استقرت اسعار النفط بداية تعاملات أمس بعد ارتفاعها الجلسة السابقة مدعومة بضخ البنوك المركزية أكثر من 300 مليار دولار في النظام المالي العالمي بالاضافة الي انتظار المتعاملين بأسواق النفط العالمية لعواصف مدارية تتكون في حوض المحيط الاطلسي مما زاد المخاوف من تعطيل إنتاج النفط في منطقة خليج المكسيك. في نيويورك سجل سعر النفط الخام تسليم سبتمبر 71.65 دولار للبرميل مرتفعا 3 سنت ارتفاعه بمقدار 15 سنتا او 0.2% مسجلاا 71.62 دولار الجلسة السابقة. وكانت اسعار النفط قد انخفضت 5.3% الأسبوع الماضي نتيجه قلق المتعاملين من أن سداد القروض سيقلص من معدل النمو. وجدير بالإشارة الي ان أسعار النفط تراجعت من ذروة 78.77 دولار التي بلغتها في اول اغسطس مع اقبال المستثمرين علي البيع لجني الارباح او تصفية مراكزهم للوفاء بطلبات زيادة هامش الوقاية في أسواق متراجعة اخري. وفي لندن سجل سعر مزيج خام برنت تسليم سبتمبر 70.26 دولار للبرميل مرتفعا بمقدار 3 سنت بعدما تراجع بمقدار 16 سنتا ليغلق علي 70.23 دولار الجلسة السابقة. شهدت اسعار النفط العالمي استقرارا ملحوظا بداية تعاملات أمس بعد ارتفاعها الجلسة السابقة متأثرة بضخ مجلس الاحتياطي الاتحادي - البنك المركزي الامريكي- وبنك اليابان والبنك المركزي الاوروبي أكثر من 300 مليار دولار في النظم المصرفية الامر الذي عزز ثقة المستثمرين لكنه فشل في ان يبعد تماما شبح أزمة الائتمان في أسواق المالي التي أثارتها مخاطر قطاع التمويل العقاري المرتفع المخاطر. وكان آخر تلك الخطوات إعلان المصرف الاحتياطي الفيدرالي إنه ضخ ملياري دولار من الاحتياطيات المؤقتة في النظام المصرفي وذلك عن طريق اتفاقات إعادة شراء لأجل ليلة واحدة وذلك بعد دقائق قليلة من بدء العمل في وول ستريت. أما المصرف المركزي الأوروبي فقد قدم 47.67 مليار يورو (ما يوازي 65.3 مليار دولار) إضافية إلي الأسواق المضطربة علي امتداد القارة مما ساهم في حدوث استقرار نسبي أبدي العديد من الخبراء خشيتهم إزاء قدرته علي الصمود. بدوره ضخ المصرف المركزي الياباني 600 مليار ين (ما يوازي خمسة مليارات دولار) في القطاع المصرفي لتهدئة المستثمرين. وساهم في استقرار الأسعار توقعات مركز الإعصار الوطني الأمريكي بأن عواصف مدارية في شرق المحيط الأطلسي الي إعصار نهاية الأسبوع الحالي وهي تقترب من البحر الكاريبي مما يؤدي الي تعطيل إنتاج النفط في منطقة خليج المسكيك. وجدير بالذكر الي ان اسعار النفط ارتفعت لمستويات قياسية في عام 2005 بعد إعصار كاترينا الذي ضرب سواحل لويزيانا والمسيسيبي الي دمر منصات النفط والمصافي وخطوط الأنابيب. وعلي نفس الجانب ينتظر المتعاملين تقرير وزارة الطاقة الأمريكي الأسبوعي والمتوقع ان يظهر انخفاض مخزونات النفط الخام 2.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 10 أغسطس وترتفع تراجع إمدادات الوقود المقطر بمقدار 1.2 مليون برميل وزيادة انتاج زيت التدفئة مع ارتفاع قدرات المصافي التشغيلية لسد الطلب علي النفط خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. وكان بعض المحللين قد توقعوا ان تواجه الامدادات مشكلات في تلبية الطلب في وقت لاحق هذا العام ما لم تعلن أوبك عن ضخ المزيد من الخام في اجتماعها المقرر في سبتمبر القادم في فيينا. إيران وعلي الصعيد الإيراني أكد عدد من خبراء الاقتصاد الدولي أن مشاكل إيران الاقتصادية مرشحة للتفاقم بسبب المواقف التي تتخذها طهران إزاء المستثمرين الأجانب مما ستهدد في نهاية المطاف عصب الاقتصاد الإيراني المتمثل في القطاع النفطي الذي بات إنتاجه يتراجع مع انعدام الاستثمار فيه كما سيكون من شأن عزل البلاد بقرار ذات إيقاع أضرار فادحة بقدرتها علي الصمود مستقبلاً إزاء أي تحرك غربي مرتبط بالملف النووي. وجدير بالإشارة الي ان ارتفاع أسعار النفط خلال الأعوام الأخيرة قد ساهم في بلوغ العوائد الأرباح الإيرانية من هذا القطاع 50 مليار دولار سنويا غير أن كافة التقارير تشير إلي أن الناتج النفطي في تراجع دائم بسبب انعدام الاستثمار في البنية التحتية وحاجة طهران إلي استيراد المشتقات النفطية المكررة ومواد أخري بقيمة 60 مليار دولار سنوياً.