في الوقت الذي تحتفل فيه اسرائيل بمرور ستين عاما علي انشائها يشهد العالم العربي أكثر من مذبحة في أكثر من دولة وبين أكثر من جهة.. تحتفل اسرائيل بمشروعها التوسعي الذي حققت فيه كل احلام الشعب اليهودي علي انقاض وبقايا الشعب الفلسطيني وسوف تذهب قيادات كثيرة من العالم إلي تل أبيب والقدس لكي تشارك في هذه المناسبة.. رؤساء دول.. وقادة وزعماء وكتاب وفنانون يشاركون في هذا الاحتفال.. في نفس الوقت تحترق غزة أمام الحصار ولايزال أبومازن يتبادل الاتهامات مع حماس.. وتشتعل شوارع لبنان امام الصراعات الدامية بين السنة والشيعة وبين أنصار سعد الحريري وحسن نصر الله.. وفي العراق لاتزال الدماء تتدفق في كل مكان وفي السودان مؤامرات دولية خطيرة وفي جامعة الدول العربية تبدو خلافات الاخوة الاعداء وفي الصومال مجاعات ولا يوجد بلدان عربيان بينهما اتفاق في شيء.. والبترول العربي أكبر ثروة في التاريخ يتبدد أمام مؤامرات دولية تسعي لاجهاض هذه الأمة وتفكيك كل الروابط بينها تاريخا وثقافة ودورا. من ينظر إلي المشروع الصهيوني وكيف تحقق والحلم العربي وكيف تم اجهاضه يشعر بحزن شديد علي المصير الذي ينتظر العرب ويشبه في الكثير من احداثه ما حدث من نهايات حزينة أمام سقوط الاندلس وسقوط بغداد أمام التتار وكل النكبات والمصائب التي لحقت بهذه الازمة في كل مراحل تاريخها. ان انتصار المشروع الصهيوني وقيام دولة اسرائيل وانهيار كل مشروعات الدول العربية تؤكد أن المستقبل الغامض الذي ينتظر العرب سيكون قاتما وكئيبا. ان الاحداث التي تشهدها الساحة العربية الأمة في لبنان والعراق وفلسطين والسودان والصومال وما اصاب هذه الأمة من كل مظاهر التحلل والضياع يؤكدان ان المستقبل الغامض الذي نسير إليه قد يحمل مفاجاَت اسوأ بكثير من كل ما نراه اليوم. فهل من صوت عاقل يلم شتات هذه الازمة وهل من صرخة صادقة تعيد النبض لهذا الجسد الميت ويعيد إلينا شيئا ضاع منا من زمن بعيد كان يسمي وحدة الصف العربي.