يعيش العالم حضارة فريدة من نوعها تمكنه من الحصول علي رغباته واحتياجاته في مكانه بصرف النظر عن ظروف الزمان والمكان.. انها "حضارة اتصل ولا تنتقل" حيث اصبح بإمكان الفرد ان يقوم بالعديد من مهامه اليومية عبر التليفون المحمول او اللاب توب.. وهذه المزايا متاحة للفرد المتعلم.. ولكن ما هو حال الامي؟ هذا السؤال حاول ان يجيب عليه اكثر من 400 خبير في مجالات محو الامية خلال مؤتمر الابداع في التعليم 3 والذي اختتم مؤخرا في الدوحة. وخلص المؤتمر الي ان امية العصر الذي نعيشه هي عدم اجادة المواطن العربي لاستخدام الانترنت او استقبال وارسال رسالة قصيرة وهذا هو التحدي الجديد الذي فرضته علينا ثورة المعلومات فضلا عن التواجد الهزيل للغة العربية علي شبكة الانترنت. و يؤكد الدكتور سايمون اليس استاذ الاحصاء بمعهد اليونسكو للاحصاء ان المقاييس الحالية التي تعتمد عليها البرامج العربية لتتبع وضع الامية في المنطقة غير كافية ولا ترقي للاستخدام في الوقت الحالي. ويشدد علي اهمية وجود نظم معلوماتية متكاملة يتم تحديثها بشكل دوري لاستخراج المؤشرات وتقييم نتائج اعمال محو الامية موضحا ان دقة البيانات الواردة عن هذه المشروعات لابد وان تكون علي درجة عالية من الشفافية وهو ما يؤكد اهمية وجود نظام معلوماتي يكشف عن اخطاء البيانات. ويشاركه الرأي الدكتور رأفت رضوان الرئيس التنفيذي لبرنامج محو الأمية وتعليم الكبار الذي اكد عرض مشروع لتمويل انشاء شبكة معلومات عربية لدعم برامج محو الامية علي القمة العربية القادمة بالرياض. ويضيف رضوان ان هذا المشروع يعتبر تحديا كبيرا لاسيما وان مثل هذه الشبكات الخدمية تكون هادفة للربح. وعن برنامج استخدام الحاسب في محو الأمية اوضح ان الهيئة بالتعاون بين وزارة الاتصالات والبرنامج الانمائي للامم المتحدة ترفع شعار "اتصل ولا تنتقل" وذلك من خلال برنامج لاستخدام الحاسب في محو الامية ليحمل الدارس الذي يمكن ان نجده مازال يعيش حياة القرون المنقضية الي دنيا جديدة تعيش ثورة المعلومات والاتصالات. كمبيوتر علي المصطبة ويضيف رضوان ان البرنامج اعتمد في تطبيقه علي الاستفادة من مدرسي التربية والتعليم ممن حصلوا علي رخصة قيادة الكمبيوتر الدولية خاصة في القري النائية حيث يجمع المدرس الذي حصل علي جهاز كمبيوتر أبناء قريته علي "مصطبة" ليوجد اهم مظهر لثورة المعلومات وهو جهاز الحاسب علي المصطبة التي شهدت العديد من حكاوي التاريخ التي كان يسردها أجدادنا. أما الدكتور محمد عدنان أستاذ هندسة الحاسب بالجامعة الأمريكية بلبنان فيؤكد ان تقنيات المعلومات لم تسقط أنشطة محو الأمية من حساباتها بل علي العكس فهناك ثورة في برمجيات تعليم الاطفال المتسربين من التعليم والكبار. ويشير الي انه تم استخدام برمجيات متطورة في المشروع اللبناني لمحو الامية اعتمدت علي اشكال المحاكاة لأصابع اليد لتعليم الأرقام وصور متحركة لتعليم الحروف وذلك من خلال جهاز به شاشة لمس تمكن الدارس من الاجابة عن الاسئلة من خلال الشاشة مباشرة. ويضيف د عدنان ان هذه البرامج تم تحديثها مشيرا الي انه في الماضي كان الدارس يضطر الي العودة الي قائمة المنهج في بداية البرنامج اذا اراد الولوج الي بداية الدرس الذي كان مفتوحا اما بعد التطوير فامكن تقسيم المناهج علي البرنامج الواحد. ويوضح ان التكنولوجيا وفرت وسائل سهلة ايضا للمكفوفين والصم والبكم ليضمنوا حقوقهم في برامج محو الامية. وتقول الدكتورة منال نجم أمين عام الشبكة العربية لمحو الأمية أن الفترة الماضية شهدت تكثيفا لاستخدامات تكنولوجيا المعلومات في برامح محو الأمية بمختلف مستويات مستقبليها . وتضيف أن شراكة وزارة الاتصالات والمعلومات في مصر فتحت أفاقا واسعة لتسخير تقنيات التكنولوجيا لتسهيل مهمة القائمين علي محو الأمية لاسيما بعد إطلاق البرنامج الجديد لإنتاج وسائط متعددة وبناء نظام معلوماتي لمشروع محو الأمية باستخدام تكنولوجيا المعلومات وذلك بالتعاون بين الوزارة وبرنامج الأممالمتحدة الانمائي والتعاون الايطالي. تأهيل الشباب وتوضح د منال أن البرنامج الذي تم تنفيذه يهدف إلي توفير المعرفة المطلوبة لمحو أمية قطاع من المجتمع غالبا ما يكون في المناطق النائية بحيث يتم توصيل المعرفة عبر الوسائط المتعددة والانترنت مشيرة إلي أنه تتم الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات أيضا لسرعة تأهيل القائمين علي التعليم في البرنامج لاسيما ان الاتجاه الجديد هو تأهيل الشباب من الجنسين للقيام بأدوار المدرسين . وتؤكد امين عام الشبكة العربية ان عملية تقييم برنامج استخدام التكنولوجيا في محو الأمية تلقي اهتماما كبيرا لتقويم المنظومة بشكل مستمر موضحة انه تم إعداد دراسة تقويمية لقياس اثر الحاسب علي محو الأمية وخلصت هذه الدراسة الي ان استخدام الحاسب في محو الامية يحفز الدارسين علي الاستمرارية في الفصول حيث بلغت نسبة الاستمرارية 86% بالاضافة الي تغطية المنهج في ستة اشهر ونصف بدلا من 11 بالاسلوب التقليدي . وتضيف أن الحاسب الالي نجح في كسب ثقة الدارسين الذين اكدوا انه يوفر لهم مزايا تساعدهم علي استرجاع الدروس والاطلاع عليها اكثر من مرة مما دفع 94% منهم الي بث اعجابهم بامكانات الحاسب الالي بين ذويهم. مشاركة من اليونسكو واطلقت مؤخرا منظمة اليونسكو بوابة متكاملة بموقعها علي الانترنت موجهة لكل من يعمل في برامج محو الامية وهي تشمل معلومات تضمن التنسيق بين العملين في هذا المجال لضمان تبادل الخبرات . وتشارك مكاتب اليونسكو في المنطقة وجميع وكالات الاممالمتحدة والدول الاعضاء والمنظمات غير الحكومية بالمنطقة التي تعمل ببرامج محو الامية لاثراء البوابة بكل ماهو جديد في منظومة محو الامية العربية.