هل كتب علي الصعيد الحرمان من كل شئ؟ سؤال يعيد نفسه فعلي الرغم من تطور التقنيات والأدوات الخاصة بالاتصال بشبكة الانترنت وصراع الكثير من الشركات علي زيادة سرعة الاتصال إلا أن الكثير من محافظات ومراكز الصعيد محرومة نهائيا من الاتصال بالشبكة. وهناك نموذجان هما مركزا مغاغة و العدوة التابعان لمحافظة المنيا فالأول يمكن فيه دخول خدمة "دي إس ال" لكن الشركات الكبري تحجم عن الاستثمار هناك والثاني غير متوافر به التقنيات اللازمة لتوصيل هذه الخدمة إلا أن المدينتين تجمعهما مشكلة واحدة هي استحالة الاتصال بشبكة الانترنت من منازل المستخدمين وقد استطلعنا آراء بعض الشباب في هذه المناطق للوقوف علي ابعاد المشكلة. يؤكد شعبان العشري - المشرف علي نادي تكنولوجيا المعلومات بمركز شباب العدوة - أن عدم وجود أجهزة تساعد علي سرعة الاتصال بشبكة الانترنت في سنترال مركز العدوة يعد عائقا اساسيا أمام الاتصال بالانترنت مشيرا إلي أن نادي تكنولوجيا المعلومات بمركز شباب العدوة معرض للغلق بسبب عدم وجود الخدمة رغم أن المترددين علي النادي من شباب الجامعات والمدارس لعمل أبحاث خاصة بهم. ويقدم النادي دورات مدعمة في مجال الكمبيوتر والانترنت تفيد الشباب غير القادرين علي تحمل أعباء هذه الدورات في المراكز الخاصة. ويوضح أن هذه الدورات تشتمل علي دورة عالمية ومتوافرة في جميع مراكز المحافظة عدا مركز العدوة. وهناك بعض دورات الكمبيوتر تقوم بتدريب الطلبة علي كيفية عمل أبحاث عن طريق الانترنت ومعرفة القيام بعمل المشاريع. وبالتالي يحصل الطالب علي شهادة. ويضيف إن المدارس الذكية بمركز العدوة تعاني كثيرا لعدم وجود خدمة الانترنت مشيرا إلي انه حاول توصيل الخدمة من إحدي الشركات الخاصة علي نفقته الخاصة إلا أنه فوجئ بان ثمن الأجهزة مرتفع جدا كما حاول توصيل الخدمة عن طريق الانترنت الفضائي إلا أن التكلفة باهظة أيضا. ويقول إن معظم شباب الجامعات والمدارس يذهبون إلي مراكز انترنت أخري في المراكز المجاورة للاستفادة من الانترنت كما أن إجراءات تراخيص مراكز الكمبيوتر متوقفة بسبب عدم وجود هذه الخدمة بالمدينة. أما حمدي محمد حلمي فيقول بعد عودتي من الخارج كنت أتمني أنا وبعض من اصدقائي تأسيس مشروع مقهي انترنت إلا انني فوجئت علي مدار أسبوع كامل بانني لم أتمكن خلاله من الاتصال بشبكة الانترنت وتوجهت إلي السنترال للسؤال عن إمكانية توصيل خدمة الدي أس أل فاجابني المسئولون أن هذه الخدمة غير متاحة وعندما سألتهم عن السبب رفضوا الإجابة ولم اعد حاليا أحاول الدخول علي شبكة الانترنت فقد استسلمنا للأمر الواقع. ويضيف مصطفي خالد محمد انه يقوم بالذهاب إلي إحدي المدن المجاورة لمركز العدوة والتي يقع أقربها علي بعد 15 كيلومترا لاستخدام الانترنت وبالتالي نتكلف نحو عشرة جنيهات في اليوم حتي نقوم بإرسال رسالة واحدة لأحد أصدقائنا في الخارج. سبب لتغيير الإقامة أما احمد محمد حسن فيقول إن من العجيب أن الاتصال بالانترنت يتحقق أحيانا حيث تظهر علي الشريط السفلي لشاشة الكمبيوتر علامة الشبكة إلا أننا لا نتمكن من الدخول علي اي موقع وهو ما يعني أن ساعات اتصالنا بالشبكة يتم تحميلها علي فواتير تليفوناتنا ولكن دونما نستفيد من هذا الاتصال. ويقول محمد ماهر لم نعد نحاول الاتصال بالانترنت منذ فترة وقد كان بعض زملائنا من طلاب الدراسات العليا قد قاموا بالسكن في بعض المدن المجاورة حتي يمكنهم الاتصال بشبكة الانترنت وإنجاز أبحاثهم ودراساتهم العليا ومنهم من تكلف الكثير هنا في دفع فواتير التليفونات ولكن دون جدوي فبعضهم ظل شهورا يحاول الاتصال بالشبكة يوميا إلا أنهم يأسوا وفي النهاية اجبروا علي الإقامة في أماكن أخري. ويتساءل عبدالمحسن فريد عن السبب في عدم دعم هذه السنترالات بتلك المعدات اللازمة للاستفادة من شبكة الانترنت مشيرا إلي أن الاهالي يتكبدون الكثير من الأموال في فواتير التليفونات و لم يستفد شخص واحد منهم سوي بالمكالمات التقليدية فهناك الكثير من الخدمات التي توفرها شبكة الانترنت إلا أن المنطقة محرومة نهائيا من هذه الخدمات. فشل المشروعات ويقول محمد محمود خليل لقد أقدم بعض زملائنا علي تأسيس مراكز لتعليم الكمبيوتر وتوفير الاتصال بشبكة الانترنت إلا أنهم بعد العمل لمدة لا تتجاوز ثلاثة شهور اضطروا لإغلاق هذه المراكز بعد أن تكبدوا الكثير من الخسائر المالية فمن المعلوم أن الكثير من رواد هذه المراكز يرغبون في الاتصال بالانترنت وعندما كانوا يحاولون ذلك كان الشخص يظل علي الشبكة بينما لا يمكنه الدخول علي اي موقع وبالتالي يرفض أن يدفع تكلفة الاتصال علي الرغم من تضمن فواتير هذه المراكز لتكلفة الاتصال بشبكة الانترنت مما اجبر زملاءنا علي دفعها بينما لم يحققوا من ورائها اي إيرادات وبالتالي أغلقت هذه المراكز.