كتبت فهيمة أحمد شارك في المتابعة حسام منير ولمياء جمال الدين: رغم عدم اعتراف الخبراء والمسئولين بالالوان في عالم اسواق المال إلا ان المستثمرين في اسواق السعودية ومصر والامارات يرون ان امس الاحد كان أسود بحق في هذه الاسواق التي شهدت تراجعات عنيفة بعض الشئ. وكانت مصر الاقل انخفاضا بنسبة 3.03% .. وكان الانخفاض الاكثر عنفا في السوق السعودية التي انخفضت في بداية جلسة الامس اكثر من 8.5% .. إلا انها وقبل انتهاء الجلسة بقليل قلل السوق من خسائره ليغلق علي تراجع 861.58 نقطة بنسبة 7.45% ويصل الموشر الي 10697.88 نقطة. كما انخفض مؤشر سوق الامارات المالي الصادر عن هيئة الاوراق المالية والسلع خلال جلسة تداول الاحد بنسبة 3.09% ليغلق علي مستوي 6.037.41 نقطة وشهدت القيمة السوقية انخفاضا بقيمة 26.42 مليار درهم لتصل الي 828.39 مليار درهم. وقد القت هذه الازمة الامريكية بظلالها علي السوق المصرفية المصرية حيث دفعت سعر الدولار محليا للارتفاع مدعوما بطلب ملحوظ عليه من جانب المستثمرين العرب والاجانب ليرتفع سعر الدولار بنحو قرشين وربع القرش وبلغ متوسط الدولار امس 549.86 قرش مقابل 547.64 قرش يوم الخميس وجري تداول الدولار فوق ال 550 قرشا وبذلك يكون سعر الدولار قد زاد خلال امس والخميس فقط بأكثر من 6 قروش دفعة واحدة. جاءت هذه الخسائر في الاسواق العربية بعد اسبوع سيئ للاسواق الامريكية والاوروبية بسبب تداعيات ازمة الرهن العقاري والتي يتوقع لها ان تتواصل الفترة المقبلة خاصة مع قيام العديد من البنوك الاستثمارية والشركات التي تضررت من ازمة الرهن العقاري باعلان مواقفها المالية في فبراير المقبل والذي سيدفع بعضها الي تسييل استثمارات في مناطق عدة في العالم. وبالاضافة الي تداعيات ازمة الرهن العقاري الامريكية علي الاقتصاد الامريكي والعالمي هناك سبب آخر وراء تراجع الاسواق العربية ومنها مصر وهو ان غالبية هذه الاسواق شهدت ارتفاعات قوية الفترة الماضية وكان لابد ان تحدث عمليات جني ارباح زاد من حدتها تداعيات ازمة الرهن العقاري وانخفاض الاسواق العالمية فقد تراجعت الاسهم الامريكية للجلسة الرابعة علي التوالي يوم الجمعة لنغلق علي أسوأ اداء اسبوعي لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 في 5 سنو،ات وسط قلق من ان محاولة من البيت الابيض لتعزيز الاقتصاد قد لا تمنع الركود. وعلي مدار الاسبوع فقد مؤشر ستاندرد اند بورز 5.41% وهو اكبر تراجع في اسبوع واحد منذ يوليو 2002 في حين هبط داو 4.02% وناسداك 4.10% كما تراجعت الاسهم الاوروبية للجلسة الرابعة علي التوالي يوم الجمعة وسط اداء ضعيف للبنوك وشركات التأمين مع تجدد المخاوف من خسائر ترتبط برهون عقار في حين جاء استقبال المستثمرين لحزمة تحفيز الاقتصاد الامريكي فاترا وفقد مؤشر يورفرست 300 لاسهم الشركات الاوروبية الكبري 1.2% ليغلق عند 1358.51 نقطة وخسر المؤشر القياسي الاوروبي 4.8% علي مدار الاسبوع وتراجعه يوم الجمعة هو العاشر في 13 جلسة. وفي انحاء اوروبا لم يطرأ تغير يذكر علي موشر فاينانشال تايمز 100 في بورصة لندن بينما هبط موشر داكس لاسهم الشركات الالمانية الكبري في بورصة فرانكفورت 1.3% وانخفض موشر كاك 40 في بورصة باريس 1.3% ايضا ويتوقع المحللون ان تتواصل التراجعات في الاسواق الامريكية والاوروبية ومالها من تداعيات علي الاسواق العربية ومصر. وكانت اسعار الاسهم في البورصة المصرية قد تعرضت لهبوط حاد في تعاملات امس ضمن موجة الهبوط التي سادت البورصات العربية تأثرا بالخسائر التي شهدتها الاسواق المالية خلال تعاملات الاسبوع الماضي وكان المحرك الرئيسي للتراجع خلال جلسة امس هو تدافع المتعاملين خاصة العرب والافراد في عمليات بيع ظهرت منذ اللحظة الاولي للجلسة رغم اتجاه المؤسسات والصناديق المحلية للشراء، ليفقد موشر البورصة "كأس 30" حوالي 3.03% من قيمته ليغلق علي 10406 نقاط وبلغت قيمة التعاملات الاجمالية 1.483 مليار جنيه بتداول 73.98 مليون سهم من خلال تنفيذ 46.98 الف صفقة بيع وشراء. واستحوذت تعاملات المؤسسات علي 27.5% من حجم التداول والافراد علي 72.5% والاجانب 16.2% فيما كان نصيب المستثمرين العرب حوالي 9.1% جميعها في اتجاه الشراء. وقال سماسرة بالسوق ان حالة اشبه بالفزع اصابت المستثمرين الصغار نتيجة لتوقعهم حدوث مزيد من الانخفاض للسوق تأثرا بما يحدث في البورصات العربية والاوروبية الذي دفع بعضهم الي محاولة التخلص مما في حوزتهم من اسهم بأي سعر وهو ماظهرت آثاره في صورة انخفاض كبير لمؤشرات السوق. واعتبر البعض الآخر ان السوق تجاهل تماما العديد من الانباء الايجابية التي تعلن بشكل يومي سواء علي جانب الاقتصاد الكلي او علي جانب نتائج اعمال الشركات المقيدة والتي تظهر نموا كبيراً في معدلات الربحية الا ان السوق لا يستجيب لمثل هذه الاخبار نتيجة لحالة فقدان الثقة التي تسيطر بقوة علي الحالة المعنوية للمتعاملين. وقال سمسار ان المستثرين المحترفين استغلوا الانخفاض الكبير في اسعار الاسهم وقاموا باقتناص فرص جيدة عند الاسعار الحالية سواء من المؤسسات او الصناديق او حتي بعض الافراد.