في بادرة أمل جديدة وترجمة فورية للواقع التكنولوجي الذي تعيشه مصر حاليا أعلن الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء عن بدء إطلاق أول جامعة الكترونية لتعمل في مصر بداية من الموسم القادم 2007/2008 . وأجمع خبراء التكنولوجيا في مصر علي أن هناك العديد من المزايا والإيجابيات لاطلاق هذه الجامعة. واشاروا الي ميزة توفير الوقت والجهد وتوافر المعلومات من خلال التعليم الالكتروني. لكن ارتفاع تكاليف هذا النوع من التعليم والأمية التكنولوجية قد يكونان العائق الاساسي أمام نجاح هذا الاتجاه مما يستدعي ضرورة الاهتمام بإعداد وتأهيل الموارد البشرية. واكد الخبراء ان لدينا الكفاءات القادرة علي إنتاج محتوي التعليم التكنولوجي وإن كان هذا لا يمنع من التعاون مع الخبرات الاجنبية للوقوف علي أحدث الأساليب والتقنيات. يقول الدكتور محمد العزب رئيس الجمعية الأهلية للتنمية التكنولوجية والبشرية إن الإعلان عن إطلاق أول جامعة الكترونية هو خير دليل علي أننا نمضي قدما نحو مزيد من التطور التكنولوجي. واشار إلي أن أساليب التعليم المختلفة ظهرت من خلال أسلوبين أساسيين الأول مرتبط بالعلم والطالب والفصل والأسلوب.. والثاني هو التعليم عن بعد وهي طريقة قديمة بدأت من خلال التليفزيون ومع التطور التكنولوجي الهائل ظهرت بعد ذلك ال سي دي ثم بدأت الطفرة مع ظهور الانترنت وبالتالي أصبح الطالب والمعلم في حل من وجودهما عاً في مكان واحد. ومن هنا جاء التعليم الالكتروني المتزامن وهو أن المدرس يكون موجودا علي الانترنت والطالب معه في نفس اللحظة يتلقي دروسه، وهناك التعليم الالكتروني غير المتزامن وهو أن المدرس يضع محاضراته الخاصة به علي موقع خاص عبر الانترنت يدخل اليه الطالب ليستفيد من المحاضرات. وأضاف أن مثل هذه التقنية لابد أن تتوافر لها خدمة الانترنت السريع وهو موجود بالفعل. واشار الي أن الحكومة في حاجة ماسة إلي تضافر جهود الجمعيات الأهلية والعلمية والقطاع الخاص الذي عليه أن يدخل في مشروعات عملاقة في هذا الاتجاه حتي يساعد علي توفير الثقافة. اضاف اننا اصبحنا في عصر العولمة لذلك فلابد من تبادل الخبرات وهو أمر ضروري لمعرفة كل ما هو جديد ومبتكر مهما كان لدينا الخبرات والكفاءات المتخصصة في هذا المجال وعلينا ان نعلم أن لدينا كفاءات وكودار مصرية في مجال التكنولوجيا ولكن في خارج مصر فلماذا لا نستعين بهم في السوق. فائدة للجميع واكد د. العزب أن "الجامعة الالكترونية" لها فوائد عديدة لجميع شرائح المجتمع وليس الطالب فقط. فقد يريد احد الافراد ان يكمل تعليمه وقد لا يكون لديه متسع من الوقت بسبب عمله لذلك فمن الممكن أن يجلس امام الكمبيوتر في عمله أو في منزله ومن ثم الدخول علي شبكة الانترنت والبحث عن المحاضرات والكتب والابحاث التي يرغب في الاطلاع عليها كما تساهم في تنمية المجتمع تكنولوجيا لأنه اسلوب جديد في التعليم نحن في أمس الحاجة إليه. من جانبه اوضح ابراهيم سرحان العضو المنتدب لشركة راية القابضة ايه فاينانس أن التعليم الالكتروني سيضيف الكثير إلي المجتمع المصري ليس في مجال التعليم فقط وانما علي كافة المجالات ويكفي أنه سيساهم في محو الامية التكنولوجية تلك المشكلة التي تسبب عائقا حقيقيا حالياً مؤكداً أن العالم اصبح مفتوحاً عبر شبكات الانترنت وهناك نقلة حقيقية نشعر بها فالطالب بذلك تصبح لديه القدرة علي الاطلاع وبسهولة علي أي من المحاضرات أو الكتب أو الابحاث عبر الانترنت وبذلك ستصبح المعلومة متوافرة ولكن السؤال كيف نستعمل ذلك للخروج بأفضل النتائج لأن الفرق بيننا وبين الدول الاخري تتمثل في كيفية الحصول علي المعلومة واستغلالها. تقليل التكلفة واكد سرحان ان ارتفاع تكاليف التعليم الالكتروني قد تكون عائقا وتحديا حقيقيا امام الاستفادة منه لذلك فلابد أن تكون "الكورسات" رخيصة الثمن حتي تكون في متناول شريحة أكبر من الجمهور حتي يستفيدون من هذه الخاصية والحكومة عليها ان تتبني هذا المجال بنفس الجودة التي عليها في الخارج. وطالب بضرورة تأهيل وإعداد الافراد من خلال برامج ودورات يستخدم فيها برامج تكنولوجية ولابد أن تكون هناك مبادرة بتخريج دفعات مؤهلة من المدارس الثانوية. واكد أننا لدينا كفاءات وخبراء في مجال التكنولوجيا وشركات قادرة علي انتاج محتوي التعليم الالكتروني ولكن هذا لا يمنع من الاستفادة بالخبرات الاجنبية وعمل تعاون مشترك معهم واتفاقيات تعليمية مع جامعات خارجية في هذا المجال. واضاف أن "التعليم الالكتروني" في مصر سيكون له فوائد عديدة للجمهور وسيتيح فرصا أكثر في سوق العمل الخارجي في مجال ال "it" وبذلك يكون الطالب قد تساوي بالجامعات الخاصة ويحصل علي تمييز مماثل للجامعات الاجنبية ذات النفقات العالية. كما أن السوق المصري اصبح في احتياج شديد لهذا النموذج ولهؤلاء الخبراء خاصة أن مجال التكنولوجيا في مصر في نمو متزايد وبمعدلات كبيرة وعندما نبحث عن هذه النوعية تكون غير موجودة للأسف. خطوة في وقتها ومن جانبه اوضح حاتم علي مدير الشئون الفنية بشركة iss لأمن المعلومات أن اعلان الدكتور نظيف رئيس مجلس الوزراء عن اطلاق اول جامعة الكترونية في مصر تعمل بداية الموسم القادم هي بادرة عظيمة وفريدة من نوعها وجاءت في وقتها تماماً واستثمار كل ما هو متاح من امكانيات وموارد خاصة بعد الشوط الطويل الذي قطعناه في مصر من اجل النهوض بركب التكنولوجيا والتطوير.. اكد ان التعليم الالكتروني في مصر هو بمثابة اضافة جديدة في مجال التكنولوجيا بوجه عام ومجال التعليم علي وجه الخصوص مشيراً إلي ان الجامعة الالكترونية ستساعد بقدر كبير جداً في توفير الوقت والجهد لطلاب فمن خلالها يمكن للطالب أن يطلع علي أية مكتبة موجودة في أي من المحافظات وفي أقل وقت وجهد بدلاً من عناء السفر والبحث وقد يكون الكتاب الذي يبحث عنه غير متوافر في مكتبة ما ولكن من خلال البحث عنه عبر الانترنت سيكون من السهل الحصول عليه ويقرأ بل ويمكن تحميله والاحتفاظ به علي جهاز الكمبيوتر الخاص به. كما أن الاستاذ الجامعي سيمكنه إلقاء محاضراته عبر الانترنت من خلال موقع معين ويراه الطالب وهو في منزله ويتابع المحاضرة كاملة. معوقات وتحديات وأوضح ان هذا النظام قد تكون له عدة معوقات أو تحديات تحد من تطبيقه بعض المناطق في مصر خاصة الناطق الريفية والجبلية والتي غالباً ما تكون بها "أمية تكنولوجية" إلا في اضيق الحدود لأن ذلك يحتاج إلي قدرة ذهنية ومالية قد لا تتوافر عند الكثير من ابناء هذه المناطق إلي جانب ذلك فالوعي مفقود. واشار إلي أنه لابد من اعداد وتأهيل الجمهور لاستيعاب هذا العمل الكبير من اجل الاستفادة به والخروج بأفضل النتائج والشعور بأنه اضاف إلينا الكثير والتأهيل يكون من خلال دورات وكورسات معدة من قبل الجهات والهيئات المتخصصة كما أن الجامعات الالكترونية عليها في البداية أن تقدم محاضرات تقوية وكورسات من اجل تدريب وتأهيل الطلاب وكيفية التعامل من خلال الجامعة الالكترونية. واضاف حاتم علي أننا لسنا في حاجة إلي الاستعانة بخبراء اجانب أو متخصصين لأن لدينا الكوادر المتخصصة والقادرة علي التمهيد لذلك ومن ثم الاستفادة والخروج بأفضل النتائج فهناك شركات لدينا في مصر قادرة علي انتاج محتوي التعليم اللازم وهناك جامعات خاصة بذلك مثل الجامعة الامريكية فمصر مليئة بالخبرات والكفاءات في مختلف المجالات خاصة مجال التكنولوجيا.