كيف ينظر كبار رجال الأعمال والمستثمرون العرب إلي الاستثمار المصري.. وماذا يطلبون لكي يصبح أكثر جاذبية؟ كان ذلك هو السؤال الرئيسي الذي طرحته "العالم اليوم" علي نخبة من رجال الأعمال العرب الذين شاركوا في ملتقي القاهرة للاستثمار الذي اختتم أعماله الاسبوع الماضي ويأتي ذلك في اطار التركيز والأولوية التي تعطيها مصر لجذب الاستثمارات العربية والتي قام رئيس الوزراء د.أحمد نظيف في ضوئها بجولته الخليجية الأخيرة. أجمع المستثمرون علي جودة المناخ الاستثماري في مصر ولكنهم أكدوا أن أكبر داء يعكر من صفو ذلك المناخ هو البيروقراطية وخاصة من جانب صغار الموظفين، كما أوضح بعضهم انهم في انتظار التطبيق الفعلي لما طرحته الحكومة عليهم لدخول السوق المصري. يلفت الشيخ صالح كامل رئيس مجموعة دلة البركة إلي أن البيروقراطية والروتين هما الداء الكبير الذي يعيق تدفق الاستثمارات إلي مصر. وأكد ان السوق المصري به سيولة كبيرة ولكن الآليات المتاحة للاستثمار لا تساعد علي امتصاص هذه السيولة موضحا ان المستثمرين الآن ليسوا مثل أيام السبعينيات والثمانينيات يبحثون عن فكرة وينتظرون حتي تعطي عوائدها وانما اصبح هناك ملايين المستثمرين الصغار الذين يفتقدون للأموال الكافية وللوقت الكافي وبالتالي يبحثون عن المشروعات الجاهزة السريعة، وهو الأمر الذي يجب مراعاته وتلبيته في السوق. كما يري فهد الابراهيم مدير عام المؤسسة العربية لضمان الاستثمار ومقرها الكويت ان الجهود الاصلاحية التي بذلتها مصر في مجالات متعددة من ضرائب وجمارك ونظام مصرفي واسراع عملية الخصخصة قد انعكست علي حجم الاستثمار في مصر وتوقع ان يتضاعف حجم الاستثمار في مصر العام القادم اذا استمرت الجهود بنفس الوتيرة ويوضح ان مصر تأتي في المرتبة الرابعة علي قائمة الدول المستفيدة من الضمانات التي تقدمها المؤسسة العربية لضمان الاستثمار بعد المملكة العربية السعودية ولبنان والسودان، وتصل حجم الاستثمارات التي قدمتها المؤسسة لمصر حوالي 300 مليون دولار. ويؤكد الفهد ان اتجاه استثمارات القطاع الخاص الكويتي لمصر هو خير شهادة للثقة في الاقتصاد المصري لأن القطاع الخاص لا يتوجه إلا للمناخ الاستثماري الجاذب. ومن جانبه يري جعفر عويضة ممثل شركة الامتياز الكويتية والتي تعمل في مجال رأس المال وادارة الأصول والاستثمار ان ما طرحته الحكومة المصرية عن مناخ الاستثمار يعتبر مشجعاً لشركتهم علي دخول مصر بعد ان استثمرت في قطر والبحرين ومشيرا إلي ان المحك الرئيسي في ذلك هو التطبيق الفعلي لوعود الحكومة مما يجذب الكثير من الاستثمارات العربية. ويتفق معه في ذلك سعود بن عبد العزيز التخيفي رئيس مجموعة التخيفي للاستثمارالعقاري ويلفت إلي ان شركتهم لديها استثمارات عقارية بالفعل في مصر حيث تعد ثاني دولة بعد لبنان في حجم استثماراتها، ويطالب بمزيد من تسهيل الإجراءات لتشجيع المستثمرين. كما يلفت فرانس محمد العودة نائب العضو المنتدب بالمجموعة التعليمية القابضة الكويتية إلي أن المجموعة تدرس الدخول في سوق التعليم المصري بعد ان اصبح المناخ الاستثماري في مصر شديد الجاذبية، وأنهم بصدد الانتهاء من تحديد المرحلة التعليمية التي يمكنهم البدء بها في مصر. أما عبد الرحمن الزامل رئيس مجموعة الزامل الاستثمارية السعودية فيرصد أهم المشاكل في البيروقراطية وعدم تطور عقلية صغار الموظفين التي مازالت من أهم عوائق الاستثمار في المنطقة العربية عموما ومنها مصر. ويطالب الزامل بمزيد من القابلية للنقد حتي يمكن تصحيح الأخطاء مشيرا إلي أن المؤسسات الدولية تقيمنا وترصد مشكلاتنا ليس حبا فينا ولكن لتخدم مستثمريها الذين يريدون المعلومة الصحيحة من هذه المؤسسات عن الدول المعنية قبل التوجه للاستثمار فيها. ويؤكد ان مناخ الاستثمار في مصر جيد بدليل انه يستثمر في مصر منذ عشر سنوات في قطاعي الحديد والبيتروكيماويات ويصدر منها إلي 22 دولة. وعن مشكلات سوق الحديد في مصر قال الزامل : ان حديد البناء به مشكلات في كل الدولة العربية بما فيها المملكة العربية السعودية رغم ان سوق الحديد بها منفتح وليس به أية حماية وبررذلك بأن ازمة الحديد عالمية وليس محلية. وأخيرا يري رؤوف أبوزكي رئيس مجموعة الاقتصاد والاعمال بلبنان ان الاستثمار المصري يشهد ثورة في الوقت الحالي ومع ذلك يحتاج لمزيد من التسهيلات الادارية ومزيد من الحوافز لجذب المستثمر.