يشهد سوق الكمبيوتر المحمول المحلي حالة غير مسبوقة من التحفز والسعي لتحسين المراكز وصفها البعض بأنها تأتي في اطار التأهب للطفرة المتوقعة في المبيعات والصراع المرتقب بين شركات العلامات التجارية (براند نيم) الشهيرة والشركات التي تسعي للتواجد بالسوق المصري وصنع اسم لنفسها. ويري الخبراء أن هذه الحالة وضع طبيعي للاتجاه العالمي نحو إحلال الكمبيوتر المحمول محل الكمبيوتر المكتبي. وكان كثير من الخبراء توقعوا انهيار سوق الكمبيوتر المكتبي بانقضاء عام 2005 الا أن الأحداث خذلت هذه التوقعات بعض الشيء لتمتد حالة التأهب والانتظار في سوق اللاب توب خلال العام الجديد. وفي السطور التالية نحاول رصد مظاهر هذه الحالة التي طرأت علي سوق الكمبيوتر المحلي والتي يأتي في مقدمتها حرب الاسعار التي نشبت في سوق اللاب توب. تؤكد وفاء أبو الخير مدير عام مون ستون ان المرحلة القادمة ستشهد منافسة شرسة تطمح خلالها الشركات التي تسعي للتواجد للفوز بنصيب الأسد من حجم سوق اللاب توب المتوقع له نمو مطرد تصل نسبته إلي 40 % من حجم سوق الكمبيوتر لتتقلص نسبة الكمبيوتر المكتبي الي 60 % فقط خلال الفترة من العام الحالي وحتي حلول عام 2008. وتشير الي أن هذا النمو المتوقع دفع الشركات التي تسعي للتواجد بالسوق المحلي الي عدم ترك الساحة خالية أمام شركات البراند نيم. وتضيف وفاء أبو الخير أنه في ظل تحول انماط الحياة فان مطلب سهولة التنقل والاتصال بالانترنت لاسلكيا سيكون صلب مطالب مستخدم الكمبيوتر في الفترة القادمة وفي المقابل سيقتصر الطلب علي سوق الكمبيوتر المكتبي علي أعمال ميكنة الوزارات والمنشآت الاقتصادية المختلفة. ثقافة التكتلات ومن جانبه يقول أسامة الديب مدير مبيعات منتجي أجهزة الكمبيوتر بمايكروسوفت إن الفكرة الأساسية التي تحكم المنافسة داخل سوق الكمبيوتر عموما هي أنه بالرغم من امكانية اتصال الشركات الوطنية المجمعة لأجهزة الكمبيوتر بنفس مورد شركات البراند نيم الا أن الأخيرة قادرة علي الطلب بكميات كبيرة من هذا المورد ومن ثم تحصل علي خصم في السعر تستطيع من خلاله خفض تكلفة انتاج جهازها في حين تعجز الشركات الوطنية عن الطلب بنفس الكمية ومن ثم لا تحصل علي الخصم. ومن هنا يؤكد الديب أنه يمكن الاستفادة من ثقافة التكتلات التي استوعبها قطاع تكنولوجيا المعلومات العالمي لتشكيل كيان وطني يستطيع شراء كميات ضخمة من موردي شركات البراند نيم لنتمكن من صناعة أجهزة لاب توب قادرة علي المنافسة. ويضيف الديب أن تطور صناعة اللاب توب لاشك أنها في صالح السوق المصري خاصة أنه توجد امكانية لتجميع جهاز لاب توب بنفس مكونات الكمبيوتر المكتبي والتي قد تؤدي الي كبر حجمه نسبيا الا أنه مع انخفاض سعره يبدو مناسبا كمرحلة انتقالية ينمو خلالها الوعي لدي المستخدم المصري بمميزات التعامل مع كمبيوتر محمول. وداعا للقطعة الواحدة ويقول إيهاب الأشقر مدير المبيعات والتسويق في asbis ان الاتجاه العام لصناعة الكمبيوتر يؤكد علي ضرورة تسهيل حركة مستخدم الكمبيوتر وهو في صحبته خاصة في ظل تطور فكر المجتمعات نحو مجتمع المعلومات وعصر الخدمات الإلكترونية وكل هذه الاحتياجات تتطلب تواجد الكمبيوتر بشكل دائم مع المستخدم أينما يكون وهي أساس فكرة تصنيع الكمبيوتر المحمول مشيرا الي أن السنوات القادمة ستشهد نموا لحجم الطلب العالمي علي أجهزة اللاب توب لحرية التنقل بها. ويتوقع الأشقر نمو سوق الكمبيوتر المحمول لتصل الي 30 % من حجم السوق المحلي خلال الفترة القادمة خاصة في ظل التطوير المستمر في مكونات الجهاز والتي تسعي الي تصنيعه في شكل أجزاء يمكن تحديثها بمرور الوقت والتخلي عن الفكرة السائدة لتصنيع الجهاز كقطعة واحدة ومن ثم يتزايد الطلب علي اللاب توب ليتولد الحافز لدي الشركات في توفير قطع الغيار بشكل يؤهلهم الي توفير خدمات الصيانة بشكل يتوافق مع متطلبات المستخدم. مزيد من التوعية ومن جانبه يقول المهندس خليل حسن خليل رئيس شعبة الحاسب الآلي باتحاد الغرف التجارية اننا لا نستطيع أن ننكر قدرة سوق الكمبيوتر المحمول علي تحطيم أرقام مبيعات الكمبيوتر المكتبي مشيرا إلي أن الاتجاه العالمي يندفع بقوه نحو هذا الاتجاه خاصة في ظل نمو الوعي باستخدامات الحاسب وبالذات في الدول التي استقبلت ثورة المعلومات خلال السنوات الخمس المنقضية. واوضح خليل انه بالرغم من تطور الفكر الذي سمح بنمو سوق الكمبيوتر المحمول إلا أن ثقافة الصيانة مازالت تتبع العرف المصري في أعمال الصيانة وما ينتج عنها من ممارسات بعض الأفراد لفتح مراكز صيانة غير معتمدة لمجرد خبرة البعض في العمل بسوق تجميع الكمبيوتر وفي نفس الوقت طبيعة المستخدم المصري الذي يخشي التعامل مع التوكيل أيا كان نوع المنتج. وأضاف أن طبيعة الكمبيوتر المحمول تجعل مكونه قطعة واحدة في اغلب التصميمات مما يجعل هناك صعوبة في صيانته لارتفاع تكلفتها وتوقفها علي مدي قدرة الوكيل علي تلبية احتياجات العميل في اقصر وقت ممكن. انعدام المعايير وتعلق سمر المسلمي مسئول المبيعات بسنترا علي تباين الأسعار الذي يشهده سوق اللاب توب بأنه لا توجد مقاييس نستطيع أن نحكم بها علي الفرق بين الكمبيوتر براند نيم وآخر خاصة في ظل قلة المعروض.وتؤكد المسلمي أننا لو نجحنا بالاستعانة بالخبرات المصرية أن نوفر مناخاً جيداً لوجود براند علي قدر من المرونة في السعر والامكانيات تتوافق مع السوق المصري سنكون قد حققنا خطوة ايجابية في تطوير سوق الكمبيوتر المحلي تتوافق وتطورات الساحة العالمية. وتشاركها الراي ريهام الأنصاري مدير التسويق والمبيعات بhp في انه من الطبيعي ان تختلف اسعار الكمبيوتر المحمول في السوق الواحد مثله كاي سلعة اخري تتبع السياسة التسعيرية للشركة المنتجة خاصة وان شركات اللاب توب تسعي مراكز ابحاثها الي تطوير منتجها لتصل به الي اعلي جودة واقل وزن وذلك بسعر مناسب. وتشير الأنصاري ألي أن الشركات البراند نيم تضع في مقدمة اهتماماتها ضرورة انتشار تواجد مراكز الدعم الفني قرب عملائها بحيث تقدم افضل خدمة فيما بعد البيع حفاظا علي اسمها في السوق موضحة انه يعينها علي ذلك خبرة الشركة في السوق وكبر حجمها الذي يمكنها من توفير قطع الغيار بكميات ضخمة ومن ثم تحصل علي اسعار خاصة تخدم سياستها البيعية وخدماتها فيما بعد البيع.