بعد أكثر من 20 عاما تبحث الحكومة مشروع "ممر التعمير" والذي قدر المتخصصون تكلفته في عام 1985 بحوالي 6 مليارات دولار، أما الآن تبلغ تكلفة البنية التحتية له أربعة أضعاف هذا الرقم أي حوالي 24 مليار دولار، ورغم ذلك فهي ليست قيمة ضخمة وخاصة أنها تنقذ مصر من الوضع الاقتصادي الحالي وتفتح أفاقا جديدة أمام مستقبل مصر.. والقصة بدأت عام 1985 حينما طرح الدكتور فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية مقترحا بغرض انشاء "ممر التعمير في الصحراء الغربية" وهو باختصار عبارة عن طريق بالمواصفات العالمية في صحراء مصر الغربية يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالا حتي بحيرة ناصر في الجنوب وعلي مسافة تتراوح بين 10 و80 كيلو مترا غرب وادي النيل والذي يفتح أفاقا جديدة للامتداد العمراني والزراعي والصناعي والتجاري حول مسافة تصل الي 2000 كيلو متر وفي ذلك التاريخ لم تتمكن الحكومة من الأخذ بهذا الاقتراح لاسباب مختلفة. وأعاد الدكتور الباز المقترح مرة أخري وناقشه الرئيس مبارك خلال اجتماع للمجموعة الاقتصادية مؤخرا وطالب الدكتور نظيف بدراسة جديدة للمشروع وإعادة النظر فيه وخاصة أننا في حاجة لمخرج من الوضع الاجتماعي الصعب بالتنسيق مع القطاع الخاص واذا تم الاتفاق عليه يتم طرحه علي مستثمرين عرب ثم عالميين. وحصلت "الأسبوعي" علي نسخة من المقترح الذي قدمه الدكتور فاروق الباز وهو بعنوان "ممر التعمير في الصحراء الغربية.. وسيلة لتأمين مستقبل الأجيال القادمة في مصر" ويؤهل المقترح اضافة الي تسهيل النقل بين أطراف الدولة الحد من التوسع العمراني في وادي النيل والدلتا يفتح آفاق جديدة للنمو بالقرب من التجمعات السكانية الكبري ومجالات لاحصر لها في استصلاح أراض صحراوية وانشاء مشروعات جديدة للتنمية في مجالات الصناعة والتجارة والسياحة. وأوضح التقرير انه تم اختيار هذا الجزء من الصحراء الغربية بناء علي خبرة في تضاريس مصر وامكاناتها التنموية حيث يتكون الشريط المتاخم لوادي النيل من هضبة مستوية بميل بسيط من الجنوب الي الشمال بموازاة النيل. ولا تقطع المنطقة أودية تهددها السيول كما هو الحال في شرق النيل وتتواجد مساحات شاسعة من الأراضي التي يسهل استصلاحها لانتاج الغذاء اضافة الي احتمالات وجود المياه الجوفية، وتقل فيه الرمال ولا تتقاطع معه خطوط الكثبان الرملية وكذلك تشتد اشعة الشمس والرياح مما يسمح باستخدام هذه المصادر للطاقة المتجددة في المستقبل. ويتضمن مقترح ممر التعمير انشاء : 1 طريق رئيسي للسير السريع بالمواصفات العالمية يبدأ من غرب الاسكندرية ويستمر حتي حدود مصر الجنوبية بطول 1200 كيلو متر تقريبا. 2 أثني عشر فرعا من الطرق العرضية التي تربط الطريق الرئيسي بمراكز التجمع السكاني علي طول مساره بطول كلي حوالي 800 كيلو متر. 3 شريط سكة حديد للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسي. 4 أنبوب ماء من بحيرة ناصر جنوبا وحتي نهاية الطريق علي ساحل البحر المتوسط. 5 خط كهرباء يؤمن توفير الطاقة في مراحل المشروع الأولية. * الطريق الرئيسي يمثل الطريق العالمي من الشمال الي الجنوب العنصر الأساسي لممر التعمير ويبدأ الطريق علي ساحل البحر المتوسط في موقع بين الإسكندرية والعلمين، ويؤهل انشاء ميناء عالمي جديد يضاهي الموانئ العالمية الكبري في المستقبل ويؤخذ في الاعتبار توفير استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة لتسهيل التعامل السريع مع الصادرات والواردات والبضائع المؤقتة. ويتكون الطريق الرئيسي من ثمانية ممرات علي الأقل، اثنين لسيارات النقل واثنين للسيارات الخاصة ذهابا وايابا. كما يلزم أن يمهد الطريق وفق المواصفات العالمية التي تسمح بالسير الأمن السريع دون توقف إلا في حالات الطوارئ ومحطات الاستراحة والوقود ومراكز تحصيل رسوم السير. وربما يستدعي تأمين صلاحية الطريق إنشاء مؤسسة خاصة تقوم بتحصيل الرسوم اللازمة لهذا الغرض علي مشارف الطرق العرضية. * الطرق العرضية يشتمل المقترح علي اثني عشر طريقا عرضيا يربط كل منها الطريق الرئيسي بموقع من مواقع التكدس السكاني في الدلتا وبموازاة وادي النيل. تسمح هذه الطرق بالامتداد العمراني غربا في هذه المواقع وتضيف بعدا جغرافيا لعدد من المحافظات بل يجب أن يسبق التخطيط والتنظيم والخدمات.