تراجعت مؤشرات البورصة المصرية بشكل كبير في تعاملات امس في سابقة أعادت للاذهان سريعا ما شهده السوق يوم الثلاثاء الاسود في الاسبوع الثاني من شهر فبراير الماضي. خسر مؤشر case30 6.7%. وتزامن الوضع في البورصة المصرية مع انخفاضات حادة في غالبية بورصات الاوراق المالية العربية والاجنبية حيث انخفضت اسعار الاسهم الاوروبية لاقل مستوي لها في أربعة اشهر امس -الاثنين- نتيجة للهبوط الحاد لأسهم شركات التعدين في ضوء هبوط اسعار السلع الأولية كما اقتفت اثر الخسائر الحادة في آسيا طوكيو حيث انخفض مؤشر نيكي القياسي في نهاية التعامل في بورصة طوكيو بنسبة 1.84% دون مستوي 16000 نقطة وذلك للمرة الأولي منذ أكثر من شهرين متأثرا بانخفاض أسعار البترول الي هبوط اسهم شركة انبكس القابضة وغيرها من شركات الموارد الاساسية. وأكد مصدر مسئول بالبورصة المصرية ان التراجع الذي شهدته البورصة خلال اليومين الماضيين سببه استمرار مبيعات المستثمرين العرب في البورصة المصرية بعد التراجع الحاد لاسعار الاسهم في اسواقهم. وفاقم من الأزمة المشاكل التي يشهدها السوق الكويتي بعد حل البرلمان مما أدي الي تصارع معدلات هبوط السوق الكويتي وزيادة مبيعات المستثمرين الكويتيين في البورصة المصرية. وأشار إلي ان الاسبوع الماضي شهد حالة من الهبوط في كل الأسواق العالمية.. أثرت أيضا علي المستثمرين الاوروبين وزادت في مبيعاتهم. واكد ان ما يحدث في السوق المصري من تراجع هو حالة عامة من المنطقة والاسواق الناشئة وحتي في الأسواق العالمية المتقدمة فعلي سبيل المثال هبط مؤشر "مورجان ستانلي" للاسواق الناشئة بشدة خلال الاسبوع الماضي بسبب التراجع الحاد لمؤشرات الهند والصين. وأشار المصدر الي ان الشيء الايجابي الذي يشهده السوق حاليا هو دخول المستثمرين المصريين بالشراء سواء أفرادا أو مؤسسات حيث بلغت كمية فارق الشراء عن البيع حوالي 200 مليون جنيه لصالح الشراء وهو ما يعكس تطور الفكر الاستثماري للمتعاملين في السوق لاستغلال فرصة تراجع الأسعار لبناء محافظهم. وشهدت البورصة المصرية في جلسة أمس ايقاف التداول لمدة 30 دقيقة علي حوالي 7 أسهم بسبب تخطيها للسقف السعري المعمول به في السوق في اتجاه الهبوط. والأسهم هي لشركات اوراسكوم للفنادق والتنمية ومصر بني سويف للاسمنت وبنك التعمير والاسكان والمجموعة المالية هيرمس القابضة والعز لصناعة حديد التسليح والعز للسيراميك والبورسلين والقابضة المصرية الكويتية. وقال سمسار ان حالة اشبه بالفزع أصابت المستثمرين الصغار نتيجة لتوقعهم حدوث المزيد من الانخفاض للسوق الأمر الذي دفع بعضهم الي محاولة التخلص مما في حوزتهم من أسهم بأي سعر وهو ما ظهرت آثاره في صورة انخفاض كبير لمؤشرات السوق. واعتبر سمسار ان السوق تجاهل تماما العديد من الانباء الايجابية التي تعلن بشكل يومي سواء علي جانب الاقتصاد الكلي أو علي جانب نتائج اعمال الشركات المقيدة والتي تظهر نموا كبيرا في معدلات الربحية الا ان السوق لا يستجيب لمثل هذه الاخبار نتيجة لحالة فقدان الثقة التي تسيطر بقوة علي الحالة المعنوية للمتعاملين.