رغم التوقيت الجيد لتنظيم معرض الكتاب إلا ان المشكلة الأساسية التي قد تحول دون زيادة مبيعات الكتب بالمعرض هي زيادة أسعار الورق وارتفاع ثمن الكتاب بالتالي وهو ما يحرم أعدادا كبيرة من الزائرين خاصة الشباب من الحصول علي الكتب بأسعار معقولة بل ان جمهورا كبيرا من رواد المعرض قد اشتكي العام الماضي من سوء التنظيم رغم ان شركة خاصة قد كلفت بالتنظيم والتجهيز ولاسيما ان هناك جدارية كبيرة كانت تمنع الجمهور من رؤية بعض الاجنحة تم ازالتها وتم حل مشاكل العديد من الناشرين.. إلا أن المعرض في اسبوعه الثاني لم يحقق نسبة زوار عالية مثل الأعوام السابقة. توقيت جيد بداية يقول هاني ميشل جاد الرب مدير مسئول بمؤسسة دار الجيل للطباعة والنشر "مصر - بيروت" ان ادارة المعرض أحسنت اختيار ميعاد وتوقيت معرض القاهرة الدولي هذا العام حيث جعلته بعد نهاية مواسم أعياد المسلمين والمسيحيين الي جانب تزامنه مع اجازات منتصف العام بعد نهاية امتحانات الطلاب في مراحل التعليم المختلفة. ويضيف مسئول دار الجيل ان مخاوف معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام تكمن في ارتفاع اسعار الاغفلة والكتب بما لا يقل عن 20% عن الاعوام السابقة وهذا يرجع الي ارتفاع الخامات والمستلزمات واسعار الورق حيث تتكبد دور النشر مبالغ ضخمة تصرف علي طبع واعداد ونشر الكتب. ويشير هاني جاد الرب الي ان فرصة الناشرين العرب والاجانب هذا العام تكمن في عرض الجديد من المؤلفات المتميزة والحديثة لجذب جمهور القراء من مختلف دول العالم خاصة من الاخوة العرب المقيمين في مصر والوافدين اليها خلال فترة الاجازات. زيادة الورق 40% وترجع فدوي صلاح الدين البستاني صاحبة دار البستاني للنشر والتوزيع سبب ارتفاع اسعار الاغلفة والكتب خلال عام 2007 الي عدة اسباب من أهمها ان سعر الورق المستورد من الخارج ارتفع العام الماضي 2006 بنسبة تتراوح ما بين 30 و40% وبالتالي لم يشفع انخفاض الرسوم الجمركية علي الورق المستورد في انخفاض اسعار الورق المستورد الي جانب ان الناشر صاحب السمعة الجيدة والتاريخ العريق في النشر لا يرضي بالدخول في غمار استيراد ورق رديء حتي يوفر في نفقات وتكلفة الغلاف والكتاب المطبوع وانما يصر علي استيراد الورق الجيد ذي الخامة الجيدة حتي يحافظ علي جودة منتجه مما يضطر الي زيادة تلك التكلفة علي سعر الكتاب. المنافسة وتضيف صاحبة دار البستاني للنشر والتوزيع بالقاهرة أن الكتاب المصري مازال يحتفظ بسمعته العالمية رغم دخول دول مثل لبنان وغيرها منافسة له وتؤكد ان البساط لم يسحب من تحت اقدام مصر ويذهب لدولة أخري حيث يعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب رقم "2"" علي مستوي العالم بعد معرض فرانكفورت الالماني نتيجة لحجم المشاركين والعارضين من مختلف دول العالم ونتيجة للاعداد الوافدة اليه من مختلف دول العالم كزائرين ومشترين ومشاركين فيه. مصايد تجار الورق يؤكد محمد طنطاوي مدير الانتاج والطباعة بالدار المصرية اللبنانية ان التميز الذي يحسب لدور النشر المصرية يكمن في عدم رفع اسعار الكتب واغلفتها كما يحدث في دول اخري فمازال الكتاب المطبوع والمنشور في مصر من أرخص الكتب المبيعة علي مستوي الدول المجاورة عربية وغير عربية والدليل علي ذلك ان معرض القاهرة الدولي للكتاب يشهد كل عام حجم مبيعات ضخمة من خلال الزوار والناشرين العرب والاجانب الذين يحرصون علي اقتناء الكتاب المطبوع في مصر والذي يمتاز بالتنوع في القضايا المختلفة سياسيا واقتصاديا وثقافيا ودينيا. ويعلل طنطاوي رفع اسعار الورق قبل موسم معرض الكتاب كل عام بأن هناك بعض دور النشر تقع في مصايد تجار الورق المستورد حيث يقومون بالتعمد برفع سعر الورق نتيجة لزيادة الاقبال من الناشرين قبل معرض الكتاب لشراء الورق بمختلف انواعه مما يجعل دور النشر تحرص علي شراء كميات ضخمة من الورق قبل بدء معرض الكتاب بشهور مما يجعل السوق ملتهبا سواء بالنسبة لقلة المعروض من الورق أو بالنسبة لارتفاع سعره محليا. خصومات 60% ومن جانبه يقول احمد علي حسن صاحب مكتبة الآداب بالقاهرة ان الناشر المصري مازال محملا بالأعباء سنة بعد اخري ومن أهم هذه الأعباء التكاليف الاضافية التي يعاني منها كل عام نتيجة لطباعته كتابا او غلافا جديدا تتمثل في زيادة اجور العمالة سواء التي تقوم بنقل الكتب من المخازن الي المعرض او التي تقوم بمباشرة عمليات البيع نتيجة لزيادة الأسعار محليا من مأكل ومشرب وغير ذلك.