليات.. بالاضافة إلي اجراء الدراسة التثقيفية لخريجي كليات الزراعة.. وشملت هذه المحاور جميع الجهات الحكومية والخاصة ورجال الاعمال واساتذة المعاهد والبحوث العلمية الزراعية والكليات للتوصل إلي كيفية ربط الخريج بسوق العمل لاعطاء ميزة نسبية لخريجي كليات الزراعة. ويشير د.نصار الي انه بناء علي هذه الدراسة الوافية تبين ضرورة الاهتمام بالمهارات العامة للخريج وقدرة الباحث والمهندس الزراعي علي الاسهام في تطوير القطاع الزراعي ومواكبة التقدم العلمي محليا واقليميا مع التأكيد علي تمتع الخريج بمهارات الاتصال والادارة والحاسب الآلي لمواكبة العصر والتقدم التكنولوجي علي ان يتم التعامل في ضوء الاحتياجات الفعلية لسوق العمل وزيادة فروع العلوم التي يتطلبها السوق مع استبعاد البرامج التي ليس لها سوق للعمل كنوع من التحفيز للاقدام علي هذه النوعية من الدراسة. ويضيف د.سعد نصار انه وفقا للدراسة التي أجريت قامت بعض الكليات بتعديل برامجها وفقا للمتغيرات الجديدة مثل زراعة عين شمس وزراعة الاسكندرية اما زراعة القاهرة ففي مرحلة الاعداد والتشكيل، وكل هذا سيؤدي إلي الاقبال علي كليات الزراعة والتي سيكون لها مستقبل كبير في ظل ازمة الغذاء الحالية وما يتبعها من اسباب وتوابع من ارتفاع تكلفة الانتاج الزراعي وارتفاع اسعار النقل، الاسمدة وزيادة السكان وتغير الانماط الاستهلاكية في العالم من هنا فكل المؤسسات الدولية تؤكد علي الاهتمام بالزراعة وزيادة الاستثمارات الزراعية التي هي أساس التنمية الاقتصادية.