أعلنت الدوائر الصينية المالية المختصة أنها قررت الحفاظ علي المعدلات الحالية لسعر صرف اليوان علي الرغم من الضغوطات الكبيرة التي تمارسها الولاياتالمتحدة ودول غربية أخري علي بكين، لتحرير وتعويم عملتها منعا لإغراق الأسواق العالمية بالبضائع الصينية الرخيصة. وقال بيان المصرف المركزي الصيني إن إجراءات خاصة ستتخذ للحفاظ علي معدلات صرف ثابتة لليوان كما سيتم السيطرة علي معدلات نمو الإنفاق الاستثماري. وتابع البيان الذي يأتي في أعقاب اجتماع تقييم الأداء النقدي للربع الأخير من العام 2006 علي ضرورة العمل علي توسيع وتنمية السوق المحلية. وقالت وكالة للأنباء إن الإعلان الصيني يأتي بعد أسبوعين فقط من زيارة لمسئولين أمريكيين رفيعي المستوي إلي بكين بحثوا خلالها ملف تحرير أسعار صرف اليوان دون أي نجاح يذكر. وكانت واشنطن قد أثارت منذ فترة مسألة سعر صرف اليوان بعدما تصاعدت احتجاجات الشركات الأمريكية من إغراق أسواق الولاياتالمتحدة بمنتجات رخيصة الثمن متهمين بكين بتعمد إبقاء اليوان تحت معدلات صرف منخفضة للاستفادة من فارق الأسعار في المنافسة. وتوجه علي إثر ذلك وفد أمريكي رفيع المستوي إلي بكين ترأسه وزير الخزينة هنري بولسون ورئيس المصرف الاحتياطي الفيدرالي بن برنانك في محاولة لوقف تدهور الميزان التجاري البيني الذي سجل هذا العام فارقا يقدر بزهاء 229 مليار دولار لمصلحة الصين. وترافق هذا الإعلان مع تحذيرات أطلقها خبراء لفتوا فيها إلي التهديدات المستقبلية التي قد تؤدي إلي تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي. وكانت بكين قد اضطرت تحت وطأة الضغوط الأمريكية إلي رفع سعر عملتها 1.2% وصولا إلي 5.3% إلا أن واشنطن اعتبرت هذه الخطوة غير كافية. يشار إلي أن المفاوضات الأمريكية الصينية تناولت في السابق أيضا إمكانية تنمية السوق المحلية الصينية لاستيعاب الحجم الهائل للإنتاج الصناعي غير أن بكين كشفت أن مساعيها لتنمية الطلب المحلي لم تسجل نجاحا كبيرا.