تتعاون مصر وألمانيا منذ أكثر من عشر سنوات لتطبيق أهم مشروع تدريبي في مجال التعليم "مبارك كول" الذي يعد جزءا من التعاون التقني بينجمهورية مصر العربية وألمانيا الاتحادية ويهدف إلي تقديم تعاون (مزدوج) التعليم المهني ونظم التدريب التي ستساند الصناعات الحديثة في مدينة العاشر من رمضان وذلك عن طريق التدريب الجيد للعمال (الفنيين) حيث يتم تنظيم المشروع عن طريق التعاون بين كل من وزارة التربية والتعليم وجمعية المستثمرين بالعاشر من رمضان والجانب الالماني. بدأ مشروع مبارك كول في عام 1995 وهو يخدم قطاع التعليم الفني الذي يتميز بالجمع بين الدراسة النظرية في المدرسة والتدريب العملي في المصانع حيث يشترك في المشروع الجانب الالماني متمثلا في الخبراء والجانب المصري متمثلا في وزارة التربية والتعليم وجمعيات المستثمرين ورجال الأعمال في المدن المصرية المختلفة. يقضي الطلاب أربعة أيام أسبوعيا في المصنع لتطوير مهاراتهم العملية والفنية ويقضون يومين في المدرسة لدراسة المواد لنظرية، يتم تطبيق هذا النظام بمدرسة "طلعت حرب الثانوية الصناعية المشتركة للنظام المزدوج (مبارك كول)، المجالات المتاحة بالمدرسة هي: "ميكانيكا المصانع الكتروني مصانع، وفني صناعة ملابس جاهزة مساعد فني إداري مصانع مساعد فني شحن وتفريغ، فني تبريد وفني نجارة.. ويهدف (مبارك كول) إلي توفير العمالة الفنية الماهرة المدربة علي أسس علمية وتوفير فرص عمل جيدة للشباب في المصانع وهذا سوف يؤدي بدوره إلي الاستغناء عن استدعاء خبراء من الخارج لاصلاح وصيانة المعدات بالمصانع. منذ الثمانينيات كانت المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة بالقطاع الرسمي وغير الرسمي يعمل بها حوالي 3.7 مليون شخص أي حوالي 38% من إجمالي التشغيل وحسب احصائيات عام 1998 فإن تكلفة خلق فرصة عمل واحدة في المنشآت الصغيرة والمتوسطة منخفضة للغاية (لا تزيد علي 10 آلاف جنيه). ومؤخرا استعرض الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم ما تم تحقيقه من انجازات خلال السنوات العشر التي شهدها المشروع الذي يتعرض للتعليم الفني في مصر باعتباره احد ركائز التنمية لتلبية احتياجات سوق العمل وايجاد فرص للعمل امام الخريجين. واشار الدكتور الجمل إلي دور رجال الاعمال والمستثمرين في دعم البرنامج من حيث اتاحة فرص التدريب للطلاب في المصانع وتشجيع المبادرات الناجحة في التعليم الفني. وكانت حملة من الانتقادات قد استهدفت رجال الأعمال والمستثمرين تدور كلها حول تجاهلهم لهذا المشروع وعدم الاستفادة منه أو دعمه منذ بدء العمل به 1995 وخاصة ان المدارس المنضمة للمشروع لم تتعد ال43 مدرسة حتي الآن. تفعيل البرنامج في البداية يدافع المهندس علي أحمد مدير برنامج "مبارك - كول" عن المشروع وعما يوجه للمشروع من انتقادات موضحا ان خطة التطوير التي تقوم بها وزارة التعليم حاليا تتضمن الاهتمام بتطوير كل ما يتعلق بالتعليم الفني من حيث تطوير المناهج الدراسية وزيادة دعم ومخصصات المواد الخام وزيادة فرص التدريب للطلاب وادخال مهن تحقق متطلبات سوق العمل في ظل المنافسة العلمية، ولما كان المشروع يرتبط ارتباطا وثيقا برفع كفاءة التعليم الفني فالوزارة لا تمانع في خدمته وكذا المصانع الخاصة في كثير من مناطق مصر. ويؤكد مدير برنامج "مبارك - كول" أن تلك الانتقادات لن توقف مسيرة مشروع مهم مثل هذا مدللا علي ذلك بأن هذا العام سيتم تفعيل الاتفاق الموقع مع الجانب الألماني لتنفيذ برنامج التدريب غير الرسمي للعمالة غير المؤهلة وبدون حرف وتأهيلها لسوق العمل تحت مظلة برنامج مبارك - كول وتدريبهم بمدارس مبارك - كول او المراكز التدريبية التابعة للكفاية الانتاجية في اطار الاتفاقية الموقعة بين وزارة التجارة والصناعة. ويضيف المهندس علي أحمد ان خطة هذا العام تشمل التخصصات والمهن في محافظات بورسعيد وسوهاج والمنيا والفيوم في 22 مهنة، كما تم تخريج 3500 طالب في 30 تخصصاً وسوف يبلغ عدد طلاب العام 181 الف طالب وطالبة في جميع التخصصات، مشيرا إلي أن هناك لجانا مشتركة بين البرنامج وقطاع رجال الأعمال والصناعة لبحث التوسع الرأسي في بعض المدارس من حيث التدريب وايجاد فرص العمل وتوفير المجالات التي تناسب طبيعة عملهم بما يوفر العمالة. وقال انه سيتم هذا العام اعتماد تدريب معلمي التعليم الفني بمن فيهم معلمون مبارك - كول علي 8 تخصصات، ملمحا إلي أن هناك توسعات في بعض التخصصات في محافظات اسيوط وبورسعيد وسوهاج والمنيا والفيوم وتشمل التخصصات الآتية: "فني نجارة أثاث- الكتروني صناعي- اصلاح وصيانة معدات ميكانيكية، سيارات- تركيبات كهربائية- صحي وغاز"