تحقيق: محمد حماد ومني البديوي أثارت تفجيرات شمال وجنوبسيناء في دهب والجورة والشيخ ومخاوف في الأوساط الاقتصادية وبصفة عامة وأوساط المستثمرين العاملين في منطقة سيناء خاصة وزاد من المخاوف ان الانفجارات الاخيرة ليست هي الأولي التي تقع في منطقة سيناء فقد سبقتها انفجارات اخري حدثت منذ فترة قصيرة في منطقة شرم الشيخ وطابا وتسببت في احداث نوع من الركود الوقتي للاستثمار السياحي والذي بدأ يلتقط انفاسه مع بداية شهر ابريل ثم فوجئ المستثمرون بهذه الضربات الارهابية الاخيرة والتي من المتوقع ان يتبعها انحسار اقتصادي وفترة ركود جديدة. ولان منطقة سيناء بها استثمارات كبيرة ويعمل بها الآلاف من العمالة.. لذلك فقد قامت "العالم اليوم" بمناقشة القضية للتعرف علي ابعادها الحالية من خلال المستثمرين ورجال الاعمال بمنطقة سيناء كمحاولة جادة للوقوف علي الاسباب الحقيقية وراء وقوع مثل هذه الاحداث الرامية وكيفية الخروج منها ومدي تأثيرها علي الاستثمارات وحيث أجمع كل رجال الاعمال علي ضرورة الاستمرار في المشروعات المقامة في سيناء واكدوا ان زيادة الاستثمارات في جنوب وشمال سيناء هي الحل لمواجهة الارهاب وآثاره. استثمارات ضخمة بداية فإن احمد بلبع رئيس غرفة المنشآت الفندقية في جنوبسيناء" يوضح ان الاستثمارات الموجودة علي أراضي سيناء ضخمة وتقدر بمليارات الجنيهات ويعمل بها الآلاف من الايدي العاملة المصرية حيث يبلغ حجم الاستثمارات في محافظة جنوبسيناء وحدها حوالي 50 مليار جنيه ما بين استثمار خاص وحكومي ويصل نصيب شرم الشيخ من هذه الاستثمارات حوالي 20 مليار جنيه. وبالنسبة لحجم العمالة فهي تتراوح في شرم الشيخ ما بين حوالي 60 و70 الف عامل مباشر اما العمالة غير المباشرة فتتعدي ال150 الف عامل مقيمون في مدينة شرم الشيخ ولهم علاقة بالعمل السياحي. وهذا بالاضافة الي جميع المصانع العاملة والخاصة بالتوريدات الفندقية والاغذية والمشروبات والتي يعمل بها عدد كبير من العمالة المصرية. كما ان هناك عددا من المصانع والمشروعات مازالت تحت التنفيذ مثل مصانع اسمنت وحديد وخامات ومواد بناء ويقول بلبع ان الاستثمار السياحي يعد اهم الاستثمارات المتواجدة بسيناء هو استثمار كثيف العمالة حيث يقوم باستيعاب اعداد كبيرة من الطاقات البشرية وهو الاتجاه المطلوب في الوقت الحالي لاسيتعابه المزيد من فرص العمل في ظل معدلات البطالة المتزايدة ويضيف نحن نأسف ونتعجب لمن يقوم بمثل هذه الاحداث الارهابية لانه بدون شك يتسبب في احداث اضرار بهذه الاستثمارات القائمة في ظل عدم وعيه بالسلبيات التي تسبب فيها ويلحقها من جراء القيام بمثل هذه الاعمال.. فهذه الاحداث الارهابية التي تعاقبت في مدينة سيناء بدءا من احداث شرم الشيخ ووصولا الي منطقة دهب بلا شك كانت لها تأثيراتها السلبية علي استثماراتنا ويأمل بلبع ان يتم تجاوز هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة. وعن توقعاته كرئيس لغرفة المنشآت الفندقية بجنوبسيناء للآثار السلبية التي يمكن ان تحدث عقب التفجيرات وكيف يمكن مواجهتها فان بلبع يؤكد انه بالطبع سوف تكون هناك بعض الاثار السلبية ولكنها ستكون لفترة محدودة لا تتعدي شهرا او شهرين. مشيرا الي ان الحركة السياحية حتي الآن مازالت مستمرة والسياح يتوافدون وان حجم الاشغالات تقريبا وصل الي 95% اما عن كيفية مواجهة هذه الاحداث فيري بلبع انه لابد من اعادة النظر في تكثيف الامن بصفة عامة ومناقشة ذلك الامر حتي واذا كان له علاقة باتفاقية كامب ديفيد والتي تشترط الا يكون هناك امن بشكل معين أو حرس للحدود وذلك حتي يتم تأمين سيناء بشكل أشمل ومكثف. كما يجب ان يتم التعامل الأمني السريع من اجل القاء القبض علي الجناة ومعرفة خلفياتهم واسبابهم حتي يتم التعامل مع كل الأمور لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. وهذا بالاضافة الي ضرورة توعية المقيمين في مناطق سيناء بأهمية التعامل السريع مع اي حدث غريب بحيث يكون المستثمرون والقائمون علي الأعمال في الفنادق والمحلات التجارية علي اتصال دائم مع جهات الأمن. وعن احتمال وجود تأثير لتلك الاحداث الارهابية علي مؤتمر دافوس المنعقد بمدينة شرم الشيخ خلال شهر مايو القادم فان بلبع يتوقع عدم وجود اي تأثير علي المؤتمر مشيرا الي ضرورة واهمية انعقاده في توقيته المحدد له حتي يتأكد العالم من ان الاوضاع عادت لاستقرارها بالمنطقة. الوضع الاقتصادي والاجتماعي أما حسن راتب رئيس جمعية مستثمري سيناء فيؤكد ان الاحداث الارهابية التي وقعت بمدينة دهب بجنوبسيناء سوف يكون لها تأثيراتها السلبية التي سوف تنعكس علي الاستثمار السياحي الوافد إلي محافظة سيناء كما ان لها تأثيراتها علي الوضع الاقتصادي والاجتماعي. الا ان هذه الآثار السلبية من الممكن ان يتم تداركها والتحكم فيها اذا ما تم مواجهة المشكلة وعلاجها بشكل صحيح وليس بشكل عشوائي وخاصة وان المشكلة ليست أمنية ولكن