الطبيعة الخاصة لجرائم المعلوماتية تستوجب اسلوبا خاصا في ملاحقتها والبت في قضاياها. ويقول الخبراء إن انتهاك الخصوصية يمثل عاملا مشتركا بين كل الجرائم الالكترونية وهو ما يمثل في حد ذاته سببا كافيا للتجريم فضلا عما يحدث من ضرر مادي او معنوي. وفي مرحلة البحث والتقصي بخصوص الجرائم المعلوماتية يكون العثور علي دليل مادي مرئي احدي الصعوبات في اثبات الجريمة. لكن خبراء القانون لا يغلقون الباب امام الاعتداد بالادلة المستمدة من التقنيات العلمية الحديثة مثل الانترنت مادام يمكن تتبع الجريمة. وكانت تلك النقاط من ابرز ما تناولته ندوة عقدتها مؤخرا الجمعية المصرية لمكافحة جرائم المعلوماتية والانترنت ندوة بعنوان: "المسئولية الجنائية عن جرائم اختراق البريد الالكتروني عبر الانترنت". يقول محمد الألفي رئيس محكمة ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لمكافحة جرائم المعلوماتية والانترنت إن ما يهمنا في ندوتنا الحالية هي الجرائم التي تقع علي الإنترنت أو التي تكون شبكة الإنترنت هدف المجرم وهي بذاتها المصلحة محل الاعتداء ويعد الهجوم علي المواقع واختراقها علي شبكة الإنترنت من الجرائم الشائعة في العالم ويشمل هذا القسم جرائم تدمير المواقع اختراق المواقع الرسمية والشخصية واختراق الأجهزة الشخصية واختراق البريد الإلكتروني للآخرين أو الاستيلاء عليه او اغراقه الاستيلاء علي اشتراكات الآخرين وأرقامهم السرية وإرسال الفيروسات. ولعل جميع الجرائم والانتهاكات مع اختلافها إلا أنها يجمعها أمر واحد وهي كونها جميعاً تبدأ بانتهاك خصوصية الشخص وهذا سبب كاف لتجريمها فضلا عن إلحاق الضرر المادي والمعنوي بالمجني عليهم. وحول كيفية اختراق البريد الالكتروني قال الدكتور محمود عطية المدرس بكلية الكمبيوترات والمعلومات. إنه لكي تتم عملية الاقتحام لابد من برامج يتم تصميمها ليتيح للقائم بهذه العملية والذي يريد اختراق الكمبيوتر الآلي لشخص آخر أن يتم ذلك الاختراق. وأضاف أنه تم تصميم كثير من هذه البرامج إلا أن معظم تلك البرامج كان بها نقطة ضعف أساسية تقلل كثيراً من إمكانياتها وهي إمكانية الشعور بتلك البرامج علي الجهاز الذي يتم اقتحامه وعليه يكون من الممكن متابعة تلك البرامج والقضاء عليها فيما عدا برنامج واحد استطاع مصمموه التغلب علي هذا العيب وهو برنامج حصان طروادة ويعتبر هذا البرنامج من البرامج الخطرة علي الإطلاق التي تستخدم في عملية التسلل دون القدرة علي كشفه. واوضحت الدكتورة نهي محمود المدرس بكلية الحاسبات والمعلومات ان الفيروس هو أحد أنواع برامج الكمبيوتر إلا أن الأوامر المكتوبة في هذا البرنامج تقتصر علي أوامر تخريبية ضارة بالجهاز ومحتوياته فيمكن عند كتابة كلمة أو أمر ما أو حتي مجرد فتح البرنامج الحامل لفيروس أو الرسالة البريدية المرسل معها الفيروس إصابة الجهاز به ومن ثم قيام الفيروس بمسح محتويات الجهاز أو العبث بالملفات الموجودة به. وقد سمي الفيروس virus بهذا الاسم لتشابه آلية عملة مع تلك الفيروسات التي تصيب الكائنات الحية بعدد من الخصائص كخاصية الانتقال بالعدوي وكونه كائناً غريباً يقوم بتغيير حالة الكائن المصاب وكذا الضرر الذي تسبب فيه في حالة ما اذا تم العلاج بإزالته. غياب الدليل المرئي وعن مدي اقتناع القاضي الجنائي بأدلة الاثبات عبر الانترنت قال الدكتور مأمون سلامه رئيس جامعة القاهرة الاسبق ان من أسباب صعوبة ضبط الجريمة وتحقيقها وإثباتها هو اخفاء الجريمة نظرا لان الجرائم التي تقع علي الكمبيوترات أو بواسطتها عبر الشبكات في اكثر صورها مستترة خفية لا يلحظها المجني عليه غالباً أو يدري حتي بوقوعها. بالاضافة الي غياب الدليل المرئي الممكن بالقراءة فهمه ويتمثل أكثر ما تتيحه النظم المعلوماتية من أدلة علي الجرائم التي تقع عليها أو بواسطتها في بيانات غير مرئية لا تفصح عن شخصية معينة عادة. وكشف وتجميع الأدلة لإثبات وقوع الجريمة والتعرف علي مرتكبها هو أحد أبرز المشكلات التي يمكن أن تواجه جهات التحري والملاحقة. وتتبدي هذه المشكلة بشكل خاص في جرائم الإنترنت مثل الجرائم التي تعتمد علي البريد الإلكتروني في ارتكابها فيكون من الصعب علي جهات التحري تحديد مصدر المرسل مثلاً بجانب افتقاد اكثر الآثار التقليدية.