بدأت أسعار الذهب العالمية هذا الأسبوع رحلة صعود أخري مدعومة بسلسلة الانخفاضات التي شهدها الدولار الأمريكي أمام العملات الأخري وتزايد حدة التوترات السياسية بعد اطلاق كوريا الشمالية عدة صواريخ مما رفع حدة التوتر بالمنطقة في الوقت الذي مازال الملف النووي الإيراني يفرض نفسه علي الساحة مع قرب انتهاء مهلة التي منحتها الدول الكبري لايران للرد علي المقترحات المقدمة من جانبها. ووسط هذا الجو السياسي المشحون ومع تفاعل عوامل الطلب والعرض في سوق الذهب العالمي صعدت أسعار الذهب العالمية أمس بداية التعاملات الي 627.50-629.00 دولارا للاونصة بالمقارنة مع 621.50-622.50 دولار في أواخر المعاملات في لندن أمس وكانت الأسعار قد سجلت أمس مستوي 630.50 دولار للاونصة أي بأكثر من واحد في المائة ليسجل أعلي مستوي منذ شهر. وزاد سعر الفضة الي 11.30-11.38 دولار من 11.18-11.28 دولار في أواخر المعاملات أمس الأول. وانخفض البلاتين الي 1226-1231 دولارا للاونصة من 1229-1234 دولارا بينما ارتفع البلاديوم الي 325-330 دولارا من 322-327 دولارا للاونصة ولقيت المعادن الثمينة دعما من عودة الدولار الاميركي الي التراجع أمام اليورو واتجاه اسعار النفط الي الارتفاع، في وقت ترك بيان الاحتياط الفيديرالي انطباعا انه سيتوقف عن رفع معدل الفائدة الاساس لديه في تطور من شأنه خفض تكلفة الاكتناز مما ادي الي تنشيط المضاربات علي الذهب الذي قفزت الاونصة منه دفعة واحدة الاسبوع الماضي 31 دولار في نيويورك الي 613,50 دولارا في مقابل 584,80 دولارا الاسبوع قبل الماضي بارتفاع نسبته 4,91%.وانسجاما مع هذا الاتجاه، قفزت اونصة الفضة بدورها الي 10,833 دولارات من 10,271 دولارات في الفترة عينها، اي بارتفاع ملحوظ نسبته 5,47%. ويأتي هذا الارتفاع في اسواق المعادن بعد سلسلة من الانخفاضات شهدتها خلال الاسابيع الاخيرة ، الا ان فترة جني الارباح كانت قد اوشكت علي الانتهاء الاسبوع الماضي هو ما كان متوقع في التقارير التي نشرت الاسبوع الماضي والتي اشارت الي ان عوامل دفع اسعار الذهب للارتفاع لاتزال قائمة في مقدمتها ضعف العرض وزيادة الطلب فقد أشار استقصاء أجري في أساسيات الطلب إلي ان سعر الذهب سيرتفع في المستقبل. ففي 2005 أعلن ان 80 %من مجموع الطلب صدر عن صناعة المجوهرات وشاهدت السوق نمواً قوياً، خصوصاً من قبل الهند (التي تشكّل أوسع سوق إذ نمت بمعدل 37 في المئة عن السنة التي سبقتها). لكن الطلب الشامل من صناعة المجوهرات لا يزال دون الذروة التي بلغها عام 1997، ما يدل علي انه لا يزال ثمة إمكانية بالنسبة إلي الطلب. وهناك توقع بأن يزداد الطلب معتمداً علي اقتصادَي الصين والهند اللذين ينموان بسرعة، إضافة إلي ما يتبع ذلك من نهضة الطبقة المتوسطة في هذين البلدين. ويرجح ان يستفيد الذهب من هذه العادات لا سيما الهند التي تعتبر المجوهرات الذهبية مخزناً للقيم اكثر مما هي الحال في العالم الغربي.