جري الاندماج في مطلع أكتوبر الحالي بين الذراع البترولية لشركة هايدرو النرويجية للطاقة والمعادن وشركة ستيت أويل وهي شركة منافسة نرويجية أيضا وذلك لتكون أكبر شركة في العالم للبحث عن البترول والغاز تحت الماء.. وتقول مجلة "تايم" إن اسم شركة الاندماج البالغة قيمتها 36 مليار دولار هو ستيت أويل هايدرو وان كانت هناك نية لاختيار اسم آخر دائم للشركة. وقد أعلنت الشركة الجديدة بدء التحقيق في مدي قانونية ما دفعته من رسوم واتعاب قدرها 7 ملايين دولار لإحدي شركات الاستشارات التي لم تعلن اسمها عن عمليات هايدرو في ليبيا، ورغم ان ايفند رايتن - 54 عاما - أول رئيس مجلس إدارة لشركة الاندماج لا علاقة له بهذه المشكلة فإنه اضطر إلي الاستقالة بعد أيام من توليه منصبه حتي لا يؤثر وجوده علي سير التحقيق باعتباره من كبار قادة هايدرو ولايزال حتي الآن رئيسا تنفيذيا لشركة هايدرو المنيوم ولهذا نستطيع القول إن الأسبوع الأول من أكتوبر كان اسبوعا لا يمكن نسيانه بالنسبة لرايتين بما كان فيه من صعود وهبوط في مناصبه وحظوظه. وإذا كانت استقالة رايتن هي أول تحد تواجهه شركة ستيت أويل هايدرو فإن أمام هذه الشركة المزيد من التحديات الكبري علي الطريق، فهي تعمل في سوق يتغير بسرعة وعمق منذ استخراج أول برميل بترول من شواطئ النرويج في ستينيات القرن الماضي، فبعد موجات الاندماج التي اجتاحت الولاياتالمتحدة وأوروبا ونمو نفوذ وسطوة شركات البترول الوطنية اصبح سوق البترول والغاز تحت السيطرة الكاملة لعدد محدود من الشركات العملاقة، صحيح ان ستيت أويل هايدرو هي أكبر شركة في العالم لاستخراج البترول والغاز من تحت الماء لكنها أيضا تواجه شركات عملاقة مثل بريتش بتروليوم واكسون موبيل وجازبروم ولا أحد يعرف كيف ستتصرف شركة متوسطة الحجم مثل ستيت أويل هايدرو في سوق العمالقة الذي يتميز بالمنافسة الشرسة. لقد كان معروفا أن ستيت أويل وهايدرو تعتمدان لعقود طويلة علي احتياطيات البترول والغاز الموجودة قبالة الشواطئ النرويجية وكانت 80% من إنتاجهما خلال العام الماضي من بترول شواطئ شمال وغرب النرويج وهذا جعل النرويج التي لا تضم سوي 6.4 مليون نسمة من البلدان الغنية كذلك فإن الضرائب التي فرضتها الحكومة علي صناعة البترول حيث تعد النرويج خامس أكبر مصدر للبترول في العالم من حيث الحجم قد ساعدت علي تمويل صندوق المعاشات القومي النرويجي البالغ حجمه 350 مليار دولار ولكن الحظوظ الجيدة لا تدوم إلي الأبد. وتقول الأرقام إن حجم إنتاج النرويج من البترول هبط من 5.3 مليون برميل يوميا عام 2001 ليصبح 6.2 مليون برميل يوميا فقط هذا العام لأن الحقول النرويجية بدأت تجف.. ويؤكد هيلجي لوند - 44 عاما - الذي تولي رئاسة ستيت أويل هايدرو بعد استقالة رايتن والذي كان يشغل من قبل منصب الرئيس التنفيذي لشركة ستيت أويل أن تنمية الشركة الجديدة ستفرض علينا التوسع في التنقيب عن البترول خارج النرويج وهذا معناه أننا سنواجه منافسة شرسة. ومع ازدياد الطلب علي الطاقة تعض كل دولة بترولية مثل روسيا وفنزويلا علي مواردها البترولية بالنواجذ ولا تترك سوي شرائح صغيرة للشركات غير الوطنية لكي تتنافس عليها وهذا ما يؤكده أيضا بيتر ميلباي رئيس العمليات الخارجية لشركة ستيت أويل هايدرو منبها إلي أن الصورة قد تغيرت تماما في السنوات الأخيرة بعد تفشي إجراءات الحماية في سياسات كل البلدان البترولية بما فيها بلدان منطقة الخليج. والحقيقة ان هذا الاتجاه المتنامي نحو الاندماج والتأميم في سوق البترول علي مستوي العالم هو الذي دفع ستيت أويل وهايدرو النرويجيتين إلي عقد هذا الاندماج بينهما خصوصا ان كلا منهما شركة حكومية وإذا شئنا الدقة فإن الحكومة تملك ثلثي شركة الاندماج الجديدة ستيت أويل هايدرو ولعل هذا يجعل الشركاء الأجانب علي يقين من قوة الدعم السياسي الذي تلقاه هذه الشركة النرويجية من حكومة بلادها. وقد يكون من المهم هنا أن نذكر ان حجم الشركة الجديدة لن يكفي وحده لتخويف الشركات المنافسة العملاقة خصوصا ان شركة الاندماج تحل في المرتبة العاشرة عالميا من حيث حجم الانتاج الذي لا يتجاوز ال9.1 مليون برميل يوميا ولكن ما تخشاه الشركات المنافسة حقا هو خبرة شركة الاندماج النرويجية في استخراج البترول من الشواطئ وهذا سيمكنها من زيادة حجم انتاجها خارج النرويج ليصبح 25% من الانتاج الكلي عام 2009 بينما هو لا يمثل سوي 14% فقط الآن.