اجتاحت حالة من الهلع والذعر بين المواطنين في ارجاء مصر بعد انتشار وباء انفلونزا الطيور، ونفوق الآلاف من الطيور المنزلية ودواجن المزارع واعدام اعداد هائلة خوفاً من تفشي المرض وانتقال العدوي للمواطنين، الذين عزفوا عن تناول أي من منتجاتها وتضاعفت المخاوف بعد اكتشاف مرض الحمي القلاعية بالأبقار والجاموس. الأمر الذي أدي إلي عزوف المواطنين عن تناول اللحوم الحمراء.. مما ضاعف الأزمة لدي الناس الذين احتاروا.. ماذا يأكلون.. وكيف يغذون أولادهم بشكل متوازن بعيداً عن لحوم الطيور ومنتجاتها، واللحوم الحمراء وقد أرهقهم والبحث عن البدائل الاخري ذات القيمة الغذائية.. خبراء التغذية أجمعوا علي أن المصادر الحيوانية أو البروتين الحيواني ليس أساساً وحيداً يمكن الاعتماد عليه.. فالبقوليات والحبوب بجميع أنواعها مثل العدس والفاصوليا واللوبيا والسبانخ والقرنبيط تعد بدائل مناسبة للجسم لاحتوائها علي بروتين نباتي ويساعد علي حماية الجسم من الأمراض السرطانية والشيخوخة المبكرة.. وهشاشة العظم. مؤكدين توافر الفيتامينات المركبة بالمصادر النباتية المفيدة للجهاز العصبي وتمثيل السكريات وحماية الشرايين من التصلب.. ونصحوا بالاقبال علي البروتين النباتي الذي لا يسبب مشاكل للصحة. بداية يؤكد خبراء التغذية والأطباء أن أكل لحوم الدجاج مسألة آمنة إذا ما تم طهوها في درجة حرارة تفوق السبعين.. غير ان المواطنين مازالوا في هذه المرحلة علي الأقل متخوفين من استهلاك الدجاج.. برغم كل التأكيدات والتطمينات.. وقد يحتاج استعادة الثقة لبعض الوقت وفي هذه الاثناء فإن المستهلكين يتجهون إلي الأسماك.. وهو ما أدي إلي تضاعف أسعار الأسماك.. والتي لم يعد البسطاء يستطيعون شراءها. الدكتور وحيد عزيز استشاري الصحة العامة والتغذية وزميل المعهد الفرنسي للتغذية في تحليله يؤكد أنه في ظل هذه الظروف الاستثنائية لابد من البحث عن البدائل التي كان الانسان منذ القدم يعتمد عليها كليا وعلي المصادر النباتية وقد استمر علي ذلك قرونا طويلة إلي أن وقع الطوفان في عهد "نوح" عليه السلام، وأغرقت الأرض، فأضطر للاعتماد علي المصادر الحيوانية، لذا فان البروتين الحيواني ليس هو المصدر الأساسي الذي يمكن الاعتماد عليه، فهناك العديد من البقول والنباتات التي تحتوي علي بروتينيات واحماض أمينية، تعمل علي بناء أنسجة وعضلات الجسم وتتمثل في الفول والفاصوليا والعدس، واللوبيا، والترمس، اضافة إلي القمح والشعير والأرز الذي يلبي احتياجات الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة سواء كانت سكريات أو نشويات أو دهوناً أو البروتينيات ويمكن للانسان استخدام هذه الأنواع من البقوليات والنباتات في الكثير من الأصناف الغذائية، تجنباً للإحساس بالملل لتكرار الغذاء الواحد، اضافة إلي أن هذا النمط من الغذاء يحتوي علي مواد الفينولات والفلافونزيد والايزوفلافون التي تفيد الجسم وتحميه من الامراض السرطانية وهشاشة العظام والشيخوخة المبكرة مؤكدا ان الحرص علي تناول الفاكهة يساهم في تلبية متطلبات الجسم أيضا من الأملاح والسكريات وبهذه المكملات يمكن الاستغناء عن المصادر الحيوانية في الغذاء. عادات غذائية خاطئة ومن جانبها تؤكد الدكتورة شفيقة ناصر أستاذ الصحة العامة والتغذية بكلية الطب جامعة القاهرة ان جهل الانسان بالقيمة الغذائية المتوافرة في البروتين النباتي تجعله يعتقد أن البروتين الحيواني وحده القادر علي مد الجسم بما يحتاجه من بروتين، وهذا خطأ حيث ان البقوليات والنباتات خاصة العدس والسبانخ والكرومب والقرنبيط مصادر مهمة للجسم لا تقل أهمية عن المصادر الحيوانية، فالفول له فوائده المهمة كبروتين ويمكن تنوعيه في أكثر من صورة فقد تضاف إليه بعض الخضراوات كطبق "بصارة" يمد الجسم بجميع احتياجاته ويساهم في عملية سهولة الهضم، بالاضافة إلي احتوائه علي نسبة كبيرة من المعادن ومنها الحديد الذي يمنع الاصابة بمرض الانيميا، هذا إلي جانب العدس الذي يلعب دوراً كبيراً في الجسم أيضا لاحتوائه علي الكالسيوم المساعد في بناء انسجة الجسم وخلاياه خاصة لدي الصغار في مرحلة النمو مشيرة إلي توافر عناصر الزنك واليود المتوافرين بنباتات "الكرومب" والقرنبيط، المفيدين لسلامة أجهزة الجسم حيث ان عدم وجودهما يسبب مشاكل في حواس السمع والأبصار مع الاعتماد علي منتجات الألبان كالجبن والزبادي واللبن الذي لا غني عنه بالنسبة للأطفال لاحتوائه علي الكالسيوم، الذي يساعدهم علي النمو بشكل صحي وسليم ولابد من الاعتماد أيضا علي فاكهة الموز والبرتقال التي تساعد علي توازن السيولة في الدم، ولا يمكن اغفال الأسماك كبديل مهم للحوم البيضاء والحمراء لاحتوائها علي البروتين الحيواني.