الأربعاء 12 ديسمبر 2007.. بدأت مفاوضات الوضع النهائي الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. تلك التي تحدد كيان كل من الدولتين الجارتين، وإطار العلاقات السلمية بينهما.. هذا إن تمت المفاوضات بحسن نية، وفي إطار السلام.. لا الاستسلام! وأجواء التفاوض عسيرة.. إيهود أولمرت عاجز عن تنفيذ التزامه في أنابوليس بوقف نمو الاستيطان الذي تمتد حركته كالاخطبوط في حارعوما المتاخمة لعنق القدس العربية، وداخل المدينة المقدسة ذاتها.. فضلا عن عجز رئيس الحكومة الإسرائيلية عن حجب الشرعية عن البؤر الاستيطانية التي التزم بإزالتها.. يذكرني ضعف أولمرت وتخاذله بقوة أرائيل شارون في مواجهة مستوطني ياميت علي أرض سيناء قبيل أيام من الانسحاب الإسرائيلي في 25 ابريل 1982.. كان رئيسا للأركان.. أعلن المستوطنون العصيان عن مغادرة ياميت، وعسكروا فيها بأسلحتهم.. جاءهم شارون بقواته، فغادروها بملابسهم!.. وعندما دخلت ياميت بعد ساعة من إخلائها، وجدت أعراب سيناء يتسللون إلي بيوتها، "يبرشون المتروكات" ويجمعون الغنائم! لم تقبل إسرائيل حضور توني بلير كطرف ثالث يمثل الرباعية في المفاوضات، وأصرت علي ثنائية التفاوض، لكي تنفرد بالضعف الفلسطيني وهي ترفض أي إملاء أجنبي لنتائج عملية التفاوض.. خاصة بعد أن تعهد بوش لأولمرت بعدم التدخل في التفاوض، أو فرض شروط.. فقط حلول بديلة يرتضيها الطرفان المتفاوضان، كلما دخلت حركة التفاوض في عنق بلا منفذ. تشمل أجندة المفاوضات: الاستيطان . القدس. اللاجئين. الحدود والمياه وشرط مسبق لأعمال أحكام خريطة الطريق: أن ينفذ كل طرف التزاماته كما وردت في الخريطة وأن يصل الطرفان إلي اتفاق حول التحفظات ال 14 التي أخذتها إسرائيل علي أحكام خريطة الطريق.! ما صاغته الخارجية الإسرائيلية ليس فقط مجرد تحفظات.. إنه نقض كامل ل 14 نصا كاملا من مواد خريطة الطريق، كما وضعتها الخارجية الأمريكية، والأمن القومي، وصادق عليها البيت الأبيض. لم تذكر التحفظات الإسرائيلية النص الأمريكي الأصلي الذي تحفظت عليه، وإنما جاءت فقط بالنص الذي تقترحه وترتضيه.. أي أنها أعادت صياغة متن خريطة الطريق.. صاغته بلغة فوقية.. تهدر ندية الطرف الفلسطيني، صاحب الحق والأرض، وتخاطبه من فوق تل القوة، لتدحرج إليه شروطها الآمرة - وليست المفسرة! - لتصله في موضعه في سهل الاستسلام السحيق.. أسفل التل.. منتهي العتو، والخروج علي آداب صياغة اتفاق سياسي، وهو أمر ينبغي أن يرفضه صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين.. ويقدم من جانبه دفعا مضادا يصحح به الحق الفلسطيني ويصر عليه.. حتي ولو أنهي المفاوضات دون اتفاق.. فقط إلي حين! *** تحت يدي رد الفعل الإسرائيلي غير الموزون، علي خريطة الطريق الأمريكية، المؤرخ في 25 مايو 2003.. نستعرضه معا مبني ومعني.. * الاعتراض: في البدء وأثناء العملية، وكشرط لاستمرارها سوف يسود الهدوء التام ويفكك الفلسطينيون منظمات الأمن، ويجروا الاصلاحات الأمنية، إلي أن يتم تشكيل التنظيمات الجديدة، وتبدأ في مقاومة الإرهاب.. والعنف والتحريض، وتتعلم السلطة الفلسطينية ثقافة السلام، وسوف تتولي التنظيمات منع الإرعاب والعنف، وتمارس القبض علي الأشخاص والتحقيق وتوجيه الاتهام وتوقيع العقوبات. في المرحلة الأولي من الخطة، وكشرط للانتقال إلي المرحلة الثانية، سوف يتولي الفلسطينيون تفكيك منظمات الإرهاب: حماس، الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، ألوية الأقصي.. والتنظيمات الإرهابية الأخري، ويتم جمع أسلحة الجميع، ونقلها، وإعدامها، يتم وقف تهريب الأسلحة، وصناعتها محليا.. ولن يتم الانتقال إلي المرحلة التالية من الخطة مالم يتم تنفيذ ما سبق من شروط الحرب ضد الإرهاب. لا ينبغي أن تنص خريطة الطريق علي أن تلتزم إسرائيل بوقف العنف والتحريض ضد الفلسطينيين. * الاعتراض 2 : أول شروط التقدم في التنفيذ هو الوقف التام للإرهاب والعنف والتحريض والتقدم بين المراحل فقط سيتلو التنفيذ التام للمرحلة السالفة والمتابعة لن تركز علي التوقيتات الزمنية، وإنما علي علامات ضبط الأداء performance benchmarks. * الاعتراض 5: سوف تتحدد شخصية الدولة الفلسطينية المؤقتة من خلال مفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وسوف تكون للدولة المؤقتة حدود مؤقتة ومظاهر معينة للسيادة تخضع للإدارة المدنية ولا تتبعها قوات عسكرية، فقط قوات شرطة وأمن محدودة السلطة والتسليح، وتتولي إسرائيل السيطرة علي دخول وخروج الأشخاص والبضائع، والمراقبة الجوية، ومراقبة المجال الكهرومغناطيسي!!؟ * الاعتراض 6: فيما يتصل بالتصريحات المبدئية، وحتي الاتفاق النهائي، علي المراجع المعلنة أن تعترف لإسرائيل بحقها في العيش كدولة يهودية، والتخلي "maiver".