انقسمت الندوة التي اقامتها قناة العربية علي هامش مؤتمر ملتقي القاهرة الدولي للاستثمار والأعمال إلي اتجاهين الأول يشيد بمناخ الاستثمار في مصر وجهود الحكومة في ازالة العوائق التي تواجهه، والثاني يطالب الحكومة بتحقيق العدالة الاجتماعية والانحياز لصالح الفقراء الذين لا يشعرون بنتائج زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلي مصر ولم تتغير أوضاعهم المعيشية بل تشير الاحصاءات إلي تزايد حجم الفقر في مصر وتزايد معدلات البطالة!! ساند الاتجاه الأول مقتطفات اذاعتها قناة العربية لآراء رجال الأعمال العرب اشادوا فيها بخطوات تخفيض الضرائب والجمارك والفرص الاستثمارية التي تقدمها الحكومة ومساندتها والتزامها ببرناج الاصلاح الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال. وساند الاتجاه الثاني لقطات مع رجل الشارع المصري الذي شكا من ارتفاع الاسعار وثبات المرتبات. قال أحد الشباب في الحلقة إنه يشعر بأن الحكومة بتصريحاتها الوردية تحكم شعبا آخر غير الشعب المصري بينما قالت احدي السيدات إنها لا تشعر ببرنامج "الاستصلاح" الاقتصادي ولم تسمع عنه!! هذه الاراء أدت إلي ارتفاع درجة سخونة الحوار الذي أدارته الاعلامية لميس الحديدي مع د.محمود محيي الدين وزير الاستثمار والمهندس نجيب ساويرس رئيس مجموعة أوراسكوم تيليكوم وياسر الملواني رئيس المجموعة المالية هيرميس القابضة ومنير فخري عبدالنور رجل الأعمال والأمين العام لحزب الوفد فيما تغيب مرزوق الخرافي العضو المنتدب لشركة أمريكانا عن الحلقة التي تذاع الواحدة ظهرا غد الخميس وتعاد اذاعتها في منتصف ليس نفس اليوم. بدأت الندوة بتوجيه السؤال إلي د.محمود محيي الدين حول أسباب عدم شعور المواطن بآثار ارتفاع معدلات النمو وزيادة الاستثمارات الأجنبية والاتهام أن زيادة الاستثمارات ترجع إلي بيع أصول الدولة أكثر من إنشاء مشروعات جديدة. وأجاب د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار أن معدلات الاستثمارات الأجنبية ارتفعت من 2 مليار دولار منذ عامين إلي 1.6 مليار دولار وأن استثمارات قطاع البترول والنفط كانت تمثل نسبة 80% من هذه الاستثمارات أصبحت اليوم تمثل 30% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية وأشار وزير الاستثمار إلي أن إجمالي الاستثمارات التي جاءت نتيجة الاستحواذ أو بيع الاصول التي يملكها القطاع العام والافراد لا تتعدي نسبة 15% لكن الناس تنحاز بشكل عاطفي للدفاع عن الاصول التابعة للقطاع العام من جانب آخر لاتوجد جهة محددة قامت بقياس اراء المواطنين بشكل علمي. * وسألت الاعلامية لميس الحديدي وزير الاستثمار هل أنت إذن راضي عن مناخ الاستثمار وأجاب د.محمود محيي الدين لو رضيت عن مناخ الاستثمار ستكون مهمتي قد انتهت لكن لابد أن نأخذ في الاعتبار أن مناخ الاستثمار يواجه الكثيرمن التحديات وخلال العامين الماضيين حدث تطور مهم واضح في الاصلاحات الجمركية والضرائب بتوجيه من رئيس الدولة إلي المسئولين والوزراء ومازال هناك طريق طويل لأن المستثمر لايزال يعاني من مشكلات عديدة منها تحديات الحصول علي التمويل وعدم جودة المرافق الاساسية. وسألت لميس الحديدي المهندس نجيب ساويرس عن الاشادة التي يقدمها رجال الأعمال حول مناخ الاستثمار وقالت إن ذلك يجعلنا نشعر بأن المستثمر يعيش في نعيم هل تشعر أنك تعيش في نعيم وقد صرحت فيما قبل أنك لم تستثمر مليما واحدا اثناء حكومة الدكتور عاطف عبيد فهل هذا صحيح.؟ ورد ساويرس قائلا نعم هذا صحيح لانها كانت حكومة معوقة وبطيئة وأدت الي توقف قطاعات الدولة لمدة خمس سنوات كما اننا لا يمكن الاعتماد الي تقارير البنك الدولي التي تضع مصر في مرتبة متأخرة في مجال الاعمال لانها مؤسسة بيروقراطية وبطيئة لانه لا يمكن لأي شخص ان ينكر انه حدث تحول جذري في مصر فكنا نتكلم في السابق عن عوائق في الجمارك والضرائب وأول قوانين اصدرتها حكومة نظيف كانت لاصلاح الجمارك والضرائب كما زادت جولات الترويج لجذب الاستثمارات لمصر ولم تعد جولات "للشحاتة" المهم ان هذه الروح والجودة في الاداء علي مستويات الصفين الأول والثاني في الحكومة المصرية يجب ان نصل بها الي الصف العاشر والي موظف الجمارك الذي يتحايل رغم هذا المناخ الجمركي الجيد. وتساءلت الحديدي لكنك تستثمر خارج مصر في عدة دول افريقية واسيوية واوروبية؟ ورد ساويرس نعم لأنني بلغت اقصي حد للاستثمار داخل مصر فلا استطيع علي سبيل المثال ان اشتري الرخصة الثالثة للمحمول وبصراحة عائلتي هي اكبر مستثمر في مصر بحصة سوق تبلغ 25% من رأسمال البورصة لذلك كان علي أن اتوجه الي الخارج. وسألت مقدمة البرنامج ياسر الملواني.. قمتم بشراء بنك عودة اللبناني رغم وجود عدد كبير من البنوك المصرية مطروحة للبيع فما السبب في هذا التوجه الي خارج مصر؟