واصلت اسعار البترول العالمية اتجاهها النزولي امس مدعومة بتوقعات بزيادة المخزونات الامريكية من البنزين، في الوقت الذي ساهمت فيه عدة عوامل اخري في هذا الاتجاه في مقدمتها توقعات بتراجع الطلب العالمي علي البترول والهدؤ النسبي للملف النووي الايراني واستمرار اوبك في الانتاج قرب اقصي مستوي ممكن بعد اتفاقها في اجتماعها الاخير علي تثبيت الانتاج. ففي نيويورك هبط سعر البترول الخام الامريكي الخفيف لشهر يوليو في التعاملات الالكترونية لنايمكس امس الاول الي 68.24 دولار للبرميل أدني مستوي للعقد منذ 22 من مايو. بعد ان سجل العقد في اليوم السابق عند التسوية في نيويورك هبوطا قدره 1.80 دولار او 2.6%. هوت اسعار العقود الاجلة للبترول الخام الامريكي الي ادني مستوي لها في ثلاثة اسابيع ونصف مقتربة من 68 دولارا اوائل التعامل في اسيا امس مواصلة انخفاضها خلال الجلستين السابقتين إذ فر المستثمرون من اسواق السلع الاولية وتنبأوا بزيادة مخزونات الولاياتالمتحدة من البنزين. وكان البنزين في نايمكس قاد هبوط السوق امس الاول إذ انخفض 3.4 % او 7.25 سنت الي 2.0518 دولار للجالون وسط تنبؤات بزيادة قدرها 1.1 مليون برميل في مخزونات الولاياتالمتحدة في الاسبوع المنتهي في التاسع من يونيو وهي سابع زيادة اسبوعية علي التوالي.و يتوقعون المحللين ايضا ان يظهر تقرير المخزون الحكومي هبوط مخزونات الولاياتالمتحدة من الخام مئة الف برميل وزيادة مخزونات المقطرات 1.6 مليون برميل. وفي اطار دعم الاتجاه الهبوطي للاسعار قال وزير الطاقة القطري عبدالله العطية ان اوبك لن تدرس خفض انتاجها من البترول الا اذا هبطت اسعار الخام الامريكي كثيرا عن مستوي 60 دولارا للبرميل. واعتبر النطاق بين 50 دولارا الي 55 دولارا "هو أفضل سعر للبترول." وتشير تعليقات العطية الي ان اسعار البترول امامها شوط طويل من الهبوط قبل ان تبدأ في اثارة قلق اوبك التي تضم في عضويتها 11 دولة وتضخ حوالي ثلث البترول في العالم. وقال اعضاء في اوبك بينهم السعودية أكبر مصدري الخام في العالم انه توجد وفرة في الامدادات في اسواق البترول العالمية مما اثار احتمال ان تدرس اوبك خفض سقف الانتاج اذا هبطت الاسعار بحلول موعد اجتماعها القادم في فيينا في سبتمبر ودعم ايضا تقرير وكالة الطاقة الدولية الاتجاه النولي للاسعار اذ اشار التقرير الي ان الاقتصاد العالمي المزدهر يدعم نمو الطلب علي البترول لكن الاسعار المرتفعة تبطيء الاستهلاك في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للوقود في العالم. وقالت الوكالة التي تقدم المشورة لست وعشرين دولة صناعية كذلك ان القيود علي الانتاج في نيجيريا والعراق قلصت الطاقة الانتاجية الفائضة عن الحاجة لدي أوبك الي 1.9 مليون برميل يوميا فقط. واضطرابات الامدادات سواء الحقيقية او المحتملة في سوق البترول العالمية التي يبلغ حجمها 85 مليون برميل يوميا دفعت أسعار البترول الي مستويات قياسية بالقرب من 70 دولارا للبرميل مما دعا البعض لافتراض أن هذه الاسعار القياسية ستحد من نمو الطلب. وخفضت الوكالة ومقرها باريس توقعاتها لنمو الطلب العالمي علي البترول في عام 2006 بمقدار عشرة الاف برميل يوميا الي 1.24 مليون برميل يوميا وتعتبر الولاياتالمتحدة المثال الاكثر وضوحا علي تراجع الاستهلاك. وقالت الوكالة ان المستوي المتوقع لنمو الطلب الامريكي البالغ 0.9 بالمئة لهذا العام أقل بكثير مما كان عادة يمكن توقعه في ظل نمو اقتصادي من المتوقع أن يبلغ 4%. وأضاف التقرير "ان ارتفاع اسعار منتجات البترول والانخفاض النسبي لاسعار الغاز سيحد من الطلب حتي نهاية العام." لكن ازدهار الاستهلاك من المتوقع أن يكون مؤقتا اذ يكون للاسعار المرتفعة أثرا محبطا في وقت لاحق. وقال المحللون كذلك ان البيانات الواردة من الصين لا يعتد بها ومشوشة في الاغلب بسبب بناء المخزونات. وتبذل أوبك ما في وسعها للوفاء بالطلب المتزايد فتضخ بما يقرب من طاقتها القصوي. لكن طاقتها الانتاجية الفائضة تبلغ 1.9 مليون برميل فقط تشمل 800 ألف برميل توقف انتاجها في العراق ونيجيريا. وأدت هجمات متشددين الي وقف انتاج ما يزيد علي 500 الف برميل يوميا في نيجيريا ويجد قطاع البترول العراقي صعوبة في زيادة الانتاج بعد عقود من الافتقار الي الاستثمارات والحروب والعقوبات. وفضلا عن ذلك قالت الوكالة ان الخام الثقيل صعب التكرير الذي تعرضه ايران والكويت والسعودية غير مطلوب بدرجة كبيرة اذ لا يوافق المنتجون علي عرض تخفيضات كبيرة في الاسعار. وأضافت الوكالة "وهذه القيود علي المعروض تشير الي أن الطاقة الانتاجية الفائضة الفعلية قد تظل محدودة لبعض الوقت." وضخت أوبك 29.8 مليون برميل يوميا في مايو أيار بارتفاع 215 ألف برميل يوميا عن البيانات المعدلة لشهر ابريل. وضخت السعودية أكبر مصدر للبترول في العالم 9.35 مليون برميل يوميا في مايو بارتفاع 100 الف برميل يوميا عن ابريل. وقال مندوب بارز في اوبك ان انتاج السعودية في مايو كان اقل عند 9.05 مليون برميل يوميا بالمقارنة مع 9.1 مليون برميل يوميا في ابريل. وخفضت الوكالة توقعاتها للطلب علي بترول أوبك الي 28.8 مليون برميل يوميا في الربع الثالث و29.5 مليون برميل يوميا في الربع الاخير كما خفضت توقعاتها لنمو المعروض من الدول غير الاعضاء في أوبك في عام 2006 بمقدار مئة ألف برميل يوميا الي 1.1 مليون برميل يوميا.