تعاملات العرب في البورصة المصرية تثير العديد من التساؤلات ويتهمها البعض بانها اموال ساخنة تضر السوق خاصة ان خروجهم العنيف في كثير من الفترات يدفع المستثمرين الافراد المصريين الي البيع خوفا من تراجع الاسعار بقوة .. ولاحظنا في الاسابيع الاولي من عام 2007 ان المستثمرين يرجعون انخفاض البورصة في اي يوم الي مبيعات العرب العنيفة. ولكن ما يؤكده العاملون في السوق ان تعاملات العرب ليست مؤثرة بالصورة التي يصورها البعض حيث ان تعاملاتهم في افضل الاحوال لا تتجاوز 15% من اجمالي التعاملات وعادة ما يقابلهم مشترون اجانب ومؤسسات مصرية .. وتوقعوا ان تشهد الفترة القادمة عودة الاموال العربية بقوة الي السوق بعد ان حققت البورصة المصرية اداء متميزا خلال عام 2006 بارتفاعها نحو 10% في الوقت الذي تراجعت فيه غالبية الاسواق العربية الأخري بقيادة السوق السعودي الذي هبط نحو 53%. في البداية نفي هاني محمود مدير تعاملات الخليج في شركة التجاري الدولي للسمسرة ان تكون هناك اموال ساخنة في البورصة مشيرا الي ان المستثمر العربي يتعامل في البورصة المصرية بنفس الطريقة التي يتعامل بها في بورصة بلده حيث إنه بطبيعته مضارب ولذلك فانه يدخل البورصة المصرية كمضارب. واشار الي ان المستثمر العربي لديه ثقة عالية في الاقتصاد المصري ولذلك نجد تواجدهم قويا في مصر من خلال الاستثمار المباشر حيث شهدت الفترة الماضية دخول عدة شركات عربية الي السوق المصري مثل إعمار واتصالات الاماراتية وابراج كابيتال وغيرها وهذه الاستثمارات طويلة الاجل .. مؤكدا ان المستثمر العربي لديه سيولة مرتفعة ناتجة عن الفوائض البترولية ويبحث عن أفضل فرص استثمارية وقد وجدوا في مصر فرص كثيرة واعدة. قلق سياسي واكد محمود ان العرب ايضا غير قلقين مما تشهده مصر حاليا من تغيرات علي المستوي السياسي والاقتصادي بل انهم متفائلون بما يحدث وقد تمكنت الحكومة الحالية من اقناع العالم حولنا بجدية الاصلاحات الاقتصادية التي يتم اتخاذها. اما بالنسبة لتعاملات العرب في البورصة اوضح هاني محمود ان المستثمرين العرب الافراد مضاربون بطبيعتهم ولهم دور كبير في ارتفاع اسعار بعض الاسهم المصرية بشكل غير مبرر ولكن هذه طبيعتهم والسوق المصري قادر علي استيعابهم بدليل ما حدث عام 2006 حيث شهد مبيعات قوية للعرب ومع ذلك انهي العام علي ارتفاع نحو 10% مخالفا جميع الاسواق العربية الاخري خاصة الخليجية. واشار محمود الي ان المستثمرين الذين خرجوا من السوق هم المضاربون الذين دخلوا السوق وصعدوا بمؤشر كاس 30 الي 8200 نقطة.. ولكن لا يزال هناك عدد كبير من المستثمرين العرب الذين دخلوا السوق منذ سنوات ومستمرين فيه لانهم يعلمون جيدا قوة السوق المصري. واستبعد هاني محمود تأثر البورصة المصرية سلبيا بخروج العرب في بعض الاوقات لان السوق المصري اكثر عمقا ومصنف من الأسواق الناشئة ولذلك لا يجب مقارنته باداء الاسواق الخليجية كما ان الاقتصاد المصري يتسم بالتنوع والتغييرات الاقتصادية في مصر فعالة. واوضح ان خروج العرب من بعض الاسواق الخليجية مثل اسواق الامارات ادي الي تراجعها بقوة ولم تستطع التعافي حتي الآن .. اما في مصر فقد شهد العام الماضي خروج كثير من العرب من البورصة الا ان النتيجة النهائية كانت صعود السوق .. وقد يكون السبب في ذلك ايضا ان البورصة المصرية بها تنوع من حيث المستثمرين فلدينا أجانب وعرب ومؤسسات مثل صناديق الاستثمار والبنوك وشركات التأمين والافراد المصريون بعكس اسواق اخري يسيطر علي تعاملاتها الافراد فقط . مخاطر السوق واشار مدير مبيعات الخليج بشركة التجاري الدولي للسمسرة الي ان هناك نوعان من المخاطر بالسوق المصري الاول الحركات التي تمت في تايلاند وروسيا كاسواق ناشئة والتي تمثلت في وضع قيود علي الاستثمار بهما وأثرت بالتالي علي توجه الاموال للاسواق الناشئة .. وهذه المخاطر غير موجودة بالنسبة للسوق المصري حيث تؤكد الحكومة علي ازالة كافة القيود امام الاستثمار الاجنبي .. اما المخاطر الاخري فتتمثل في ربط السوق المصري باسواق الخليج التي اخذت اتجاها نزوليا .. وهذا ايضا لابد من استبعاده لان السوق المصري لابد ان يقارن بالاسواق الناشئة الاخري وليس بالأسواق الخليجية . وحول مدي رخص السوق المصري حاليا أوضح هاني محمود أن متوسط مكرر الربحية في مصر حاليا 11 مرة وبالتالي البورصة المصرية ليست غالية وليست رخيصة .. وبناء عليه اتوقع ان تكون هناك حركة تصحيح غير عنيفة خاصة بالنسبة للاسهم التي ارتفعت اسعارها بدون مبرر.. مشيرا ان الحركة التصحيحية في حالة حدوثها ستؤدي الي اتجاه المستثمرين بصورة اكبر للاستثمار والتقليل من المضاربات خاصة ان الافراد الذين دخلوا السوق مع اكتتاب المصرية للاتصالات اكتسبوا قدرا من الوعي سيؤهلهم لاختيار الاسهم الجيدة والبعد عن الأسهم غير الجيدة . وبالنسبة للاموال العربية توقع هاني محمود ان يدخل العرب من جديد الي السوق المصري وبقوة خاصة ان المستثمرين الذين خرجوا بشكل عنيف العام الماضي وجدوا انهم خسروا بخروجهم وانهم اتخذوا قرارا خاطئا مع انهاء السوق العام مرتفعا 10%. تعاملات محدودة واضاف حسام ابو شملة مدير البحوث بشركة عربية اون لاين للسمسرة ان نسبة تعاملات العرب في السوق المصرية ليست كبيرة حيث لا تتجاوز 10% وبالتالي فان تأثيرهم محدود ولكن قيام المستثمرين الافراد المصريين بتتبعهم يؤدي الي تراجع السوق . واوضح ان المستثمر العربي بطبيعته مضارب عنيف ولذلك لابد من مزيد من الوعي لدي المستثمرين الافراد بأن خروج المستثمر العربي في اي يوم لا يجب ان يؤثر علي التعاملات في ظل وجود اجانب يقومون بالشراء وكذلك سيطرة المصريين علي نحو 75% من التعاملات. وطالب ابو شملة بضرورة دراسة الشركات قبل الاستثمار فيها وعدم الانسياق وراء الشائعات والشركات الخاسرة لمجرد قيامها بتجزئة الاسهم مشيرا الي ان البورصة بها حاليا عدة انواع من الاسهم وهي اسهم الشركات الكبري وهذه تؤثر في المؤشر بصورة كبيرة واسهم لا تتحرك وستتجه للارتفاع بمجرد ارتفاع السوق واسهم المضاربة وهذه شهدت ارتفاعات غير مبررة وتأثيرها سلبي علي البورصة وقد سحبت سيولة كبيرة من السوق خلال الفترة الماضية مشيرا الي انه من المتوقع ان تخرج السيولة من هذه الاسهم ليتم ضخها من جديد في الاسهم الجيدة ليعاود السوق الارتفاع.