أهمية التعليم كمحور للتنمية في عصر المعلومات والمعرفة لم تعد مسألة في حاجة الي كلمات كلاسيكية لتأكيدها... فهذه حقيقة مؤكدة ولكننا سنعرض تجربة حقيقية تقوم علي التعاون والشراكة.. فالمعرفة اغلي الكنوز البشرية وعندما يتبادل البشر المعلومات والمعرفة ستكون صورة المستقبل مختلفة.. المعرفة ستزيد وتتطور وتنتقل من مجتمع لاخر محققة مكاسب للبشر... وهذا الفكر هو ما يسعي اليه القائمون علي بناء الشبكة التخيلية التي ستجمع المعلمين في منطقة الشرق الاوسط... وعلي ارض مصر اجتمعت ووزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي ومنظمة اليونسكو وشركة مايكروسوفت وعشرات المعلمين من المنطقة في محاولة لوضع اسس عمل ومستقبل هذه الشبكة الواعدة. ليس لنا دخل اطلاقاً بتطوير المناهج من ناحية المحتوي وليس لنا سلطة علي اي دولة تخول لنا التدخل في المحتوي التعليمي الذي تعطيه لتلاميذها.. هكذا بدأ دكتور طارق شوقي كلامه مع العالم اليوم وهو المسئول عن برنامج تطوير التعليم باستخدام حلول وتقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل منظمة اليونسكو الدولية ويضيف ان ثوابت المنظمة التي تحكم عملها تجعلها جهة محايدة غير هادفة للربح ويمكن ان نصف دورها بالمنسق او بالمايسترو لفريق العمل حيث لا تقوم نفسها بادارة عمليات التطوير ولكن تقوم بالدعم والارشاد الفني والاستشاري. واضاف ان منظمة أن اليونسكو تعمل علي إنجاز مفهوم التعليم للجميع للتأكد من أن كل طفل في العالم سيتمكن من الحصول علي تعليم إلزامي بمستوي متميز، ومن خلال فرص التعاون عبر شبكة المعلمين الابداعية التي اطلقتها شركة مايكروسوفت والتي تشارك معنا في مشروعات تطوير التعليم في الدول النامية. واشار الي ان شبكة تبادل المعرفة والخبرة بين المعلمين في مصر ستعمل علي تحسين مهاراتهم ومادتهم العملية وهذا الأمر سيستفيد منه الطلبة بكل تأكيد بحصولهم علي تعليم جيد باداوت العصر. وبسؤاله عن موقف دول منطقة الشرق الاوسط من برامج تطوير التعليم باستخدام ICT داخل اليونسكو يقول دكتور شوقي ان منطقة الشرق الاوسط تعد الاولي في العالم بين الدول النامية التي تبدي اهتماما بالغا بتطوير التعليم ودائما ما تسأله المشورة والدعم لمشروعاتها وهذه ظاهرة ايجابية نعمل علي تعظيمها وتأتي مصر في مقدمة هذه الدولة لاعتبارات كثيرة لمستواها التقني المرتفع ولوجود قاعدة عريضة من الطلبة والمعلمين وهذه القاعدة تحتاج الي مجهودات ضخمة لتطويرها، وهناك سوريا والاردن والسعودية وقطر واليمن والعديد من دول المنطقة التي تعمل مشروعات تعليم اليونسكو بها. مقاييس معيارية وقال د.شوقي ان المنظمة تعمل حاليا علي 25 مبادرة عالمية لتطوير التعليم نحاول من خلالها ان نوجد مقاييس معيارية تحدد لنا تقييم مشروعات تطوير التعليم بتلك الدول وهي مسألة مهمة اعتقد ان اكثر جهة معنية وقادرة عليها هي اليونسكو فكوننا جهة استشارية خبيرة ومحايدة نستطيع ان نضع الاطار العام للدول والشركات التي تريد ان تمضي قدماً في تطوير التعليم باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وعن أبرز المشروعات الموجودة علي اجندة منظمة اليونسكو فيما يخص تطوير التعليم يقول دكتور طارق شوقي اننا نعمل حاليا علي ثلاثة مشروعات رئيسية نستهدف الانتهاء منها بحلول عام 2007 اقربها مشروع تأكيد الجودة وبناء نظام لمعايير التدريب الخاصة بالمعلمين تطبقها الدول والشركات العالمية التي نعمل معها والمشروع الاخر الذي نعمل عليه ايضا بحماس بالغ خاص ببناء بوابة عالمية تكون بمثابة مكتبة رقمية تجمع المحتوي وادوات التطوير المتاحة مجانا للدول ولشبكة المعلمين وهذا يتفق مع فكر اليونسكو باتاحة كافة الحلول من انظمة تجارية وانظمة مصادر مفتوحة حسب طبيعة فكر ومنهج التطوير الذي تتطبقه كل دولة والمشروع الاخير خاص بالمحتوي وطرق التقيم واطر العمل والادوات المستخدمة.