من المتوقع ان تشهد الاستثمارات العربية في مصر انتعاشة كبيرة في ظل استمرار المواجهات العسكرية بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حزب الله بعدما أصبح المناخ ملائما لاستقطاب مثل هذه الاستثمارات والاستقرار الدائم الذي تبحث عنه رءوس الاموال. الخبراء توقعوا ارتفاع نصيب مصر من الاستثمارات العربية خلال الفترة الحالية الي 60% او ما يوازي نحو 20 مليار جنيه وقالوا ان رأس المال دائما يبحث عن الاستقرار والأمان واوضحوا ان الاستثمارات الموزعة بين مصر والاردن والامارات والسعودية سوف تتجه الي مصر لتأثرها بالاحداث الجارية.. واشاروا الي الرواج الكبير الذي شهده الموسم السياحي وتأثيره علي جذب الاموال والاستثمارات العربية كما ان سخونة احداث لبنان جعلت مصر مرشحة لتكون المقصد الأول للمستثمرين العرب. تشير التقارير الصادرة من مجلس الشعب خلال الدورة المنصرمة الي تدني نصيب مصر من الاستثمارات العربية خلال السنوات الماضية حيث بلغ نصيب مصر طبقا لاحد التقارير 110 ملايين جنيه مقابل 650 مليون دولار للامارات. وتؤكد التقارير العمل علي تيسير اجراءات وخدمات الاستثمار وتطوير البنية التشريعية وزيادة حوافز الاستثمار وحسم المنازعات ودعم المناطق الحرة والمدن الصناعية والمناطق الاقتصادية للعمل علي تنمية الصادرات وترشيد الواردات للوصول الي معدل نمو سنوي 7% لاستيعاب المستثمرين في السوق المحلي والعمل علي اصلاح الخلل الناجم عن الاعتماد علي الموارد السيادية، بصورة تفوق الموارد الجارية التي تعبر عن حقوق ملكية الدولة، وان هذه الإيرادات لم تعد تتناسب مع الأموال المستثمرة، حيث إن الأصول في الهيئات 500 مليار جنيه، وان رأس المال المستثمر فيها نحو 350 مليار جنيه، فيما لم تحقق سوي 5.15 مليار جنيه كفائض، وان 90% يأتي من قناة السويس، وحصيلة صادرات البترول. وتنوه التقارير إلي ضرورة إنشاء شركات جديدة تتولي مهمة التسويق الداخلي، والخارجي للاستثمار في مصر، واستقطاب مدخرات المصريين العاملين بالخارج، وتوجيهها نحو الاستثمارات الجيدة. والسؤال: هل تؤدي الأحداث الجارية والمشتعلة إلي هروب الاستثمارات العربية إلي مصر؟ وهل يمكن الاستفادة من هذه الاستثمارات، وتوجيهها لخدمة الاقتصاد القومي في ظل الآليات الحديثة التي وضعتها الحكومة الجديدة؟. أموال العرب السفير جمال بيومي الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب يقول: إن الدول العربية عاجزة عن جذب واستيعاب الأموال الأجنبية، والتي تقدر بنحو ألف مليار دولار، وتستحوذ الدول الأوروبية علي نحو 180 مليار دولار سنوياً، ويشير إلي ان احصائيات صندوق النقل الدولي عام 2004 أوضحت ان الدول العربية جذبت نحو 7 مليارات دولار من الاستثمار الأجنبي من اجمالي 570 مليار دولار وهو ضئيل جدا مقارنة بحجم الاستثمار في العالم، لذا علي الدول العربية التخطيط لمشروعات كبيرة، وتهيئة البنية الأساسية، والتخلص من البيروقراطية في الإجراءات، موضحاً ان الأحداث التي تشهدها الأراضي اللبنانية، أدت إلي اتجاه الاستثمارات الموزعة بين لبنان، الإمارات، السعودية نحو مصر، وظهر هذا بوضوح في انتعاش السياحة الموسمية وتحولها إلي مصر. ويوضح ان رأس المال يبحث دائما عن الاستقرار والمناخ الآمن وهذه مقومات تحظي بها مصر، وبالتالي لابد من استغلالها بتوفير جميع الخدمات اللازمة، وتذليل العقبات لزيادة حجم الاستثمار، والعمل علي تعزيز التبادل التجاري مع دول العالم. عائد الاستثمار أما فؤاد شاكر الخبير الاقتصادي وامين اتحاد المصارف العربية فيشير إلي ضآلة نصيب مصر من الاستثمارات العربية والاجنبية حيث يكون شراء الاجانب للاسهم بالشركات القائمة بالفعل بدلا من استحداث مشروعات جديدة تضيف للاستثمارات العربية والاجنبية في مصر موضحا ان صافي الاستثمار الاجنبي الوارد لمصر خلال السنوات الخمس الاخيرة منذ عام 2000 وحتي 2005 سجل نحو 4.2% من الناتج المحلي بسبب ادخال الاستثمارات البترولية للشركات الاجنبية في عمليات التنقيب والاستشكاف.