وجه المتعاملون في البورصة اتهامات شديدة اللهجة للمسئولين في سوق الأوراق المالية خلال موجة الهبوط الحاد للسوق خلال الفترة الماضية حول دورهم في الرقابة علي تحركات بعض الاسهم التي قفزت أسعارها بشكل غير مبرر دون افصاح من قبل تلك الشركات عن أية معلومات أو أحداث جوهرية تبرر هذا الصعود الصاروخي المفاجئ والمتواصل أو حتي سبب انخفاضها خاصة ان بعض المتعاملين يؤكدون علي أن بعض الأسهم ارتفعت خلال الفترة الماضية دون مبرر كانت من أهم أسباب هبوط السوق. سهم سوديك الذي قفز بنسبة تجاوزت ال 7000% من 3.9 جنيه مسجلا أعلي سعر عند حوالي 290 جنيها خلال عام تقريبا ووصل سعره حاليا إلي حوالي 91 جنيها يعتبر مثالا صارخا علي الارتفاعات غير المبررة فالسهم يرتفع منذ اكثر من عام فيما لم تقم الشركة بالافصاح طوال هذه الفترة عن أية معلومات جوهرية أو مبررات الا بعد ان بدأ السهم في الانخفاض الشديد لينطبق عليه القول المشهور "ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع". الضحية لمثل هذه الحالات هو بلا شك أو حيرة المستثمر الصغير الذي أضحي بلا حول ولا قوة تجاه تلاعب بعض الشركات التي تتحايل تحت ستار الافصاح والشفافية. تفاؤل المستثمرين من جانبه أشار بيتر سمير المحلل المالي إلي أن البورصة شهدت خلال الفترة السابقة ارتفاعات كبيرة في معظم الأسهم ولكن هناك قطاعات شهدت ارتفاعات كبيرة جدا نتيجة حالة من التفاؤل لدي صغار المستثمرين بهذه القطاعات غير المدعمة بميزانيات قوية تبرر هذه الأسعار وفقا للتحليل الأساسي. ويري أن صغار المستثمرين أقبلوا علي هذه الأسهم نظرا لأنها الأرخص مقارنة بباقي اسهم السوق مما كان له أكبر الأثر في ارتفاع هذه الاسهم بنسب عالية وتحولت اسهم هذه القطاعات إلي أسهم مضاربات واصبحت أكثر تأثرا اثناء حركة التصحيح مقارنة بالأسهم المدعمة بميزانياتها القوية. وتقول مريان عزمي المحلل المالي بشركة مترو لتداول الأوراق المالية ان ظاهرة المضاربة وما يعرف بالمعلومات الداخلية لها تأثير سلبي قوي علي السوق وكانت السبب الرئيسي لهبوط السوق خلال الفترة الماضية فهذا النوع من المعلومات التي يعرفها بعض المستثمرين دون غيرهم يمثل خطرا كبيرا علي السوق حيث يتم استخدامها من قبل محترفين في المضاربة ويرفعون السهم بها إلي مستويات قياسية مما يجعل صغار المستثمرين يندفعون وراء هذه الأسهم سريعة الربحية في وقت قياسي ويتجاهلون مجرد استشارة الخبراء وعن سبب هذا الارتفاع أو تحليلاتها المالية التي تظهر مدي قوة هذه الشركات من عدمه مما يجعل الأسهم تتحول إلي المضاربة السريعة. واضافت أن أغلب هذه الحالات تتحول إلي خسائر ضخمة نتيجة لعدم التروي والحذر والاقبال علي الاسهم التي يتردد عنها شائعات بتنفيذ صفقات استحواذ عليها دون أية محاولة للتثبت من حقيقة تلك الانباء قبل الشراء. وأشارت إلي أن هناك أسهماً تأثرت بشكل كبير بالشائعات ومنها سهم سوديك الذي شهد ارتفاعا بشكل غير عادي خلال أقل من عام ثم بعد ذلك بدأ بالانخفاض وبدأ المستثمرون يتهمون ادارة البورصة بالتقصير، في رأيي الشخصي ان ادارة البورصة غير مسئولة عن ذلك حيث ان السهم يتحرك في اطار الحدود السعرية 5%. وعي استثماري من جانبه اتفق هاني حلمي رئيس مجلس ادارة شركة الشروق لتداول الأوراق المالية مع الكلام السابق في أن اللوم يأتي في المقام الأول علي المستثمر وليس ادارة البورصة، فالمستثمر الذي يقوم بدخول السوق بهدف المضاربة فقط وليس لديه وعي استثماري بل يدخل في سلوك القطع ويقوم بشراء السهم دون وجود أي افصاح من قبل الشركة عن سبب صعود السهم في الجلسة الواحدة حوالي 20%. وأكد انه للأسف هناك مضاربون محترفون يقومون بالشراء علي مستويات متدنية ثم الوصول بالسهم إلي مرحلة الفقاعة ليجذب صغار المستثمرين غير الملمين بأساسيات التعامل في البورصة فيما يقوم المستثمر المحترف بالبيع بعنف بعد الارتفاع والخاسر بالطبع هم صغار المستثمرين ولكن ذلك لا يمنع من القاء بعض اللوم علي المسئولين وضرورة قيامهم بالاتصال المباشر والسريع بالشركات في حالة الارتفاع المبالغ فيه لأحد الأسهم والقيام باعلان ذلك للمستثمرين. تلاعب وشائعات ومن جانبه اختلف محمد ماهر رئيس مجلس ادارة شركة برايم لتداول الاوراق المالية مع الكلام السابق مؤكدا ان المسئولية يجب ان تقع علي عاتق الشركة التي لا تفصح عن سياستها المستقبلية وتترك السهم عرضة للتلاعب والشائعات من قبل بعض الأفراد ويعتبر سهم سوديك مثالا صارخا علي عدم الافصاح والشفافية من قبل بعض الشركات المدرجة بالبورصة فالسهم يرتفع منذ أكثر من عام كما لم تقم الشركة بالافصاح طوال هذه الفترة عن أية معلومات جوهرية أو مبررات هذا الصعود وترك السهم عرضة للشائعات التي لا أساس لها من الصحة حول اتفاقية بين شركة سوديك وشركة اعمار وقيام شركة اعمار بشراء أسهم الشركة اضافة إلي انتظار حدوث اندماجات بين شركة سوديك وشركة القطامية هايتس عن طريق اقتسامهم للأصول التي يمتلكونها بالقيمة السوقية مما تسبب في ارتفاع السهم. واضاف انه حدث عقب ذلك ارتباكات في صفقة البنك المصري الامريكي دفعت شركة المنصور والمغربي إلي الاعلان عن رغبتها في تأجيل صفقة سوديك مؤقتا والابتعاد عن معظم الصفقات في الوقت الحالي فتم تأويل هذا التصريح علي انه تخل عن الصفقة والمشروع فتأثر السهم بالسلب حتي وصل إلي هذه الاسعار المنخفضة بالنسبة للمساهمين الذين اشتروا الأسهم علي أسعار عالية اثر اندفاع وراء الارتفاعات القياسية التي حققها السهم. التعامل الحذر وتطالب مي سرور المحلل المالي بشركة المجموعة الاستراتيجية لتداول الأوراق المالية بايجاد قدر اكبر من الرقابة الشديدة علي الأسهم التي ترتفع دون مبرر علي ان يورد ما يبرر هذا الارتفاع من الشركة المعنية عن وجود أنباء ايجابية أو أية صفقات تبرر هذا الصعود المتوالي لاسهمها وانسب جهة للقيام بذلك جهة الافصاح والمعلومات بالبورصة. وأكد انه علي المستثمرين إلا يندفعوا وراء تلك الاسهم ويرجعوا إلي التحليل المالي الاساسي لمعرفة القيم العادلة لذلك السهم وإذ كان يستحق ذلك الارتفاع أم لا وكذلك القيام بتوعية صغار المستثمرين بصفة مستمرة بخطورة هذه الافعال التي تؤدي إلي خسائر بدلا من الأرباح المتوقعة وذلك لابد ان يتم عن طريق الخبراء سواء بالشركات أو بوسائل الاعلام.