يتصور الإنسان أن أثاث وديكورات المقار الرئيسية لشركة تيلينور كبري شركات الاتصالات النرويجية سوف تعكس أصولها الاسكندنافية خصوصا أن هذه المقار موجودة في أوسلو ولكن المفاجأة هي أن ديكوراتها مستوردة من بلدان آسيوية عديدة من بنجلاديش إلي تايلاند إلي باكستان، وتقول مجلة "تايم" إن هذه الديكورات تعكس نجاح النشاط الذي تقوم به "تيلينور" في الأسواق الآسيوية، صحيح أن جوهر نشاط الشركة لايزال نرويجيا فهي أكبر شركة في النرويج لخدمات التليفون الثابت والمحمول، حيث بدأت نشاطها في هذا المجال منذ 150 سنة، ولاتزال الحكومة النرويجية هي أكبر حملة الأسهم في "تيلينور" ولكن نشاط هذه الشركة امتد إلي خارج حدود النرويج التي لايزيد تعداد سكانها علي خمسة ملايين نسمة. ويمكن القول إن "تيلينور" قد صارت لاعبا كبيرا في أسواق الاتصالات في السويد والدنمارك، ولها عمليات للتليفون المحمول في خمس دول أخري في وسط وشرق أوروبا، والأكثر إثارة هو أن "تيلينور" تبني الآن مستقبلها في قارة آسيا، وقد جذبها إلي تلك القارة ما يحدث من نمو سريع في الأسواق الآسيوية الشابة للتليفون المحمول، وبدأت نشاطها هناك منذ نحو عشر سنوات، وقد أصبح لدي "تيلينور" حاليا 50 مليون مشترك في آسيا وحدها أي 17 ضعف عدد مشتركيها في النرويج، وتحصل الشركة حاليا علي 30% من إيراداتها السنوية البالغة 17 مليار دولار من الأسواق الآسيوية وحسب تقديرات بنك الاستثمار درسدنر كلاينوورت فإن هذه النسبة ستزيد إلي 36% في غضون عامين. ويقول اريك نيزايتير محلل الاتصالات في بنك الاستثمار "فوندز فينانز" في أوسلو إن اسيا ببساطة صارت أهم جزء من أنشطة "تيلينور" وصارت أملها في ألا تخسر السباق مع الشركات المنافسة، وقد ذكرت شركة فرانس تيليكوم ثالث أكبر شركة اتصالات أوروبية في منتصف ابريل الماضي أنها تفكر في شراء شركة تيلينور من بين عدة خيارات أخري للتوسع وإن كان المسئولون في تيلينور قد رفضوا التعليق علي هذه الأنباء. وقد كانت عملية تحرير أسواق الاتصالات الأوروبية في تسعينيات القرن الماضي التي دفعت تيلينور إلي البحث عن أسواق خارجية طلبا للنمو الذي كانت تعوقه المنافسة الداخلية الشرسة، ولأن تيلينور تعد شركة صغيرة بالمقارنة إلي شركات الاتصالات الأوروبية العملاقة مثل تليفونكا ودويتش تيليكوم فقد كان من الصعب عليها أن تنافس في الأسواق المزدحمة، ومع ذلك فقد كان لدي تلينور الخبرة الفنية خصوصا أنها أخذت بنظام GSM. DIGI زاد عدد مشتركيها بنسبة 20% ليصبح 4.6 مليون مشترك، أما عدد المشتركين في شركة جرامين فون فقد زاد في العام الماضي بنسبة 53% ليصبح 5.16 مليون مشترك يمثلون نصف السوق في بنجلاديش، اما في باكستان فقد زاد عدد المشتركين لديها إلي أكثر من الضعف حتي صارت تسيطر علي 20% من السوق والأمر المؤكد أن نجاح تلينور في تلك الأسواق يمهد لها الطريق لمزيد من التوسع في جنوب آسيا. وتقول مجلة "تايم" إن توسعات تلينور في الأسواق الآسيوية لم تكن سهلة وكلفتها الكثير من الأموال، حيث انفقت علي توسعاتها في بنجلاديش وباكستان نحو 3 مليارات دولار في السنوات الثلاث الأخيرة وقد بدأت شركات أخري مهمة تنافس تيلينور في السوق الباكستاني وفي مقدمة هذه الشركات أوراسكوم المصرية وتشاينا موبايل الصينية، ورغم المخاطر السياسية التي تحيط بالاستثمار في مثل هذه الأسواق فإن زيادة الضرائب والرسوم هي المشكلة الأولي التي تواجه تيلينور في بلد مثل باكستان أما الاضطرابات السياسية فقد كان تأثيرها محدودا علي عكس ما هو شائع، ويقول باكساس إن تيلينور تستقبل بحفاوة في آسيا كممثل لدولة أوروبية صغيرة لأخطر منها، وان هذا يشجعها علي مزيد من التوسع وفي مقدمة الأسواق التي تسعي إلي التوسع فيها في الفترة القادمة فيتنام واندونيسيا والفلبين وهي كلها أسواق تحت الدراسة.