كسرت البورصة حاجز الهبوط فى تعاملات أمس، لتعاود ارتفاعها لمستويات قياسية، مع عودة المستثمرين للشراء واصطياد الصفقات فى الأسهم التى انخفضت أسعارها بشكل ملحوظ، خلال الانحدار الحاد الذى سجلته التعاملات أمس الأول. وقفز المؤشر الرئيسى للأسهم النشطة «Egx 30» بنحو 4.4%، كسب خلالها 262 نقطة، ليخترق مجدداً حاجز 6 آلاف نقطة، مستقراً عند مستوى 6200 نقطة، ليسترد ما يزيد على ثلثى خسائر أمس الأول. وصعدت أسعار إغلاق 147 ورقة مالية، مقابل انخفاض 18 ورقة أخرى، فى تعاملات بلغت قيمتها 1.6 مليار جنيه، متضمنة عمليات على السندات بنظام المتعاملين الرئيسيين. وتأثرت البورصة بالانتعاش الذى شهدته الأسواق الأوروبية صباح أمس، إلى جانب الارتفاع الذى سجلته أغلب الأسواق العربية. وأوقفت إدارة البورصة التداول على أسهم 10 شركات، مما سبب الارتفاع بنسب تجاوزت 10%، من بينها مجموعة طلعت مصطفى، العربية لمنتجات الألبان، أجواء للصناعات الغذائية، السويس للأسمنت. ونجحت مشتريات المصريين والعرب بجانب تواجد المؤسسات القوية، فى دفع المؤشر للصعود رغم المبيعات المستمرة من قبل الأجانب. ويأتى ارتفاع أمس، كرد فعل طبيعى لهبوط «الثلاثاء الأسود»، خاصة أن أغلب أسعار الأسهم وصلت لمستويات متدنية للغاية مع الهبوط الحاد، بحسب محمد عبدالرحيم، المحلل المالى. كانت البورصة قد انخفضت أمس الأول، بنحو حاد بلغت نسبته 6%، وفقدت خلاله الأسهم نحو 21.2 مليار جنيه من قيمتها، فى أكبر هبوط لها منذ بداية العام. غير أن الأسهم استردت نحو 13.7 مليار جنيه من خسائرها فى صعود أمس، حيث بلغ رأس المال السوقى 410.5 مليار جنيه مع الإغلاق. وارتفعت أغلب الأسهم المتداولة، فى مقدمتها «القائدة» المؤثرة على حركة المؤشر بنسب تراوحت بين 1% و7%، تصدرتها هيرمس وطلعت مصطفى وأوراسكوم للإنشاء والبنك التجارى الدولى وأوراسكوم تليكوم والمصرية للاتصالات، بينما خالفت الأسهم المتداولة بالدولار الاتجاه، بفعل التذبذب فى أسعار العملات الأجنبية وارتفاعها مقابل اليورو. وطالب عيسى فتحى، العضو المنتدب لإحدى شركات الأوراق المالية، الحكومة بضرورة الإفصاح عن مدى تأثر القطاعات المختلفة للاقتصاد المحلى بالأزمة اليونانية، مؤكداً أن هناك قطاعات كثيرة بعيدة عن التأثر، ويمكن أن تقود السوق للصعود، منها القطاع العقارى والأغذية والسياحة. على الجانب الأوروبى، انتعشت الأسهم الأوروبية مع عودة المستثمرين للشراء، بينما دعم انتعاش أسعار السلع الأولية الأسهم المرتبطة بشركات الموارد. وارتفع مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.3% بعد أن هوى 2.4% فى الجلسة السابقة. وارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز فى بورصة لندن 1.3%، وكذلك فى بورصة باريس 2.5 %، كما تقدم مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى 1.1% على جانب اليابان، ارتفع مؤشر نيكاى القياسى للأسهم اليابانية 0.7%، ولكن المكاسب ظلت محدودة بسبب المخاوف بشأن أزمة الديون، واستقرار النظام المصرفى فى منطقة اليورو. وعربيا، تباينت تحركات البورصات بين الارتفاع والهبوط، حيث صعدت بورصات السعودية ودبى وأبوظبى والدوحة والبحرين ودمشق بنسب تراوحت بين 0.13 و3.5%، تصدرتها بورصة السعودية، بينما انخفضت بورصات عمان والكويت بنسب لم تتجاوز 2%.