مع اقتراب موعد اجراء انتخابات الرئاسة الفرنسية المزمع عقدها في 22 من شهر ابريل بدأ المرشحون في تكثيف جولاتهم الانتخابية واستقطاب الفئات الاقل حظا في المجتمع الفرنسي التي يأتي علي رأسها المهاجرون الذين بدأوا بدورهم في الشعور ان لهم وجودا في هذا المجتمع بعكس الكثير من الانتخابات السابقة. فقد قام مرشح الحزب الديمقراطي "فرانسوا بايرو" بزيارة الاحياء التي تقع شمال غرب العاصمة الفرنسية وهي الاحياء التي تمتلئ بالمهاجرين واقدم علي مصافحة الكثير من الشباب والكهول في شوارع يملؤها البؤس ويشعر سكانها بالغبن وعدم وجود عدالة اجتماعية في توزيع الثروة وردد "بايرو" تحية الاسلام علي عدد من الفرنسيين المسلمين ذوي الاصول العربية قائلا "السلام عليكم" واستمع "بايرو" بانصات الي مشاكل هذه الفئات التي باتت تشكل نسبة لا يستهان بها بين من لهم الحق في التصويت. وقام بايرو بجولة في الاحياء التي شهدت قبل 16 شهرا اسوأ عصيان مدني شهدته فرنسا علي مدي نصف قرن وتجول فيها دون حراسة في محاولة لشرح برنامجه الانتخابي والاستماع الي المشكلات المزمنة التي يعانيها سكانها.. وقال بايرو ان صوت سكان الضواحي بات امرا بالغ الاهمية. والمعروف ان اعمال العنف التي اندلعت في العاصمة الفرنسية لفتت انظار السياسيين الي اهمية الضواحي والمناطق العشوائية التي يعاني قاطنوها مشكلات اقتصادية جمة بالاضافة الي مشكلات عرقية ودينية.. فقد اشار مسح جديد اجرته جمعية ممثلة للسود الي ان 61% من السود الذين اشتركوا في المسح يرون انهم ضحية للتمييز العنصري، ويذكر ان الجمعية الوطنية "البرلمان الفرنسي" لا يشترك فيه أي ممثلين عن السود داخل فرنسا. وتقول ابنة المرشح "جان ماري لوبان" ان والدها لا يستطيع زيارة الضواحي لانه لو قام طفل او اثنان بالبصق عليهم فان زيارته ستلغي في الحال. وبعكس الولاياتالمتحدة.. يتركز الفقراء والمهاجرون في فرنسا في الضواحي بدلا من وسط المدينة وكانت قضايا سكان الضواحي قد طفت علي السطح منذ ربيع عام 2005 بعد اندلاع اعمال العنف عندما قال "نيكولا ساركوزي" مرشح حزب الحركة الشعبية ان هناك بعض الشباب "الاوساخ" الذين يتعين تنظيف المجتمع الفرنسي منهم.. ويسعي ساركوزي منذ ذلك الحين الي مصالحة الاقليات والمهاجرين الا انه من المؤكد انه لن يحظي الا بالقليل من اصوات هؤلاء وهو يخوض انتخابات الرئاسة القادمة. ورغم تقليل المتحدث باسم "ساركوزي" من اهمية اصوات المهاجرين فإن معدلات تسجيل هؤلاء في الجداول الانتخابية ارتفعت سواء في الضواحي او الريف بنسبة 50% مقارنة بالانتخابات الرئاسية التي جرت وبذلك يكون عدد الناخبين الجدد قد ارتفع بنسبة 200%. ويقول محللون ان السبب خلف زيادة اعداد المتقدمين للتسجيل في جداول الناخبين هو صدمتان الاولي احداث العنف التي اندلعت في عام 2005 والثانية هي ان المرشح اليميني المعادي للاقليات "جان ماري لوبان" يأتي في المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي. ويبدو ان العامل الثالث الذي سيكون له تأثير واضح هو الشعور بالذنب الذي يسيطر علي الكثير من الناخبين الذين لم يدلوا باصواتهم في انتخابات عام 2002. ويقول فرنسي من اصل جزائري حصل علي الجنسية منذ ثلاثة اعوام انه قرر التصويت وقام بالتسجيل في الجداول الانتخابية بعد شعوره بالظلم والطبقية في المجتمع الفرنسي.