أخيرا أصبحت كل التحليلات الفنية الصادرة عن اكبر بنوك الاستثمار وشركات السمسرة العاملة في السوق تؤكد اتجاه السوق للصعود وبناء قاعدة قوية تؤكد اتجاه السوق للصعود وبناء قاعدة قوية ومنحني يشير للارتفاع وبدأت السيولة في العودة للبورصة وزادت احجام وقيم التداول لتصل الي المليار جنيه مرة اخري. عشرات من صغار المستثمرين الذين خافوا من دخول البورصة وقت الانخفاض وتدني الاسعار لمستويات مغرية للشراء أصبحوا يلهثون بحثا عن فرصة لشراء احد الاسهم النشطة بالاسعار السابقة ولكن مثلما أصبحت اسعار يناير 2006 تاريخا يجب عدم التفكير في الوصول إليه الآن، أصبحت اسعار الاسهم المتدنية نهاية مايو الماضي تاريخا يصعب هبوط السوق اليه. وبالتالي فالفرصة لاقتناص الصفقات قائمة لشراء الاسهم التي لم تصعد بقوة مع الارتفاعات الكبيرة التي تحققت خلال الاسبوع الماضي ولكن في النهاية تظل مشكلة صغار المستثمرين فالجميع نصحوا بدخول البورصة والشراء وقت تدني الاسعار بما فيهم المسئولون والخبراء والصحف المتخصصة ولكنهم خافوا والآن بدأ المستثمرون في دخول السوق بأسعار تزيد علي 25% مقارنة مع نهاية مايو الماضي وبالتالي فان اختيار توقيت الدخول بالشراء أو الخروج بالبيع وجني الأرباح مازال سيئا ويتأثر بالذعر من التراجع والطمع وقت الصعود. أما المشكلة الأكبر فهي غياب توزيع المخاطر فالسوق يركز علي 5 أو 6 اسهم فقط وكذلك صغار المستثمرين والكل يتجاهل القاعدة الجوهرية في الاستثمار في أسواق المال بتوزيع المخاطر والشراء في عدد من الاسهم بدلا من التركيز علي سهم او اثنين. وما حدث فعليا ان سهمي العربية لحليج الاقطان وهيرمس استحوذا علي أكثر من 60% من التعاملات الاسبوع الماضي واذا اضفنا العز لحديد التسليح والقابضة المصرية الكويتية والمصرية للاتصالات واوراسكوم للانشاء تكون المحصلة 90% من تعاملات السوق. وبالتالي مازال صغار المستثمرين يندفعون فقط وراء اسهم المضاربة وبعيدا عن التوزيع والجمع بين اسهم المضاربة سريعة الحركة والاسهم التي تمتلك اصولا ضخمة وتوزيعات دورية كبيرة وارباحا مقبولة ومستويات سعرية مناسبة للشراء وفقا لمضاعفات الربحية والرؤية المستقبلية لأداء الشركة ونمو ارباحها وستؤدي هذه النظرة الضيقة الي تركيز التعاملات علي سهمين او ثلاثة وتضخيم اسعار هذه الاسهم لمستويات مبالغ فيها ويخرج الكبار لجني الارباح تاركين الخسائر لصغار المستثمرين الذين ينتظرون ارتفاعات اكبر للأسعار لن تصل اليها بل ان البعض ينتظر ان يصل سهم اشتراه بين 25 جنيها و35 جنيها الي 100 جنيه والآخر يتوقع ان يصل سعر سهم اشتراه بين 8 و12 جنيها الي 20 جنيها وفي النهاية يخسر صغار المستثمرين. والمشكلة بالتالي ليست في إدارة السوق سواء الهيئة العامة لسوق المال او ادارة البورصة بعد ان حذروا المستثمرين وطالبوا بالتوزيع والاختيار الدقيق للأسهم وعدم الاندفاع وراء المضاربين ولكن صغار المستثمرين يتجاهلون توصيات المسئولين والخبراء المحايدين ويندفعون وراء توصيات بعض السماسرة اصحاب المصالح. واذا هبط السوق لجني الارباح او بسبب مؤشرات خارجية غير تجارية علي صغار المستثمرين ان يلوموا انفسهم فقط لانهم وحدهم هم المسئولون عن الخسائر التي تصيبهم. ونرجو صغار المستثمرين ان يوزعوا عمليات الشراء والا يركزوا كل تعاملاتهم علي اسهم المضاربة، الفكرة العبقرية في توزيع المخاطر ضرورية نعم السوق صعد ولكن كلما زادت الارتفاعات زادت المخاطر في المقابل. يا مستثمري البورصة انتم وحدكم المسئولون عن الارباح التي تحققونها أو الخسائر التي تصيبكم لان القرار في ايديكم مادام السوق يدار بشكل محايد والرقابة تمنع التلاعب. الحذر واجب وتقليل اسهم المضاربة في استثماراتكم أمر ضروري.. قبل البكاء في وقت لا ينفع البكاء ولا الندم. [email protected]