نعم إنه سقوط غير مسبوق.. وهو سقوط يثير الحزن ويؤجج الغضب ويزيد من الإرهاب لأنه يغلق كل النوافذ ويسد كل الطرق أمام المظلوم لمجرد الاعتراف بحقه ناهيك عن استبداده لهذا الحق. عندما تطفأ كل الأنوار ويعم الظلام فليس أمامنا إلا أن نتوقع الفوضي والتخبط.. عندما يصبح الغاصب والمعتدي فوق الشرعية الدولية وفوق أي قانون وعندما يمارس القتل والتدمير ويمنحه الذي يريد وبالأسلوب الذي يحلو له.. وتقف أمريكا القوة الأعظم لكي تحول بين المجتمع الدولي بكل فاعليته وتنظيماته ودوله لإدانة المعتدي القاتل سافك دماء الأطفال وصاحب أشهر سجل اغتيالات واعتداءات وبلطجة في منطقة الشرق الأوسط هذا الكيان الصهيوني الذي أحال لبنان إلي دمار في مشهد غير مصدق.. وأمريكا دولة الحريات وحامي حمي حقوق الإنسان تطرب لما يحدث وتحث إسرائيل علي المزيد من القتل والتدمير وتحلم بشرق أوسط جديد تحركه كيفما تشاء تستولي علي بتروله وتستعبد شعوبه وتشكل قدره ومصيره مستعينة بترسانة من الأسلحة.. تحركه ان شاءت بكل تبجح وبغير ضمير تارة باستخدام مغالطات لا تنطلي علي صبية متخلفين عندما تجعل من دفع العدوان ورده إرهابا وعندما تبرر قتل الأطفال وتحطيم البنية التحتية وتدمير البلاد والعباد كل ذلك تطلق عليه "دفاع عن النفس". لقد تجبرت أمريكا وتكبرت وأصبحت هوايتها العرب والمسلمين والشرق الأوسط وأصبحت الإدارة الأمريكية القائمة في تلك الحقبة لا تمثل أبداً هذا الشعب الأمريكي الذي دافع عن الحرية والذي انتصر للضعفاء والذي نادي لحقوق الإنسان.. ان تلك الإدارة تقود وتصنع أكبر مغالطة في التاريخ عندما تجعل من الضحية معتديا ومن المعتدي الغاصب ضحية. لقد أحالت الولاياتالمتحدةالأمريكية وتابعها بلير الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلي كيان عاجز لا يملك إلا الأسي لما يقع من اعتداء وحشي يعود بالبشرية إلي عصور التخلف والظلام، وكأن الحضارة التي شيدتها الشعوب والنور الذي اشعلته علي مدار رحلتها مع العلم والحياة والقيم والشرعية قد جاء هذا الأشكيف الأمريكي الإسرائيلي البريطاني لكي يسرق منها ومنا كل تلك الحضارة وكل تلك الاستنارة ويحيل العصر بفعل مجموعة متعطشة لدماء العرب والمسلمين بل والمسيحيين وكل الديانات التي تعيش علي أرض تلك المنطقة من العالم ولم يكتف الأشكيف بما يصنع في العراق وما صنع في أفغانستان وما ارتكب في جوانتانامو وأبو غريب ويأبي إلا ان يستمر في تزويد القاتل والغاصب والمعتدي بترسانة متقدمة من الأسلحة ويصدر تصريحات انه يسعي إلي السلام ويقاوم الإرهاب ويحمي حقوق الإنسان.. ويبدو ان سكان هذه المنطقة من العالم ليسوا في عرفهم بني آدمين لهم حقوق ولهم أوطان لقد سقط هذا النظام متلبسا بكل الجرائم وأصبح مشهد الإدارة الأمريكية وأعوانها مثيرا للغضب ومثيرا للأرف.. وما لا يعلمه الأشكيف انه أشعل في صدور الناس غضبا لن ينتهي وعدواه لن تتوقف وهو بذلك قد ظلم الشعب الأمريكي وظلم شعوب تلك المنطقة من العالم وظلم كل ما جاهدت البشرية في تأسيسه من قيم وحضارة وتنمية، وليت علماء الاجتماع وعلماء النفس يقولون لنا أي نوع من الشخصية تلك التي تتعامل بهذه الوحشية وبهذا الاستهبال مع شعوب هذه المنطقة. لقد كانت أمريكا تمثل بالنسبة للشباب والباحثين الحلم الجميل والحرية الغالية ومازال الشعب الأمريكي بعيدا عن الإدارة الأمريكية يكاد يحتفظ بقدر من تلك الصورة ولكن المستقبل لابد ان يحمل نظاما جديدا سيتشكل وسط النيران ويولد من وسط الحطام والركام يستنهض الضعفاء والمظلومين والمقهورين ويحيي الأمل في الشعوب التي هي الركن الباقي بعد ان سقط كل شيء.. سقطت الأممالمتحدة ومجلس الأمن وسقطت الشرعية الدولية وسقطت في قيم ومبادئ الحرية والحضارة والاستنارة وأصبح الأشكيف هنا أو هناك يطرب لرائحة الدم ويسعد بقتل الأبرياء والأطفال ويجعل شريعة الغاب هي القانون. ولا يمكن ان يدوم الحال علي هذا المنوال فالظلم ليس بدائم مهما عربد أو تجبر وستنهض شعوب العالم يوما ما لكي تحاسب وسيقف التاريخ كي يسجل الحقيقة مهما زيفها الغاصبون.