عادت اسعار البترول العالمية هذا الاسبوع للارتفاع مدعومة بانتعاش اسعار السلع الاولية في الاسواق العالمية، لتتخطي الاسعار مستوي ال71 دولارا للبرميل بعد ان تراجعت عن مستوي ال70 دولارا الاسبوع الماضي، اذ قفزت هذا الاسبوع اكثر من 5%وسط وتوقع الحكومة الامريكية موسما قاسيا اخر للأعاصير في المحيط الاطلسي. يأتي هذا في الوقت الذي برأت امريكا اوبك من الارتفاع الاخير في الاسعار وتوقع مركز لندن للدراسات الشاملة انخفاض الاسعار علي المدي المتوسط. 5% ارتفاع ففي نيويورك ارتفع الخام الامريكي الخفيف لتسليم يوليو عند التسوية في نايمكس امس الاول 1.80 دولار او 2.57 % الي 71.76 دولار للبرميل بعد ان سجل في اليوم السابق ارتفاع نسبته 2.5%. وفي بورصة البترول الدولية بلندن زاد مزيج النفط الخام برنت في عقود يوليو 1.65 دولار الي 71.00 دولارا. وارتفعت أسعار المعادن النفيسة والصناعية بعد هبوط حاد الاسبوع الماضي محا أيضا نحو خمسة بالمئة من أسعار النفط مع خوف المستثمرين من أن يكون ارتفاع أسعار المواد الخام الي مستويات قياسية ايذانا بتضخم أشد وأسعار فائدة أعلي وطلب أقل لكن محللين توقعوا ألا تؤثر المخاوف التضخمية كثيرا علي نمو الاقتصاد اوبك بريئة ومن جانبه برئ الطاقة الأميركي سام بودمان اوبك من ارتفاع اسعار البترول قائلا " إنه ليس بوسع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن تفعل شيئا لخفض أسعار النفط عن مستوياتها الحالية" مشيرا إلي تخلي منتجي النفط للتجار عن تحديد الأسعار.ويعقد أعضاء أوبك اجتماعا في الأول من يونيو المقبل بكراكاس في فنزويلا لبحث سياستهم الإنتاجية، حيث أشار بعض وزراء المنظمة إلي أنها ستبقي سقف إنتاجها دون تغيير. وقالت السعودية أكبر منتج للنفط في أوبك وتملك فائضا يعتد به من الطاقة الإنتاجية، إن مشتري النفط لا يريدون زيادة مشترياتهم. ولكن بودمان أوضح أن فائض الطاقة الإنتاجية السعودية يرجح أن يتكون من النفط الثقيل غير المفيد للأسواق حاليا، مشيرا إلي أن معظم المصافي لا تكرر بسهولة هذا النوع من الخام. قلق .. وتثير العديد من العوامل القلق في الاسواق بشأن نقص الإمدادات من منطقة خليج المكسيك، اذ تشير التوقعات إلي موسم أعاصير قوي في المحيط الأطلسي وحريق بمصفاة في ولاية لويزيانا الأميركية. ومازالت التوترات بين إيران والغرب بشأن ملف طهران النووي وعدم الاستقرار في العراق ونيجيريا، عوامل دعم في ارتفاع أسعار النفط. توقعات ... الا ان مركز الدراسات الشاملة للطاقة في لندن اشار في تواقعاته الي تراجع أسعار النفط في المدي المتوسط لتعكس تباطؤا في حجم الطلب وارتفاعا في قدرات الإنتاج والتكرير. وتوقع المركز في تقرير شهري أن ينخفض سعر برميل نفط برنت إلي 64.10 دولارا كمعدل وسطي في الفصل الأول من 2007 مقابل 69.3 دولارا خلال الفصل الثاني من هذه السنة. كما توقع في سيناريو آخر وصول سعر برميل برنت مع ارتفاع المخزون النفطي العالمي إلي 37.5 دولارا في بداية 2007 وهو مستوي لم يصل إليه منذ صيف عام 2004. في المقابل، وفي حال انخفض المخزون العالمي أكثر، فإن سيناريو ارتفاع الأسعار يشير إلي إمكانية وصول سعر البرميل إلي 89.5 دولارا في بداية 2007, وهو مستوي قياسي. وراجع المركز توقعاته بالنسبة لتزايد الطلب العالمي علي النفط في 2006 مقارنة بعام 2005، مشيرا إلي أن نسبة الزيادة ستكون 1.4% بدلا من 1.5% كما كان متوقعا الشهر الماضي، إلا أنه أشار إلي أن الطلب العالمي علي النفط ازداد بنسبة 2.6 مليون برميل يوميا منذ سنتين. ولم يرتفع إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك إلا بنسبة 500 ألف برميل يوميا خلال هاتين السنتين، ويفترض أن يزداد بنسبة 950 ألف برميل يوميا هذه السنة، أي أقل مما كان متوقعا. وبحسب تقرير المركز فإن إنتاج أوبك الذي بلغ 30.2 مليون برميل يوميا الشهر الماضي سيبقي في حدود 30.1 مليون برميل يوميا خلال الفترة المتبقية من السنة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلي تراجع الأسعار قليلا مع ارتفاع المخزون النفطي