ارتفاعات حادة شهدتها الأسواق خلال استقبال العام الجديد لعدد من السلع فى مقدمتها ارتفاع أسعار الزيوت العالمية بنسبة 73% والدقيق 107% والقمح بنسبة 150% كذلك السكر ارتفعت أسعاره لأكثر من 50% ورقصت على أنغام هذه الارتفاعات أسهم قطاع الصناعات الغذائية وامتدت إلى كل هذا القطاع لتشمل اسهم ظلت لفترة طويلة بعيدة عن الأضواء مثل أسهم قطاع الزيوت فضلا عن ارتفاع أسعار الحديد على خلفية إعلان نتائج مزايدات رخص الحديد وكذلك ارتفاع اسعار المازوت حيث يشترك فى أسباب صعود أسهم شركات الحديد بالإضافة إلى أسهم قطاع الأسمدة. وتوقع خبراء ومحللون اقتصاديون أن تشهد الفترة المقبلة نشاطا قويا لأسهم قطاع الصناعات الغذائية فى البورصة المصرية بدعم من العديد من الأحداث الجوهرية المرتقبة داخل القطاع أبرزها صفقات الاستحواذ والتوقعات بتحقيق معدلات ربحية قوية مع ارتفاع اسعار بعض السلع. من جانبه يؤكد د. عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلى لصناديق الاستثمار أنه من الطبيعى أن ترتفع أسعار الأسهم فى قطاعات شهدت سلعها فى الأسواق ارتفاعا حيث إن الأداء الخاص بالسوق لابد أن يتمشى مع مجريات الأحداث والتضخم أحد المؤثرات التى تنعكس بآثارها على القطاعات الاقتصادية المختلفة وفى مقدمتها البورصة والتى من المتوقع أن تعكس التضخم الحادث والذى ضرب قطاعات كثيرة فى مقدمتها الصناعات الغذائية نتيجة ارتفاع ارباحها الكبير الذى جنته من ارتفاع أسعار سلعها فى الأسواق. ويحذر خليفة قليلى الخبرة فى السوق من مغبة التركيز بجميع مكونات المحفظة المالية داخل الأسهم فى البورصة والتوجه إلى صناديق الاستثمار فى البورصة لامتصاص آثار التضخم من السوق. ابتلاع السيولة من جانبه يؤكد محمود المصرى المحلل المالى أن العديد من المؤسسات المحلية الكبرى والخليجية والعالمية أبدت اهتمامها فى الفترة الأخيرة بالاستحواذ على شركات عاملة فى مجال الصناعات الغذائية فى السوق المصرية مثل مجموعة "القلعة" وهى مساهمة مصرية خليجية بالإضافة إلى مجموعة "صافولا" السعودية ومجموعة شركات ساويرس بالإضافة إلى شركات تركية وأوروبية. أوضح أن هناك عاملا آخر من شأنه أن يزيد من ربحية شركات الأغذية فى مصر يتمثل فى الارتفاعات الكبيرة التى شهدتها أغلب اسعار المواد الغذائية فى الأسواق العالمية خاصة الزيوت والدقيق والألبان حيث ارتفعت أسعار الزيوت العالمية بنسبة 73% والدقيق بنسبة 107% والقمح بنسبة 150% والسكر بنسبة تزيد على 50%.،. وجاءت هذه الارتفاعات بمثابة الشرارة التى أشعلت اسهم اقطاع الأغذية فى البورصة المصرية منذ مطلع الأسبوع ولعل تضاعف أسعار السلع قد يقابله ارتفاعات مقابلة فى أسعار أسهم الشركات فى البورصة. ويحذر المصرى المستثمرين من الاقبال على الدخول على أسهم التضخم التى تشهد ارتفاعات متتالية مثل الحديد والصناعات الغذائية لأنهم قد يكونوا عرضة لخسائر فادحة حتى لو كنا نتحدث على الأقل خلال الربع الأول من عام 2008 والتى ستشهد مواصلة التضخم فى الأسعار فى الأسواق وعوامل أخرى لذا فإننا ننصح جميع المستتثمرين الأفراد بالتوجه إلى صناديق الاستثمار حتى يحدث الاستقرار فى السوق محذرا فى ذات الوقت من ابتلاع السيولة فى الأسواق من جراء الارتفاع الحاد فى الأسعار حيث إن التضخم ظاهرة تدل على الاقتصاد المتنامى، وأن تأثير التضخم على السوق لا يمكن إلا أن يكون عميقا وملموسا، لاسيما إذا ما نظرنا للأسهم كأى سلعة ترتبط بحجم القدرة الشرائية للعملة المتداولة، آخذين بالحسبان أن أهم وأول عرض من أعراض التضخم يتمثل فى انخفاض هذه القدرة الشرائية. ونوه المصرى إلى ما يسمى اقتصاديا "الثقب الأسود للسيولة" والتى عرفتها الأسواق العالمية منذ سنوات، حيث تكون السوق سباقة للتأثر بالتضخم قبل أى قطاع، ما يسفر عن فقدان جزء من السيولة بطريقة تشبه ابتلاع الثقب الأسود فى السماء لأى جرم كونى يقترب منه، أو يدخل فى نطاق جاذبيته. وأضاف المصرى أن سوق الأسهم تستوعب جميع متغيرات الاقتصاد بما فيها التضخم، فمن البديهى أن ينعكس ذلك عليها بصورة جلية، وبنفس نسبة التضخم الحاصل على أسعار السلع الاستهلاكية، سواء كانت 1 أو 10%. ودعا المصرى المحللين المعنيين بقياس أداء السوق المصرى إلى تعديل بياناتهم وفقا لأرقام التضخم الصادرة عن البنك المركزى والمالية.