كثير من الفئات المهمشة تغيرت خريطة حياتها ومستقبلها وتزايدت فرص انضمامها الي التيار الرئيسي للمجتمع بفضل الكمبيوتر. وفي مجال محو الامية سواء للصغار والكبار حقق استخدام الحاسب الآلي نجاحا هائلا قلص نسبة التسرب وضاعف من نسبة النجاح. وتستخدم الآن 16محافظة مصرية برنامجا لمحو الامية باستخدام الكمبيوتر. ويقول الخبراء ان التعامل مع الكمبيوتر يمكن ان يكون عامل اغراء لجذب اطفال الشوارع نحو برامج تغير حياتهم خاصة ان بعضهم يرتاد بالفعل مقاهي الانترنت ويمتلكون حسابات بريد الكترونيا. أكد الدكتور رأفت رضوان رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار أن استخدام التكنولوجيا الحديثة هو مخطط مستقبلي إجباري وأحد مكونات برامج محو الأمية الآن، وخاصة برامج تعليم القراءة والكتابة. وهذه البرامج تم تنفيذها بالفعل في مشروع تجريبي بالتعاون مع وزارة الاتصالات والمجلس القومي للمرأة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بتمويل من المعونة الإيطالية لتقديم نموذج يستخدم الكمبيوتر في محو الأمية، وتم تنفيذ هذا النموذج في محافظتي الفيوم والقليوبية ونجح في تقليل زمن تعليم القراءة والكتابة وزيادة نسبة الالتحاق ببرنامج محو الامية خاصة صغار السن وتقليل نسبة التسرب خلال فترة تنفيذ البرنامج وأدي نجاح هذه التجربة إلي توقيع اتفاق مع وزارة الاتصالات لتنفيذ برامج محو الامية في أندية تكنولوجيا الوزارة والتي وصل عددها إلي 200 مركز كما تقوم الوزارة بتوفير المادة التعليمية علي وسائط الكترونية، بالإضافة إلي المدرسين وتدريبهم والهيئة ملتزمة بدفع التكاليف الخاصة بالبرامج. وهذا أدي إلي تعيمم البرنامج حتي الآن في 16محافظة وتمتد البرامج وفقا لمنهجية تركز علي قياس العائد في مجاليين الأول تعليم القراءة والكتابة والثاني مهارة استخدام الحاسب في الكتابة حيث يمكن في المستقبل استخدام هؤلاء الخريجين في المشروعات المرتبطة بإدخال البيانات في المناطق التي يقيمون فيها. التسرب والاستمرار وعن مدي استمرار الدارسين بمحو الأمية أكد أن برامج محو الامية توجد بها نسبة تسمي الاستمرار وأخري تسمي التسرب، ومع دخول الكمبيوتر انخفضت نسبة التسرب لتصل إلي أقل من 25% بعدما كانت تتراوج بين 50 % و35% في الفصول العادية، كما ارتفعت نسبة النجاح لتصل إلي 80% بعدما كانت 50% تقريباً. وفيما يتعلق بمتوسط الزمن انخفضت المدة إلي 6:7شهور بعدما كانت فترة الدراسة من 9:10 شهور وفي البرامج العادية يشير الي أن برامج محو الامية تركز علي صغار السن أي الفئة العمرية التي تترواح مابين 15 و25 عاما تقريباً. ويشير الدكتور إكرام عبد الجواد مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الي أن تعليم الكمبيوتر مع محو الأمية أصبح الآن علي التوازي ولدينا برامج لمحو الامية وتعليم القراءة والكتابة من خلال الكمبيوتر حيث يعتبر الكمبيوتر عاملا مشوقا وبه ألفة لهم والدليل علي ذلك التجربة الجميلة في محاولة أمية المرأة في الريف ونتائجها الجميلة التي حصلنا عليها. ويضيف أنه تم الإنتهاء من الاتفاق علي شراء نظام الامتحان الخاصه ب "ICDL" وسيتم إتاحتها لجميع أفراد الشعب في فترة وجيزة ولكن سنبدأ بالطلاب والمدرسين، والنظار واساتذه الجامعات والمعيدين وجميع العاملين بمجال التعليم والحكومة والدولة، كما ستقوم وزارة الاتصالات باتاحتها للمتدربين ،وهذه فرصة عظيمة لمحو أمية الشباب في التكنولوجيا وإستخدام المقاييس العالمية والالمام بها خاصة وأن هذه الشهادة معتمدة ومعترف بها في جميع دول العالم لانها شهادة عالمية. تحدي "الايكان" وفيما يتعلق بمساعدة اطفال الشوارع يؤكد ا. د محمد الزغبي عميد كلية التربية النوعية ببورسعيد أن اطفال الشوارع يمكنهم أستخدام الكمبيوتر بل ومن الممكن أن نعتبره عاملا محفزا للقضاء علي أميتهم. كما أن أطفال الشوارع ظاهرة تستدعي الأنتباه للوقوف، علي الأسباب التي أدت إلي انتشارها. ويؤكد الدكتور نعيم شلبي وكيل المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببورسعيد انه من خلال احتكاك بعض المتخصصين بنوعية من نوعيات هؤلاء الاطفال تبين أن بعضهم يستطيع ممارسة حرف معينة كما يوجد بعض منهم يستطيع الدخول علي شبكات الانترنت ويجلسون بمقاهي النت ولهم ايميلات ولديه ما يؤهلهم من القدرات والامكانيات وان وجدوا القنوات السليمة والامكانيات وجهات تتبتهم وتعمل علي تحقيق طموحاتهم سيوجد منهم عناصر ايجابية تضاف الي عملية التنمية. ويؤكد أن هؤلاء الاطفال يستطيعون ان يتحدوا مؤسسة الايكان الامريكية ولكن بشرط هام هو تعديل سلوكهم حتي تستطيع الحصول علي كل مالديهم من افكار وطاقات وقدرات وللعلم انهم يستطيعون اختراق عالم الكمبيوتر واننا عندما تعرفنا علي فئة منهم عن قرب وجدنا لديهم مهارات غير عادية وغير متوافرة في بعض الشباب السوي سواء في الدخول علي شبكات الانترنت او المواقع والشات وفك الشفرات رغم انهم لم يحصلوا علي مستوي عال من التعليم ولكن عن طريق الممارسة والتقليد استطاعوا ان يكتسبوا هذه المهارة والخبرة وهذا لايجعلني استبعد ان يتحديا هؤلاء الاطفال مؤسسة الايكان ولكن كما قلت بعد توفير الرعاية الاجتماعية لهم وكل احتياجاتهم. ويضيف ان التكنولوجيا تلعب دورا كبيرا لذلك قام المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببورسعيد بتوفير التقنيات الحديثة للطلاب ومعامل الكمبيوتر ضمن برنامج التدريب العملي كما تم انشاء شبكة اتصالات معلوماتية وتم توصيلها بالانترنت. ويشير الدكتور طارق خاطررئيس جمعية المساعدة القانونية أن الكمبيوتر يستطيع ان يقضي علي الامية تماماً ففي الدول المتقدمة اصبح الأمي من ليس له علاقة بالكمبيوتر ووسائل التكنولوجيا الحديثة والتقنيات وليس بالورقة والقلم كما نقول نحن. ويضيف قائلاً أن اطفال الشوارع يستطيعون اختراق عالم الكمبيوتر بشرط مساندة المؤسسات لهم والكمبيوتر يقوم بمساعدة هؤلاء الاطفال ويحدث نقلة نفسية لهم وبذلك ننجح في الا يكونوا ناقمين علي المجتمع ومن الممكن ان يتحقق احلام اطفال الشوارع ويصبحوا مخترعين فالامريكان انفسهم كانت لديهم احلام في تطوير التكنولوجيا وهذا نعتبره طريق الألف ميل الذي يبدأ بخطوة.