يتنافس البنك الأهلي التجاري السعودي وبقوة علي شراء البنك الوطني للتنمية في مواجهة كونسرتيوم إماراتي البنك قطع شوطا كبيرا في هذا الاتجاه حيث انتهي تقريبا من إعداد فحصه النافي للجهالة لأصول وخصوم البنك. فوز الأهلي التجاري السعودي بتلك الصفقة يعني دخول لاعب اساسي في مجال الصيرفة الاسلامية إلي السوق المصرية وهو ما يطرح عددا من التساؤلات أهمها حول مدي تأثير تلك البنوك المصرية التي تقدم خدمات إسلامية. محمد طه نائب الرئيس التنفيذي لبنك المؤسسة العربية المصرفية(ABC) مصر قال إنه لاتوجد منافسة حقيقية من البنوك الإسلامية أو الفروع الاسلامية لبنوك تجارية وأشار إلي أن دخول البنوك السعودية أو الإماراتية إلي السوق سيساعد علي وجود المنافسة وتحسين الخدمات إلي جانب تقديم العديد من المنتجات الجديدة علي السوق المصري. واضاف طه لن يكون هناك أي تأثير لدخول هذه البنوك للسوق علي البنو ك المتواجدة سواء كانت بنوك إسلامية أو فروع إسلامية لبنوك تجارية. وأوضح طه أن تواجد العديد من البنوك الاسلامية سيساعد علي ايجاد المنافسة القوية وتحسين الخدمات والأسعار المقدمة للعملاء وكما حدث عند دخول البنوك الأجنبية التي أدت إلي وجود تنافس حقيقي بينها وبين البنوك المصرية ومما ساعد علي ابتكار خدمات جديدة ومنتجات حديثة. ومن جانبه اشار عسكر مدير عام فروع المعاملات الاسلامية ببنك قناة السويس الي أن تواجد بنوك اسلامية جديدة سواء كانت سعودية أو إماراتية سيؤثر علي البنوك الإسلامية المتواجدة في السوق المصري وايضا علي الفروع الإسلامية لبنوك تجارية حيث ستقوم البنوك الوافدة بتقديم خدمات ومنتجات مختلفة وجديدة علي السوق غالبا لا تتواجد في البنوك العاملة في هذا المجال بالسوق المصري ويري عسكر أن هذه البنوك من الممكن ان تقوم بسحب العملاء من البنوك المتواجدة بتقديمها عائدا مرتفعا. وأوضح عسكر انه علي البنوك المصرية سواء كانت اسلامية أو فروع البنوك تجارية ان تقوم بتطوير عملها وان تقدم خدمات متنوعة حتي تستطيع ان تواجه المنافسة الشرسة المتوقعة بدخول مثل هذه البنوك. وقال عسكر ان تأثير تواجد هذه البنوك لن يكون علي البنوك الاسلامية وفقط لكن من الممكن ان يمتد إلي البنوك التجارية وخاصة اذا قامت بتقديم خدمات متنوعة مشيرا إلي أنه من الممكن ان يكون لها تأثير أيضا في جذب العملاء من المصريين العاملين في الدول الخليجية والذي تساعدهم علي تقديم خدمات أسرع. وتوقع عسكر ان تكون المنافسة قوية مستقبلا بالنسبة للخدمات الاسلامية وخاصة ان البنوك الخليجية تقدمت بشكل كبير ويوجد لديها خدمات وميكنة آلية لا تتواجد في البنوك المصرية. أما د.نبيل حشاد رئيس المركز العربي للدراسات والاستشارات المالية والمصرفية فقال ان نشاط البنوك التي تقدم الخدمات الاسلامية قد زاد كثيرا خلال الفترة الاخيرة وخاصة في دول الخليج التي ازادت من عدد البنوك التي تم الترخيص لها بمزاولة الانشطة الاسلامية الي جانب ان معظم البنوك في المملكة العربية السعودية تزاول النشاط الاسلامي والباقي من هذه البنوك في مرحلة التحول من بنوك تجارية إلي اسلامية. ويتساءل حشاد اذا فاز أحد البنوك الاسلامية بشراء أحد البنوك المصرية هل يستمر عمل البنك كما هو أو سيقوم بتحويله ويقول: اذا استمر البنك في نشاطه كما هو فلن تكون هناك أي مشاكل بل انه سيتم تطوير البنك إلي الافضل لان البنوك الخليجية ومنها السعودية قد قامت بتحقيق نجاحات مرتفعة في دولها، إلا أنه من المتوقع ان يقوم البنك بتمويل نشاط الوطني للتنمية إلي الصيرفة الاسلامية لانه لا يوجد سوي بنكين اسلاميين وبالتالي ستكون فرصته أفضل في تلك السوق. ويري حشاد انه لن يكون هناك أي تأثير سلبي علي البنوك المصرية من وجود بنك كالأهلي السعودي في السوق موضحا انه يوجد طلب كبير علي الخدمات الاسلامية. وضرب مثالا بالبنوك الاجنبية التي تقوم بفتح فروع اسلامية لانها عليها طلب متزايد. ويري حشاد ان هذه البنوك ستقوم بنقل التكنولوجيا المتطورة إلي جانب المساعدة علي وجود أدوات مالية جديدة علي السوق المصري. واشار حشاد إلي أن الخدمات المصرفية التقليدية لها عملاؤها والاسلامية لها عملاؤها أيضا وجود هذه البنوك لن يكون له أي تأثير سلبي سواء كان علي البنوك التقليدية أو الاسلامية. وأوضح حشاد أن أداء البنوك وتحسين الخدمات هو الذي يساعد علي جذب العملاء. وأوضح حمدي موسي مدير عام بنك مصر ايران للتنمية ان تواجد بنوك اسلامية جديدة في السوق المصري سيساعد علي دعم هذا النشاط المصرفي السوق المصرية. واشار موسي إلي وجود بنوك اسلامية تعمل في السوق المصري منها بنك التمويل المصري السعودي وبنك فيصل إلي جانب المصرف المتحد وهناك فروع البنوك تجارية مثل بنك مصر وقناة السويس والوطني للتنمية بعملون وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية. وقال موسي أن تواجد بنوك اسلامية جديدة لن يكون له تأثير سلبي علي البنوك التجارية لانها تركز علي بعض الأعمال المصرفية مثل التجزئة المصرفية والقروض الشخصية والسلع المعمرة. وأوضح موسي ان دخول بنوك إسلامية عربية في منافسة لشراء بنوك مصرية وتحويل نظامها إلي الصيرفية الاسلامية سيساعد علي وجود المنافسة مشيرا إلي أن هذه البنوك اكتسبت العديد من الخبرات المتراكمة من خلال عملها وفقا للشريعة الاسلامية.